في الوقت الذي يستغل الملالي الفرص تتلوها الفرص للسيطرة علي معارضتهم بالداخل، والنيل منهم بالخارج، والضحك علي العالم ببرنامج نووي يصب في توجه الملالي السلطوي الغاشم. الذي لا يبحث عن شعب وفقره بقدر ما يبحث عن وسائل بقائه مهما كان الثمن، وكسب المزيد من الوقت للمناورة!.. في ظل كل هذا لم تزل تتجاهل الدول الحرّة في العالم الدعوات المتعاقبة للرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية مريم رجوي لعقد مؤتمر دولي للوقوف علي آخر تطورات وضع اللاجئين في مخيم أشرف بالعراق!
هؤلاء اللاجئون الذين وثقوا في طمأنات الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه بالعراق مارتن كوبلر، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، والدول الأوروبية ووزيرة الخارجية الأمريكية وبرلماني الكونغرس، فسلموا أنفسهم للحكومة العراقية الموالية للملالي حتي تنقلهم إلي مخيم ( ليبرتي ) المؤقت؛ لحين نقلهم إلي دولة ثالثة. هذه الحكومة التي أثبتت عبر سنوات حكمها رغبتها في الانتقام من سكان أشرف والقضاء عليهم خدمة للفاشية الدينية في طهران.

ففي الثاني عشر من يناير كانون الثاني صرح المالكي في حديث مطول أدلي به لوسائل إعلام النظام الإيراني، ثم أعيد بثه على نطاق واسع عبر شبكات وإذاعات وصحف النظام الملالي، قال المالكي رئيس الحكومة العراقية بعبارات مفعمة بالغلّ وممتلئة بالحقد وممتزجة بالبذاءة:
quot; المنافقون زمرة إرهابية تماما وخلال الأيام القادمة يتم نقل أول وجبة لهذه المجموعة من مخيم أشرف إلى قاعدة كانت تدار سابقاً من قبل الأمريكيين ليتم إجراء التمهيدات لخروجهم من هذا البلد ونؤكد أنه وبعد أقل من أربعة أشهر لن يبقى أي منافق في العراق ثم سنغلق مخيم أشرف وسنعيد أراضيه إلى أصحابهاquot;(الشبكة العامة الأولى لتلفزيون النظام الإيراني).

ثم أردف في ذات الحديث وعبر قناة برس تي في ( تلفزيون النظام الإيراني باللغة الإنجليزية )..quot; إننا لم نعد نتحمل وجود مجاهدي خلق على أرض العراق.. هذه مجموعة مصنفة دولياً ضمن المنظمات الإرهابية لم ترتكب أعمال قتل طالت الشخصيات السياسية والدينية في إيران فحسب وإنما لها سجل دموي في العراق أيضًا وكان يتعاون مع نظام صدام حسين البعثي السابق.. مجاهدي خلق ارتكبت جرائم قاسية داخل العراق ولحد اليوم إننا تلقينا 126 مذكرة اعتقال بحق عناصر لمجاهدي خلق داخل مخيم أشرف متهمين بارتكاب جرائم مروعة quot;!

هل هذه التصريحات يمكن أن يطمئن لها ضمير العالم الحر؟ هل هذا الرجل لم يزل جديرا بأي درجة من درجات الثقة لكي يكون مسئولا عن حماية أرواح اللاجئن العزّل في أشرف؟!

أليست هذه التصريحات بمثابة إعلان حرب استعدائية علي هذه الأنفس المكلومة المظلومة المغلوبة علي أمرها ؟! هل من الإنسانية أو الفروسية أن يتحدث مسئول هو أعلي مسئول في دولة العراق الديمقراطية كما تزعم الزمرة الحاكمة فيه، أن يتحدث عن لاجئين بوصف الوجبة! أو يتهمهم بما لم يثبت عليه دليل طوال ثمان سنوات منذ احتلال العراق؟!
هل من المقبول ومن الطبيعي أن تبقي هذه المنظمة المقاومة للملالي والتي برأها الاتحاد الأوروبي من تهمة الإرهاب بعد فشل العديد من محاكم الدول الأوروبية اثبات تورطها في أي عمليات ارهابية، أن يتهمها المالكي بالإرهاب؟! لماذا تصدر 126 مذكرة اعتقال للاجئي أشرف اليوم ؟ ألا توضح كلمة وجبة التي جاءت علي لسان المالكي أسباب صدور هذه المذكرات؟!

ثم هل يكون الأشرفيون جميعهم أكثر قبلية وعصبية من الهاشمي؟! فقد فعلها المالكي مع الهاشمي وليس الأشرفيين بأغلى ولا بأكثر أهمية أو مكانة منه عند المالكي؟
أظن أن الأمر بات واضحا تماما. فهذا الرجل ينفذ التعليمات، ويثأر من كل المختلفين مع النظام الديني العنصري في إيران، واللعبة واحدة والهدف واضح، وهذه المرة سيغتالون بالقانون.. يتهم المالكي أحدهم بالإرهاب أو بإيواء جماعات إرهابية ثم مذكرة اعتقال، ثم تحقيقات صورية، والنهاية معروفة. وإياكم أن تخوضوا أو تتهموا قضاء العراق الشامخ.
ثم ها هو المالكي يكمل حملته الإستعدائية فيقول لوكالة أنباء فارس العائدة لقوات الحرس الثوري : quot; العراقيون يعتبرون المنافقين إرهابيين ومجرمين ولا يريدون أن تبقى هذه المجموعة المجرمة في أرضهم... في نيسان المقبل لن يكون مخيم أشرف على أرض الواقع وأرض تلك المنطقة سيتم إعادتها إلى أصحابها الأصليين... القضاء العراقي أصدر مذكرات اعتقال بحق 126 من أعضاء المنافقين بتهمة تورطهم في أعمال إرهابية وهؤلاء الأفراد متواجدون في أشرفquot;.

إن هذه التصريحات تثبت ما ذكره ( المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ) من حصوله علي وثائق من داخل النظام الملالي الحاكم تؤكد بوضوح وجود مؤامرات ومخططات للملالي وعناصره في العراق ترنو لإفشال الحل السلمي في قضية أشرف. ويفسر ذلك إلي جانب تصريحات المالكي، ما يتم حاليا من بناء أسوار أسمنتية تحيط بمخيم ليبرتي الذي تم تقليصه إلي كيلوا مترا واحدا، ووضع كاميرات مراقبة علي جميع جوانبه بهدف رصد كل تحرك من اللاجئين الأشرفيين داخل المخيم. وتحويل المخيم المسمي بــ( ليبرتي ) أي الحرية إلي معتقل!

وهذه النذر الصاخبة التي تتجاهلها الأذن الأممية والدول الراعية للحرية تجعلنا نتساءل.. هل بات النظام الأممي راغبا في استمرار إيران المستعبدة ؟! ألم يعد للشعب الإيراني أو علي الأقل هذه الفئة المناوئة للنظام الملالي ثمن أو قيمة تدفع من يزعمون رعايتهم للحرية وحمايتهم للأنفس لعقد مؤتمر دولي يتم فيه مناقشة الأوضاع المخزية والمتردية لهذه الفئة المظلومة ؟! أليس من غير الطبيعي أن نري هذا الإستسلام لأذناب الملالي في العراق، بما يصيب مصداقية الكيان الأممي في مقتل حال فشل الإتفاق السلمي الذي أبرمه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر؟! أليس من حقنا بعد ذلك أن نتساءل مجددا.. هل يريد العالم الحرّ إيرانا مستعبدة ؟!