سعى النظام الديني المتطرف في إيران إظهار نفسه وکأن توقيع مذکرة التفاهم الخاصة بشأن الحل السلمي لقضية معسکر أشرف أمر لايهمه و هو يريد الإيحاء من وراء ذلك بأنه لاينوي التدخل و فرض إملائاته و شروطه على أي طرف و خصوصا الحکومة العراقية.

المواجهات التي جرت بين القوات العراقية و سکان أشرف و طوال الاعوام الثلاثة المنصرمة، يعلم القاصي قبل الداني الدور ليس الواضح وانما السافر جدا للنظام الايراني في التخطيط و التمهيد لها کلها من دون إستثناء وقد حاول من خلالها ولاسيما بعد إنتفاضة الشعب الايراني في عام 2009، ان يصفي قضية معسکر أشرف عبر إغلاقه و إقتياد أفراده بطرق و اساليب متباينة الى سجونه و معتقلاته الرهيبة، لکن الصمود الاسطوري لسکان أشرف بوجه المؤامرات و المخططات و الدسائس و حکمة و نباهة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، حالت دون ذلك و أzwnj;فشلت جميع تلك المؤامرات المشبوهة حتى وصل الامر الى حد تدخل المجتمع الدولي و إبرام مذکرة التفاهم بصدد الحل السلمي لقضية أشرف، وهو مايعتبر بحد ذاته نصرا ضمنيا لسکان أشرف بصورة خاصة و المقاومة الايرانية بصورة عامة على مخططات و احابيل النظام الايراني، لکن، ذلك لايعني بالضرورة ان النظام الايراني قد إستسلم للأمر الواقع و قبل به وانما لجأ کعادته الى طرق و اساليب جديدة للوصول الى أهدافه و مراميه إذ أفادت تقارير و وثائق مسربة من داخل النظام الايراني و وقعت بأيدي المقاومة الايرانية، ان النظام الايراني و عبر ضغوطاته التي مارسها على الحکومة العراقية قد حال دون تخصيص کامل مساحة مخيم ليبرتي البالغة قرابة 40کم2، لسکان أشرف وخصصوا کيلومتر مربع واحد فقط لهم من المساحة الاجمالية، وحتى في تلك المساحة الضيقة لن يترك سکان أشرف وشأنهم وانما ولغرض محاصرتهم قامت الحکومة العراقية ببناء جدران کونکريتية و تنوي في نفس الوقت ترکيز الشرطة في داخل المخيم و بصورة دائمة، علما بأنه يوجد من بين أفراد هذه الشرطة الکثير من العناصر المرتبطة بالنظام الايراني.

المعلومات التي وقعت بأيدي المقاومة الايرانية تؤکد بأن النظام الايراني قد أوصت الحکومة العراقية بأن تقوم بإعادة تشخيص و تسجيل هويات سکان أشرف و أخذ بصماتهم عند الخروج من أشرف و الدخول الى ليبرتي، وقد سبق للقوات العراقية اليام بذلك لمدة خمسة أيام في نيسان (أبريل)2009، وقد قامت فرقا تابعة لوزارة الداخلية العراقية وفي نفس الشهر أيضا و بواسطة کلاب بوليسية بتفتيش مخيم أشرف شبرا شبرا و لمدة ثلاثة أيام و أخيرا أکدت في شهادة خطية انه لايوجد أي سلاح و عتاد حربي في أشرف. وقد أکدت تقارير أخرى بأن النظام الايراني قد طلب من شخصية عراقية رفيعة المستوى أن تطلب من بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق(يونامي) و من شخص الممثل الخاص للأمين العام للأمم ممارسة الضغط على سکان مخيم أشرف ليتنازلوا عن طلباتهم خاصة عن نقل ممتلکاتهم المنقولة و سياراتهم، وعند التدقيق في هذه المحاولات المبذولة من جانب النظام الايراني نجد ان کلها تستهدف الحل السلمي لمشکلة أشرف و تسعى لإيجاد نقاط و محاور إختلاف و تضاد جديدة بين الجانبين وصولا الى القطيعة و المواجهة بينهما، وهي تهدف و بصورة واضحة و مؤکدة الى إرجاع القضية برمتها الى المربع الاول على أمل إستغلال ذلك و التصيد في quot;المياه العکرةquot;.

الحکومة العراقية و من خلال تعاملها الغريب الملفت للإنتباه مع قضية الحل السلمي لمسألة أشرف عبر تفعيل و تنفيذ بنود مذکرة التفاهم، يبدو انها تتبع اسلوب(تريد أرنب خذ أرنبا، تريد غزالا خذ أرنبا)، حيث انها تفرض خيارا قسريا واحدا على سکان أشرف لايمکن تغييره وانها تتلاعب بالالفاظ و التعابير و تسعى لکسب عامل الوقت من أجل تحقيق أهدافها الخاصة بهذا الشأن، وان مذکرة التفاهم بکل بنودها لاتعني للحکومة العراقية سوى أرنبا و في کل الاحوال لن يقبض سکان أشرف سوى أرنبا أما الغزال فهو للعرض فقط!