بعد قرار الجامعة العربية الأخير، والذي رغم ما فيه من نقاط تستدعي التحفظ، إلا أنها وضعت بند تنحي الأسد على الطاولة، وهذه قضية في الواقع أثارت حفيظة المافيا الروسية الحاكمة قبل أن يحصلوا على المقابل، ولذلك هي الآن تحاول أن تعرقل صدور قرار من مجلس الأمن بتنحي القاتل ووقف القتل، كنت قبل اسبوع قد كتبت مقالا أقول فيه ان سورية ستشهد مجازر جديدة ووحشية، وهذا ما تم خلال اليام الماضية حيث وصل عدد الشهداء في يومين إلى أكثر من 200 شهيد بينهم 11طفلا في حمص وغيرها، إضافة لمجزرة عين البياضة..والنظام يخطط لأكثر من ذلك، أنه يرمي بسهمه الأخير في القتل المعمم حيث أطلق الجيش في كل المحافظات والمدن واطلق شبيحته، ككلاب مسعورة، معتقدا ومعتمدا على تغطية روسية كما طالبها من قبل بأنه إذا قتل 30000 ألف سوري يمكن ان يعود بالوضع لماقبل انطلاق الثورة في حوران.
النظام يرتكب المجازر وسيرتكب المزيد منها لأنه ليس لديه حل سياسي، ولن يكون وهذا جزء من تكوينه وطبيعته، والتي كنا ننبه لها مع غيرنا من المعارضين منذ زمن بعيد، ورغم ذلك لايزال هنالك جهات في هذه المعارضة، رغم كل ما حدث تتحدث عن حل سياسي النظام طرفا فيه، فرغم مجازر عين البياضة وقتل الاطفال يومي الاربعاء والخميس، فقد خرجت الجمعة 27.01.2012 المظاهرات بمعدل مرتفعquot;أحصت لجان التنسيق المحلية في سوريا 588 مظاهرة خرجت في عموم البلاد هذه الجمعة، خرجت هذه المظاهرات من 470 نقطة تظاهر،و جاء الترتيب كالتالي: إدلب 133 نقطة تظاهر، خرجت فيها 139 مظاهرة، حمص 57 نقطة تظاهر، و 77 مظاهرة، درعا، 57 نقطة تظاهر و 68 مظاهرة، حماه 54 نقطة تظاهر و 60 مظاهرة، حلب 51 نقطة تظاهر و 65 مظاهرة، ريف دمشق 42 نقطة تظاهر و 57 مظاهرة، الحسكة 20 نقطة تظاهر و 31 مظاهرة، دير الزور 18 نقطة تظاهر و 32 مظاهرة، اللاذقية 16 نقطة تظاهر و 22 مظاهرة، دمشق 14 نقطة تظاهر و 22 مظاهرة، الرقة 5 نقاط تظاهر و 7 مظاهرات، طرطوس نقطة تظاهر واحدة و 6 مظاهرات، السويداء و القنيطرة مظاهرة واحدة في كل منهما.quot; إضافة إلى ان هذه الجمعة حملت مفاجأتين للنظام، الأولى تمثلت بخروج واضح لمدينة حلب، في أحياء عدة منها في الصاخور والمرجة وسيف الدولة وغيرها، مما استدعى قوات الأمن والشبيحة للتدخل لمنع جماهير حلب من الانضمام للثورة بقتل العشرات من المتظاهرين وجرح العشرات، حيث وصلنا استشهاد 12 مدنيا في مدينة حلب، والمفاجأة الأخرى هي خروج مدينة عفرين الكردية السورية، وهي المدينة الوحيدة في ريف حلب كانت مساهمتها في الثورة محدودة جدا بحكم تواجد الفرع السوري لحزب العمال الكوردستاني التركي، وما يمارسه من وصاية على هذه المدينة، بكل الطرق، ولأن موقفه بشكل أو بآخر مساند للنظام وهو العضو الوحيد ذو وزن في هيئة التنسيق الوطنية بزعامة حسن عبد العظيم الذي انشق كوادر حزبه عنه..عفرين خرجت بقضها وقضيضها، تحت رعاية اتحاد تنسيقيات شباب الكورد السوريين الذي يعملون في ظروف قمعية قاسية في تلك المدينة..ما حدث في حلب وعفرين، يؤكد مدى تهافت من يتحدث عن أن النظام لايزال يتمتع بحضور شعبي أو بدون خجل ولا ذمة يخرج أحد المعارضين ليقول أن كل تعداد المتظاهرين في شوارع سورية لايتجاوز 100ألف..من يحصي التظاهرات في ريف حلب فقط، يجد ان العدد لوحده يفوق هذا التبجح، حماة التي تتعرض لمجزرة منذ أيام خرجت فيها اكثر من ستين تظاهرة.
كيف يمكن للروس ومن معهم من إيرانيين ان يقتنعوا بحلول النظام، وانه قادر على البقاء في السلطة بعد كل هذا الدم، وبعد كل هذا الشعب الذي لن يعود لبيوته، ولن يعود إلى ما قبل آذار حوران، والأهم لن يعود بعد كل هذا الدم..إذا لا اعتقد ان الروس يجهلون هذه الحقيقة لكنهم كمافيا يفكر قادتهم، انهم إما استمرار القتل بالشعب السوري أو يعطيهم الغرب والعرب ثمنا لتخليهم عن الأسد، وهو في النهاية لايساوي اكثر من مبالغ مالية لدى هذه المافيا..واعتقد انه لم يعد لديه القدرة لتغطية طلبات المافيا الروسية حتى لو بقي في السلطة، ووقفت الثورة، وهذا لن يحدث بالطبع، لكن الروس يعلمون انه ساقط لامحالة ولم يعد لديهم طريقة في ابتزاز الغرب سوى بأن يستمر هذا النظام بقتل السوريين..هم يدركون أيضا، أن هذه العائلة انتهت من تاريخ الحكم في سورية، ويعلمون أكثر كما قلت أنه مهما كانت الخيارات السياسية السورية لم تعد سورية في وضع يعطي هذه المافيا الثلاثية بوتين ولافروف ومديفيديف، ما يريدونه..أو ما يتمنونه، لهذا هم الآن في أروقة مجلس الأمن يساومون الغرب والعرب على المعادلة التالية، إما أن تعطونا ما نريد، أو نترك الأسد مستمرا في قتل الشعب السوري.
ونحن نقول لهم، مهما كانت التغيرات، فالشعب السوري لن يغفر لكم هذا الموقف...هذا هو التاريخ ببساطة...ولتتذكر ذلك كل النخب السياسية الروسية...لهذا على شعبنا الثائر أن يتوقع مزيدا من المجازر، لأنه يبدو أن الروس لايريدون تغطيته فقط بل هم يساهمون مباشرة بالقتل، عبر هذا الموقف، الروس ليسوا أغبياء ليراهنوا على استمرار هذه العائلة في حكم سورية، لكنهم يراهنون على تحقيق مطالبهم عبر زيادة القتل في شعبنا...فإما ان يستمر القتل أو يعطيهم الغرب والعرب ما يريدون، فهم يتعاملوا مع الوضع، كالتالي هم خاسرون، فلماذا لايربحون بقدر المستطاع!! عبر استمرار القتل، وما تحفظهم على مطلب التنحي إلا دليلا على ما نقول وليس العكس كما يتوهم بعض أنصار النظام..الروس يعرفون أن الثورة والشعب السوري قد أسقط النظام كخيار استراتيجي بالنسبة للروس، وبمنطقهم المافيوزي الآن لم يعد بالنسبة لهم هو وجيشه وشبيحته سوى قاتل مأجور يريدون ثمن إيقافه عن القتل لهذا هم لايقدمون حلا سياسيا أيضا لانهم لايريدون حلا سياسيا أصلا.
التعليقات