تعد السيدة ديلما روسييف رئيسة البرازيل من أشهر السيدات في العالم الآن ولما لا وهي السيدة التي تعتلي قمة السلطة في بلد من أهم بلدان أميركا الجنوبية، لكن الكثيرون لا يعرفون أن السيدة ديلما مواليد 1947خريجة سجون ومعتقلات!!!. ففي 16 يناير 1970 وفي أثناء الحكم العسكري للبرازيل تم القبض عليها وبحوزتها سلاح...quot; كما أدعت السلطات في ذلك الوقتquot;، عُذبت من العسكر ثم وجهت لها تهمة التآمر لإسقاط الدولة ونظام الحكم!

في المحكمة كانت شجاعة وأبلغت هيئة المحكمة العسكرية بأسماء من عذبوها... ولكنهم كانوا جبناء لم يستمعوا إليها بل حكموا عليها بالسجن لمدة ست سنوات، ثم تحنن قلب الجيش عليها وخفف الحكم لثلاث سنوات ولكنها منعت من ممارسة العمل السياسي، في أكتوبر 31-2010 تم انتخابها رئيسة لدولة البرازيل لتصبح أول سيدة تعتلي قمة السلطة في البرازيل.

بدون شك كان الإعلام البرازيلي يتهم ديلما بأنها quot;بلطجيةquot; وأنها من الشباب الطايش الذي لا يعرف مصلحة البلد، وكانت السلطة العسكرية تطاردها هي ورفقائها، تلك السلطات العسكرية التي علي يدها تحولت البرازيل من دولة من أغني دول العالم لدولة يأكل شعبها من مقالب القمامة علي أيديهم!!

ثم سطعت شمس الحرية في البرازيل ليذهب عسكرها لمذبلة التاريخ ويتقلد أحرارها المكانة التي تليق بهم ويعتلون مقاليد الحكم في البلاد، قد يقول البعض لقد تحقق ذلك في مصر وهم الإخوان المعتقلين في عصر مبارك أصبحوا في صدارة الحكم، وأقول لا فالإخوان لصوص ثورة مصر وليس أحرارها ومعهم السلفيين والفريقين بمثابة نازيين الشرق كان يجب منعهم من ممارسة العمل السياسي كما تفعل أوربا مع نازيين الغرب، وهم أساتذه الصفقات المشبوهة منذ زمن طويل فعلوها مع السادات ثم مبارك ثم العسكر فهم وبحق كلاب السلطة.

سرحت كثيرا وأنا أقرأ قصة كفاح quot;ديلماquot; تراقصت أمام عيناي صور جميلة إسماعيل، بثينة كامل، عزة سليمان، أسماء محفوظ، أسراء عبد الفتاح، هالة المصري نوارة نجم، د مني مينا، منال زوجة البطل علاء عبد الفتاح وغيرهن وغيرهن، من الذين أسسوا مدرسة ميدان التحرير ومن الذين تخرجوا من مدرسة ميدان التحرير للوطنية، شردت بذهني وأنا أسترجع العذابات والتهم التي تلاحقهن من حكم quot;العسكرquot;، وإستدعاء البعض منهم للتحقيق في النيابة، الاعتداء علي بنات مصر وتعذيبهن وتعريتهن في التحرير علي يد العسكر، مشاهد تولد الحزن والآسي وتحزن القلب الممزق أساسا علي وطن يضيع، ومجلس عسكري خائن يريد تسليم الوطن لقوي الظلام لتعيد الوطن لعصور الجاهلية، فلا هم لهم غير الخروج الآمن وعدم الملاحقة!

وفي وسط ذلك الإحباط تخرج صورة quot;ديلماquot; لترسل رسالة لكل مصري حر ولكن وطني غيور علي وطنة، الحرية كالشمس ولن تستطيع قوي في العالم أن تمنع الشمس من السطوع، ولابد للظلام أن ينقشع مع أول شعاع من أشعة الشمس، نعم المستقبل للتحرير ومصر غدا ستحكم من شباب تخرجوا في مدرسة التحرير، وهؤلاء المطاردون والمطاردات من قبل السلطة وإعلامها والقوي المتحالفة معها غدا سيكونون في سدة الحكم وغدا سيحكمون مصر، وما يلاقونه جميعا ليس بغريب فهو مصر الأحرار في كل العالم، وأقول لمن يساند الظلمة الحاكمين ويلا لكم فالظلم عمره قصير وغدا ستشرق شمس التحرير.

أتمني أري أحد بنات التحرير وقد أصبحت رئيسة لمصر وأحمد حرارة رئيسا لوزرائها ليشكل الحكومة من رفاق الكفاح والنضال، مايكل نبيل وجميلة وبثينة ونوارة وعلاء عبد الفتاح، أحلم معي وتفائل فمنذ سنة واحدة كان المتفائلون فقط يحلمون بسقوط مبارك وقد حدث وسقط حكم مبارك وسيسقط حكم العسكر والتيار الإسلامي وسيذهبون لمذبلة التاريخ لتلعنهم الأجيال القادمة كما لعنت من سبقوهم، ولتفتح مصر زراعيها لأبنائها الأوفياء المخلصين صدقوني سيحدث ذلك ولن نتتظر أربعين عاما كالبرازيل لن تزيد المدة من خمسة لخمسة عشر عاما والأيام بيننا، وادعوا مدرسين وطلاب وكل العاملين بمدرسة ميدان التحرير أن يستعدوا ليعطونا quot;ديلماquot; المصرية.