quot;يتوجه رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور برهان غليون إلى العاصمة المصرية القاهرة الجمعة (20 ك2/ يناير 2012) برفقة عدد من أعضاء المكتب التنفيذي للقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وعدد من وزراء الخارجية العرب. ويحمل الدكتور غليون مطالب المجلس الوطني...وسيشدد وفد المجلس الوطني على أن يتضمن التقرير نصاً واضحا يشير إلى أن ما ارتكبه النظام وما يقوم به يمثل quot;جرائم إبادةquot; بحق الإنسانية وquot;جرائم حربquot; يرتكبها بحق مدنيين عزل، مع التأكيد على أن عدد السوريين الذين قضوا نحبهم برصاص النظام منذ انطلاق المبادرة العربية وصل إلى نحو 2500 مدني سوري، إضافة إلى عشرات آلاف الجرحى والمعتقلين. ومن المقرر أن يطلب وفد المجلس الوطني السوري من الأمين العام للجامعة والوزراء العرب الذين سيلتقيهم، العمل على نقل الملف إلى مجلس الأمن للحصول على قرار يتيح إنشاء منطقة آمنة وفرض حظر جوي ويعطي قوة دفع دولية، ويشكل عنصر إلزام يمنع النظام من الاستمرار في قتل المدنيين ويرتب عليه عقوبات رادعة، بما في ذلك استخدام القوة لمنعه من مواصلة عمليات القتل والتنكيل بالسكان.هذا ويعقد المجلس الوطني لقاء مع الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام في القاهرة لوضعهم في صورة التطورات في سورية، وموقف المجلس الوطني السوري، وخريطة الأداء السياسي المقبلة للمجلس في ضوء قرارات الجامعة والمجلس الوزاري العربي، ومستويات التعاون بين المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر.quot;
هذا الموقف النهائي للمجلس الوطني السوري، كان بالنسبة للكثيرين من أعضاء المجلس، وللناس في الثورة، موقفا يجب تبنيه منذ تشكيل المجلس، وتوثيقه رسميا لدى المجتمع الدولي ومؤسساته كلها، وانا اعتقد أن المجلس الآن قد وضع قدمه بثبات، في الطريق الموصل لتحقيق أهداف شعبنا وحمايته من هذا الغدر الذي يحيط بثورته من كل الجوانب..لم يعد مهما كثيرا بالنسبة للوضع أن يتم الاستجابة لمطلب المجلس هذا أم لا..بحكم أن وضع القوى الدولية والاقليمية لايزال غير جاهز لاستصدار قرار من مجلس الامن يوفر حماية فعلية للمدنيين..لكن هذه الخطوة من المجلس تحدد اتجاه نشاط المجلس وعمله في المرحلة القادمة، واستكمال مؤسساته بناء على وضوح الخط السياسي والذي لم يأت نتيجة مزاج أو ما شابه بل أتى نتيجة لاصرار شعبنا اولا، ولما تم خوضه من جدالات حقيقية داخل أروقة المجلس من اجل المضي قدما بهذه الاستراتيجية السياسية، ومن أجهض أيضا التيار الذي كان لا يفضل أن نلجأ كمجلس لطلب التدخل، هو استمرار جرائم النظام كما أوضح بيان المجلس وحجم الخطر المحدق بالثورة إذا بقيت نصوصها السياسية مدولة في خانة الدول التي تدعم هذا النظام وتغطي على جرائمه..وبهذه المناسبة أنا أحزن على بعض الاصدقاء والرفاق في هيئة التنسيق، واحزن على مثقفين كبار، كانوا مقتنعين انهم ووفقا لرؤيتهم السياسية أن النظام يمكن ان يجبر على تسوية سياسية خارقة دون تدخل دولي ضاغط...لكن هذا لم يحدث، بل ازداد تعنتا وجرما وقتلا ونهبا، لأنه يرى معارضة تتمسك بمطلبه الاساس وهو رفض التدويل الاممي، وليس رفض التدويل الاسرائيلي الايراني الروسي..ومنذ فترة ليست بعيدة طلب النظام من الروس تمرير خطته باجتياح كل المدن وقصفها بالطيران، والتي تقتضي قتل ثلاثين ألف سوري، لكن الروس لم يقدموا هذا الغطاء..رغم ان حكومة المالكي العراقية وعسكر الفساد في الجزائر وجنرال اليمن قد وافقوا على ذلك ومعهم إيران بالطبع..نحن هنا لانمارس تحريضا بل لدينا كل الوقائع التي تشير إلى ذلك، وليس أدل على هذا من محاولة روسيا استصدار قرار أممي يمنع العقوبات عن النظام..وهي تدرك ان مثل هذا القرار الذي تريد استصداره ربما يعطيهم وقتا أضافيا للتفكير بالموافقة على عرض النظام هذا..
عندما تطلب مساندة العالم لمطالبك فأنت تنتقل لتكون جزء من هذا العالم...أما أن تتبنى لغة معن بشور والمؤتمر القومي العربي الذي زار النظام القاتل منذ يومين، كما زار صدام حسين قبيل سقوطه، وتريد من العالم أن يساندك هذه لا تستقيم!! كيف تتحدث بعداء واضح لأمريكا وأوروبا ودول الخليج وتريد منهم بنفس الوقت مساندتك..هذه امور تحدث بالثقافة أما بالسياسة ليسوا مضطرين لمساعدة طرف يرفضهم سياسيا وأخلاقيا ومصلحيا...
حدثت ثلاثة أمور مهمة خلال هذه الاسبوع عدا عن القتل اليومي الذي يقوم به النظام، الأول هو تحرير مدينة الزبداني وأجبار شبيحة النظام على التراجع، وأعتقد انه يحاول ان يعطي ورقة لحلفاءه من أجل الدفاع عنه في الجامعة العربية من جهة، ويلتقط أنفاسه من جهة أخرى..لكن مهما تناولنا الموضوع فهو نصر للثورة ولأهلنا في الزبداني والذين بتنا نخاف عليهم من الغدر..وهنا اعيد طرح مبادرة كنا تقدمنا بها وهي تشكيل مجالس محلية على مستوى المدن والبلدات...ولتكن الزبداني ومناطق في درعا وأدلب وعامودا نموذجا لمؤسسات تقود المرحلة الانتقالية على الارض.
الحدث الثاني هو صدور بيان من ناشطين ومثقفين ومواطنين تجاوز عددهم المئات وينحدرون من الطائفة العلوية الكريمة، يدعون كل السوريين وخاصة من الأقليات للانخراط بالثورة، ويعلنون تبرأهم من جرائم هذا النظام، وهذا يؤكد للجامعة العربية فقدان حلفاء النظام فيها للعب بالورقة الطائفية، ويساعد الثورة في الاستمرار..
الحدث الثالث هو تشكيل كتلة ضاغطة على المجلس من خارجه من مثقفين ومواطنين وثوار، لأنها لاتزال ترى بأن المجلس يمثل الثورة، من اجل توضيح استراتيجيته السياسية والقيام بتفعيل مؤسساته ومطالبته بالشفافية السياسية وغيرها، وان يتحول إلى مؤسسة ديمقراطية حقيقية تمثل الثورة سياسيا وتستحق هذا التمثيل..
هذه الاحداث تشير على ان شعبنا ماض نحو حريته..مهما كانت حجم التضحيات، وسيكون موقف المجلس قويا في القاهرة، وسيواجه المجلس محاولة التفاف من قبل بعض معارضة تواجدت أيضا في القاهرة الآن، مدعومة من بعض أطراف إقليمية وعربية من أجل ألا يتم تبني مطالب المجلس والتي هي مطالب الثورة..ونعتقد أنها لن تجدي نفعا بعد الآن..ونتمنى من اعضاء وفد المجلس الذاهب للقاهرة ألا يدخل مع هؤلاء بلعبة مماحكات حول وحدة المعارضة وماشابه...هم في ميزان القوى يخدمون النظام والحديث عن النوايا الطيبة لأنها لاتهم أحدا من مجرمي السلطة ومن معهم أقليميا ودوليا، وعدم الانجرار لمقولة أن المجتمع الدولي غير جاهز، نؤدي واجبنا وهو سيكون جاهزا باصرار شعبنا وبمطالبنا..والابتعاد عن التيار القومي من المثففين الذي اثبتوا انهم عار على العروبة ذاتها...
وفي ختام هذه العجالة أهمس في أذن اصدقائي بالمجلس الوطني الكردي...المجلس ينتظركم، وماتبناه المجلس من محددات سياسية لحل القضية الكردية في ظل حرية سورية كاف لكي تكونوا جزء عضويا من المجلس...ولنؤجل ما تبقى لمابعد الأسد وسنخوض معكم نضالكم من اجل نيل حقوقكم كاملة في ظل دولة سورية حرة ولكل مواطنيها..
وأهمس ايضا في أذن صديقي الدكتور برهان غليون ومن معه في الوفد الذاهب للقاهرة لاتلتفتوا للخلف..لان أية التفاتة تعرفون ما تعني بالنسبة لشعبنا...تعني مزيدا من الدم...وهذا لايعني أن هذا النظام سيتوقف عن القتل، ولكن على المجلس ألا يكون جزء من غطاء عربي...وان يقوم بواجبه فقط...
- آخر تحديث :
التعليقات