التصريح الاخير للسفير الايراني في بغداد بخصوص مخيم أشرف و الذي تناقلته وسائل الاعلام التابعة للنظام الايراني، حمل بين طياته الکثير من المعاني و الاشارات البالغة الاهمية التي تبين بجلاء أن قدرة و إمکانية هذا النظام على تزييف و قلب القائع و الاحداث مازال يفوق الوصف وان هذا السلاحquot;المعنويquot;، يستخدمه في حربه النفسية ضد خصومه لأن فعاليته أحيانا تکون أمضى من الاسلحة الفتاکة حتى.
سفير النظام الايراني في بغداد، دانائي فر، زعم في تصريحه المذکور ان سکان أشرف و في لقاءات جرت في معسکر أشرف بين مندوب الامم المتحدة في العراق، يرغب(أغلبهم يرغبون بالعودة الى إيران، لکن قادة المنظمة منعوهم من ذلك بحيث حولوهم الى رهائن)، هذا السفير أکد أيضا في تصريحه الآنف أنه( من وجهة نظر منظمة الامم المتحدة فإن منظمة المنافقين هي زمرة إرهابية و إنهم لن يدعموهم إطلاقا)، وعند التدقيق في النقطتين المذکورتين، نجد أنفسنا أمام عدة حقائق، أهمها:
ـ لو سلمنا جدلا بمصداقية الزعم بأن أکثرية سکان zwnj;أشرف يرغبون في العودة لإيران، فإنه لايعقل أن يبادر مندوب الامم المتحدة الى الإفصاح عن هکذا نية بهذه الصورة و المسألة لاتزال قيد الأخذ و الرد.
ـ عندما تريد أغلبية سکان أشرف في العودة الى إيران، فذلك يعني أن هنالك أقلية لاتريد العودة الى إيران فکيف تتمکن أقلية من إخضاع أکثرية تضدها لإرادتها خصوصا وان هنالك الامم المتحدة و الاتحاد الاوربي و الولايات المتحدة الامريکية و الصليب الاحمر الدولي و حتى الحکومة العراقية، انه تساؤل يکشف زيف و کذب هذا الادعاء!
ـ يزعم سفير النظام الايراني ببغداد أنهquot; من وجهة نظر الامم المتحدة فإن منظمة المنافقين(مجاهدي خلق)، هي زمرة إرهابية و انهم لن يدعموهم إطلاقاquot;، هذا الکلام يحمل ضده، أو بتعبير أدق يناقض بعضه، حيث أن منظمة الامم المحدة قد تدخلت من خلال أمينها العام للضغط على رئيس الوزراء العراقي و منعه من تنفيذ تهديده بغلق معسکر أشرف في نهاية العام الماضي، کما أن المنظمة بنفسها قد قامت بتوقيع إتفاقية مع الحکومة العراقية لحل مشکلة أشرف حلا سلميا، فهل تمثل منظمة الامم المتحدة و أمينها العام بان کي مون زمرة إرهابية کما يزعم هذا السفير الفطن؟!
النظام الايراني الذي يمر بواحدة من أصعب و أعقد المراحل و يواجه سلسلة تحديات جعلته يترنح و تتزلزل الارض من تحت أقدامه، يحاول من دون جدوى معالجة هذا الموقف الصعب بالکذب، فالکذب کان و لايزال من أهم أسلحة هذا النظام و أکثرها فعالية لديمومة حکمه القمعي الاستبدادي، وحتى انه من فرط إمتهانه و إحترافه لممارسة الکذب فإنه لم يعد يبالي بإحتمالات إنکشاف و إفتضاح أمره، إذ سبق لمسؤولين من الامم المتحدة نفسها أن قاموا بتکذيب تصريحات و اقوال منسوبة إليهم من جانب النظام الايراني و بلعها الاخير کعادته وتصرف کأن شيئا لم يکن، وهذا لعمري حال الکذابين المحترفين.
إذا ماقال الخليفة الاموي : لله جنود من عسل! فهل يصح ان نقول عن النظام الايراني وهو يمارس کذبه الفاضح هذا بعد إجراء ثمة تغيير خاص عليه بحيث يصير کالتالي: لنظام إيران جنود من کذب؟