عندما صدر القرار العربي بناء على جملة معطيات، منها ما يستند على تقرير بعثة المراقبين العرب الذي قدمه الفريق الدابي، عن عمل هذه البعثة لمدة شهر واحد قبل هذا القرار، اعاد تكريس بشكل أو بآخر ما كنت قد أشرت إليه قبل وصول البعثة إلى دمشق، ونبهت إلى امر خطير جدا، وهو أن هذا النظام الذي فقد الشرعية من اوسع أبوابها ومنذ اول حوران، أعادته الجامعة العربية من خلال قرارها بإرسال هذه البعثة بالذات، وما تحمله من مهمات، أعادت لها جزء من هذه الشرعية من نافذة القرار بإرسال بعثتها، ومنذ اليوم الأول أصبح النظام طرفا سياسيا، وليس قاتلا وناهبا وفاقدا لأية شرعية دستورية وأخلاقية. هذا ماأعاد تثبيته القرار الأخير للجامعة العربية، رغم انه بالمقابل طالب بشار الأسد بالتخلي عن صلاحياته لصالح نائبه فاروق الشرع الذي لايحل ولايربط منذ ان ترك وزارة الخارجية السورية. المجلس الوطني السوري رحب بالمبادرة كعناصر يمكن البناء عليها، لكنه اشترط قبل الدخول بأي خطوة أن يتنحى بشار الأسد عن السلطة وهذا مطلب أساس. بغض النظر عن موقف المجلس ومن رحب بالمبادرة من المعارضة السورية، لكننا لا بد أن نتحدث عن جانب آخر يخص الوقائع العنيدة على الارض التي تحاول كثير من أطراف الوضع السوري نسيانها، بكل الاعراف والمواثيق والشرائع، ياجماعة كما يقال هذا النظام قاتل عن سبق الاصرار والترصد، بشخوصه وتركيبته، هذه المسألة يذكرنا بها النظام نفسه، لكن هنالك من لايريد أن يتذكر، الآن جحافل النظام والشبيحة، يقومون بمجازر في حوران وحماة وحمص، وكل الاماكن التي دخلتها بعثة المراقبين يقوم النظام بمهاجمتها، لدرجة أن الناس في تلك الاحياء باتت مقتنعة ان هنالك في اعضاء البعثة مخبرين للنظام واجهزته الأمنية..قصفت أماكن لانريد ان نذكرها هنا، البعثة وحدها تعرفها، ما عدا أهلها..!! مع ذلك نترك هذا الأمر سيكشف يوما ما وعاجلا واكثر مما يتوقع الدابي وفريقه، الأمر الخطير الآخر، الآن انسحاب مراقبي الدول الخليجية ستصبح الكفة لعملاء النظام في البعثة راجحة أكثر من ذي قبل، وسيخرج علينا الدابي بتقريره بعد شهر ليقول، الشعب السوري وحده المسلح..وهو الذي يقوم بتخريب البلد وهو يقتل الذي سوف يقتلهم النظام خلال الشهر هذا..يجب الانتباه لهذه القضية. وسنذكركم بتقرير الدابي المقبل.

النظام الآن رغم ما شكتله هذه المبادرة من ضغط ما عليه، إلا أنه تنفس الصعداء قليلا وفقا لطريقة تفكيره في سورية، وخلص لنتيجة أنه يستطيع أن يوقف الثورة بالقتل والقنابل المسمارية والطائرات، وجحافل الشبيحة التي تقتل بشكل جبان، وكما هو معروف ان أبشع انواع القتل هو من يقوم به الجبان الذي يتعامل مع الأمر وكأنه فرصة نجاة أخيرة..والجبن هنا بات نتيجة خوف مما ارتكبته جحافل الشبيحة بحق مواطنيين أبرياء، الآن النظام سيقوم بارتكاب ابشع المجازر، خلال هذين الشهرين..من سيوقفه؟ هذا السؤال الذي علينا جميعا التفكير فيه الآن...والجامعة العربية للأسف لم تستطع أن توقف القتل التشبيحي هذا..رغم محاولات أطراف فيها وقفه..لكنها فشلت.. كنت أتمنى على دول الخليج بعد أن أعلنت انسحابها من البعثة، أن تتوقف عن إعطاء أية شرعية لهذه البعثة بالذات..أن يقتل بدون وجود بعثة أغلبها مرتزقة، سيكون أكثر شرعية للثورة مع وجود بعض هؤلاء المرتزقة بوصفهم بعثة مراقبين يتمتعون بضمير حقوقي، بعدما تبين كأنهم مجموعة جنرالات....نخرهم الفساد..

على شعبنا والجيش السوري الحر الآن أن يستعد لجولة من المجازر سيقوم بها هذا النظام على ضوء فترة الشهرين وخلال وجود شخص كالدابي..وخاصة ان هنالك معلومات عن اصرار النظام عن القيام بتفجيرات في بعض أحياء المدن..وخاصة دمشق.