التفاؤل الذي أبداه وزير الخارجية الايراني علي أکبر صالحي بشأن الزيارة التي يقوم بها مفتشو الوکالة الدولية للطاقة الذرية منذ يوم السبت الماضي لإيران، قد يکون أکثر من تلميح للمجتمع الدولي بصدد إمکانية حل و معالجة الملف النووي الايراني بالطرق السلمية و دون اللجوء الى أية خيارات معاکسة.

صالحي الذي رحب بزيارة المفتشين الدوليين، أکد أن (إيران لاتسعى البتة الى إمتلاك اسلحة نووية)، رافضاً في نفس الوقت المزاعم التي تشير الى أن بلاده تطور اسلحة نووية حينما قال:(ليس لديهم مايخفونه.)، لايبدو أن تصريحاته هذه قد تکون لها أية تأثيرات او تداعيات إيجابية بل وان هکذا تصريحاتquot;تطمينيةquot;صادرة من طهران لم تعد تجد لها من آذان صاغية في العالم خصوصا من قبل الجهات الدولية المعنية بالامر.

لعبة القط و الفأر او الجزرة و العصا بين الغرب و النظام الايراني على خلفية البرنامج النووي الايراني المثير للمخاوف الدولية و الاقليمية و التي لازالت مستمرة منذ أعوام عديدة، من الواضح جدا انها لا و لن تفضي الى أية نتيجة مرضية وانما ستظل تدور و تدور في حلقة مفرغة لاجدوى من ورائها غير إنتظار سلبي، وقد يبادر النظام الايراني الى لعبة او مناورة سياسية جديدة الهدف من ورائها کسب المزيد من الوقت و تخفيف الضغط الدولي عليه، وهو قد يحاول مرة أخرى الى شق وحدة الصف الدولي بمختلف الطرق و الوسائل الممکنة لديه، لکن من الواضح جدا أن عامل الوقت الذي طالما راهن النظام الايراني عليه و وظفه لصالحه، لم يعد مجديا کسابق عهده حيث أن أوراق النظام قد باتت مکشوفة بالکامل ولم تعد تجدي نفعا محاولاته و مساعيه المختلفة من أجل المزيد من اللعب و المناورة، ذلك أن الغرب قد ضاق ذرعا بالانتظار الممل غير المجدي من أجل الحصول على ثمة نتائج إيجابية بصدد الملف النووي الايراني وهو بدلا من أن ينتظر يريد أن يدفع النظام الايراني نفسه الى محطات الانتظار المحفوفة بألغام إقتصادية و سياسية و أمنية.

العقوبات الجديدة المفروضة على النظام الايراني، ليس هناك من شك بأنها ستؤثر عليه سلبا و ان نتائجها و تداعياتها ستظهر قريبا على الارض، لکن، من المهم جدا ان لايکتفي المجتمع الدولي بسلسلة من العقوبات من دون تهيأة الارضية و المناخ المناسب و اللازم لها، وان تفعيل دور المعارضة الايرانية و منحها المزيد من الاهتمام و الدعم الدوليين(على الاخص المجلس الوطني للمقاومة الايرانية التي تمثل رأس الحربة بوجه النظام)، من أهم العوامل التي ستساعد المجتمع الدولي للتوصل الى نتائج مفيدة و مثمرة على الارض، رغم ان هنالك أکثر من مؤشر يدل على ثمة توجه نحو تفعيل دور المعارضة الايرانية وان هناك شتاء قارص جدا بإنتظار النظام الايراني، ومن يدري قد يکون آخر شتاء في عمر هذا النظام!

[email protected]