بداية اعتذر عن طول المقال

quot;المناقشات التي دارت في مجلس الأمن كانت مرضية جدا، وأوضحت مداخلات الأعضاء الرئيسيين النقاط التي كانت ملتبسة. فسمعنا، وبالأخص من كلينتون، عبارات ومواقف جديدة كل الجدة قاتلنا كثيرا لتكريسها عند الجميع. مثل: التحذير من الحرب الأهلية، عدم اعتماد السيناريو الليبي، عدم إمكانية التدخل العسكري، عدم التدخل السياسي في مصير ومستقبل الشعب السوري، ليكون مصير السوريين رهن أيديهم، عدم التفريط بمؤسسات الدولة وبنية المجتمع، حقوق الأقليات التامة. قلنا كل هذا طيلة الفترة الماضية جهارا نهارا، وآخرون ما فتئوا يهمسون بآذان المجتمع الدولي والعربي بعكس ذلك. وقد أوضح نبيل العربي ذلك عندما تحدث عن معارضين ذهبوا إليه يطلبون منه، قبيل اجتماع الجامعة الأخير، اعتماد السيناريو الليبي. هذا كله جديد فضلا عن الخطاب القديم والصحيح عن انتهاكات السلطة لحقوق الإنسان وقمعها لحركة الاحتجاجات واستبدادها بمصير البلاد والمواطنين. الجديد أيضا قبول المجتمع الدولي بالمبادرة العربية. وهذا أمر جيد ومتقدم أيضا. فالمبادرة تقوم على فكرة المشاركة بالسلطة من دون أن تكون القيادة في المرحلة الانتقالية للسلطة الحالية. وهذه المشاركة يجب أن تشتمل على جميع الأطراف السورية الفاعلة بشكل حقيقي في الساحة السياسية السورية. إذن المبادرة العربية لا تقوم، كما أوضح العربي وحمد، على مصادرة حق السوريين مجتمعين على كيفية نقل السلطة كما فسرها وقرأها البعض على أنها تسليم السلطة. هذا النقل الذي يجب أن يكون آمنا. وشرط أمانه الوحيد هو مشاركة الجميع بحوار تفاوضي للاتفاق على خريطة طريق المرحلة الانتقالية، وبرضى الجميع. والباقي يحله الحلاّلquot;.
هذا التعليق للصديق الكاتب والمعارض السوري لؤي حسين، أخذته كاملا من صفحته على الفيسبوك، ولؤي لاينطق عن الهوى بشكل عام، وخاصة بعد أن بادر إلى عقد لقاء السميراميس في دمشق لمعارضين سوريين، في الأشهر الأولى للثورة، كيف لاينطق عن الهوى؟
لؤي حسين بعكس جماعة هيئة التنسيق، الرجل واضح نتفق نختلف لكنه واضح، برأيه لاحل لهذه الوضعية، إلا باعتبار النظام السوري المتمثل بآل الأسد جزء من الحل، رغم اعتراف لؤي أن هذا النظام هو أساس المشكلة..هذه نقطة الخلاف الجوهرية مع مناورات زعامات هيئة التنسيق الوطنية، لأنهم لايريدون الاعتراف أنهم إنما يعملون ليلا نهارا من أجل ان يكون هذا النظام جزء من الحل، لكنهم لايصرحون بذلك علنا بل يناورن منذ اللحظة الأولى، وهذه المناورة كانت أسوأ ما حدث للمعارضة السورية بعد الثورة، يتلاعبون بشعارات إسقاط النظام الأمني..الخ مما حدا بالمجتمع الدولي إلى اعتبار أن المعارضة السورية مقسومة إلى قسمين، الهيئة والمجلس الوطني، وهذا ما دفع صديقنا برهان غليون إلى بلع الطعم تحت بند توحيد المعارضة، ووقع معهم تلك الوثيقة المشؤومة، والتي استشهد بها نبيل العربي في كلمته أمام مجلس الأمن منذ أيام..إنني لست بموقع الحديث عن أن هذا الطرف معارض أو ذاك، بل المعارضة وسأكون صريحا جدا كعادتي، خاصة بعدما يدور الآن من مناورات في أروقة مجلس الأمن بنيويورك..منذ بدء الثورة وأنا اعتبر أن المعارضة الفعلية لنظام الأسد هي الشباب السوري الذي خرج في الشارع..وكان أمام ما واجهه من قتل وحل أمني بشع ودموي قبل أن تظهر في الثورة قطعة سلاح واحدة..أن لجأ هذا الشارع إلى طلب الحماية الدولية..كنت أعتقد ولاأزال أن مهمة المعارضة الخارجية والداخلية المعروف منها والجديد في الخارج، أن تعمل فقط وفقط من اجل تجسيد مطلب هؤلاء الناس الذين رفعوا هاماتنا عاليا، واصبح الصديق لؤي قادر على عقد مؤتمر في السميراميس في قلب دمشق، واصبحت هيئة التنسيق تعقد مؤتمرات ولقاءات علنية ويخرج رموزها ويدخلون من وإلى سورية بحرية بفضل هذه الثورة، وتشكل المجلس الوطني واصبح هنالك وجاهات وأسماء منها ما هو خلبي ومنها ما هو فاعل، ولكن المحصلة كانت هزيلة، في تلبية مطالب الشارع الثائر..وبالتالي من حق الصديق لؤي حسين أن يقول عبارته التاليةquot; قلنا ذلك من الأولquot; لؤي يعتقد ان المجلس الوطني كان يطالب بتدخل دولي، وهذا لم يحدث أبدا قبل الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة العربية بعد تقرير الدابي السيئ الصيت، هذا التقرير الذي كتب بمقولات تجمع بين ما تريده السلطة والنظام المجرم وبين وما تريده بعض رموز هيئة التنسيق، ورموز تيار الدولة الوطنية الذي أسسه لؤي حسين مع نخبة من الأسماء..كان كل جهد النظام ينصب منذ أول حوران في آذار الماضي أن ما يحدث في سورية أزمة سببها طرفين..هو كان يصعد في خطابه عن مؤامرة وارهاب وسلفية ومجموعات مسلحة من أجل الوصول إلى ما تم عرضه في تقرير الدابي، وما تم ويتم من طرح في كلمة نبيل العربي الممثل الشرعي لرؤية الاطراف التالية: المجلس العسكري الحاكم في مصر، وهيئة التنسيق الوطنية في سورية وبعض أسماء في المجلس الوطني والعراق المالكي والجزائر عسكر الفساد ولبنان حزب الله وعون وفلسطين خالد مشعل!! ألم يكلفه بحمل رسالة للأسد؟ والمجلس الوطني لم يطالب رسميا بالتدخل الدولي إلا بعد أن لمس في موقف الجامعة العربية اتجاها بذلك..وهذا كان بعض أعضاء المكتب التنفيذي يناورون ومنهم من يكذب هكذا علنا وعلى رؤوس الاشهاد أنهم قدموا مذكرة لأطراف دولية من أجل التدخل لحماية المدنيين وهذا لم يحدث مطلقا..وأنا أسجل ما أسجله هنا للتاريخ فقط..فالمجلس الآن يطالب بتدخل دولي..علما لازلت مقتنعا أن هنالك أطراف داخل المجلس لاتزال تعمل من أجل اجهاض هذا المطلب..الآن بعد المشروع المغربي المقدم لمجلس الأمن وفقا للبند السادس، والموافق عليه من الجامعة العربية، والذي افرغ حتى القرار العربي الأخير من مضمونه، وتحولت أوراق الحل كلها بيد النظام وروسيا ونبيل العربي..وخلال ذلك الجميع يعرف أن النظام يرتكب المجازر اثناء انعقاد لقاء الجامعة العربية الأخير وحتى اللحظة واثناء النقاشات أمام مجلس الأمن..آخر مقالة لي كانت تتحدث عن الدور الاسرائيلي في تجميد الوضع السوري القاتل لأجل غير مسمى، بوجود آل الأسد او بدونهم..أعود الآن لما كتبه الصديق لؤي وساناقشه بتفصيل قدر الامكان:
يقول لؤيquot; التحذير من الحرب الأهلية، عدم اعتماد السيناريو الليبي، عدم إمكانية التدخل العسكري، عدم التدخل السياسي في مصير ومستقبل الشعب السوري، ليكون مصير السوريين رهن أيديهم، عدم التفريط بمؤسسات الدولة وبنية المجتمع، حقوق الأقليات التامةquot;..أسأل لؤي بداية على سبيل الطرفة السوداء بتاريخ سورية!!! مادام أنه اعترف بحقوق الأقليات وهي أقليات دينية وطائفية واثنية..سؤاليquot; أين حقوق الأكثرية السنية تبعا لهذا المنظور؟ أم أنها غير محسوبة من التكوين الاجتماعي السوري، لأن الأقليات هي من يقع عليها القتل والظلم والتنكيل بكل ما يخصها طولا وعرضا..وهي من تشرر، وهي السبب في بلاء سورية!! والنظام ماشاء الله يعني حامي حمى الأقليات، لهذا مستقبل الأقليات مخيف بعد آل الأسد...
لا سيناريو ليبي لاتدخل لحماية المدنيين، الحفاظ على مؤسسات الدولة، ولؤي أكيد يقصد من ضمنها مؤسسات السلطة!! لأنه سيد من يعرف ان الدولة هذه مبتلعة من قبل السلطة علاقات وأشخاصا..مصير السوريين رهنا بأيديهم سؤالي كيف من يقرره، وما هي القوى التي تستطيع تقرير مصيرها بشكل سلمي؟ اين كتائب النظام القاتلة وأين حله الأمني الدموي ومن سيواجهه؟ هل سيواجهه تيار بناء الدولة أم هيئة التنسيق أم المجلس الوطني؟ ام نبيل العربي ومعه إيران..لم نرى منكم أصدقائي في تيار بناء الدولة أو في هيئة التنسيق الوطنية أي حديث ولو من باب التلميح عن الدور الإيراني، وحتى عن الدور الروسي أو الاسرائيلي؟ لماذا؟ أليس مواقف هذه الدول تعتبر تدخلا في تقرير مصير السوريين؟ سبحان الله نصل إلى مطلب حماية المدنيين ونقول لاللتدخل الخارجي، ولكن لانصل أبدا إلى الجهات التي تدعم النظام رغم كل ما ارتكبه من مجازر، والاهم انها تدعم استمراره في الحل الأمني القاتل..لا أجد في أدبياتكم وخطاباتكم أي تلميح..ألا تدعم إيران وروسيا الحل الأمني الذي يقوم به النظام؟ ألا يدعم حزب الله الحل الأمني أيضا؟ المهم بالأمر لدى الأصدقاء هو حماية الأقليات..يا أخي والله بات معيبا الحديث بهذه الطريقة بعد كل هذا الدم..
هل لدى الصديق لؤي ولو بارقة امل واحدة ان النظام باعتباره بالنسبة للؤي جزء من الحل، هل لدى لؤي ضمانة واحدة ان هذا النظام سيتوقف عن الحل الأمني؟ ليعطيني لؤي وهيئة التنسيق مؤشرا واحدا، هيئة التنسيق ترد على قولي هذاquot; أنت لاتثق بقدرات شعبناquot; هوكفيل بإسقاطه!! لؤي يرد أنه لامجال إلا بالجلوس مع السلطة..في النهاية..وكلا الطرفين..لم نعد نلمح لهم مساهمة واحدة جدية بحقن الدم السوري..لهذا أرى ان هذه الجولة في مجلس الأمن جعلتكم تقولونquot; ألم نقل لكم ذلك من الأولquot; لكن الأمر لم ينتهي بعد..الدول تتحرك بناء على موازين قوى متحركة وعلى مصالح متبدلة..ورغم كل التواطؤ استطاع شعبنا بتضحياته وتضحياته فقطوأشدد فقط، لا بفضل لا المجلس الوطني ولا هيئة التنسيق ولا تيار بناء الدولة، أن يوصل الملف السوري لمجلس الأمن.وبتضحياته هذه سيستمر الملف في مجلس الأمن، وهذه جولة من الجولات...لأن النظام سيستمر بالقتل والبشاعة التي باتت غائبة عن خطابكم...
اعطيني بارقة أمل واحدة بوقف القتل..وأنا سأقف معك يا صديقي...كيف تريد ان تعطي وانت ترى فقط ان ما تقوم به السلطة هو مجرد انتهاكات لحقوق الانسان!!! أرأف بنا قليلا...وإن كنت لا تريد الرأفة بنا أرأف بالحقيقة..لكونك باحث...
اريد ان أسأل في الختام لؤي: كيف تضمن النظام بتطبيق المرحلة الانتقالية التي تطرحها انت ونبيل العربي؟
حسنا لأعود لطرح إيجابي..ليأت من يرى الحل بالحوار من هيئة التنسيق وتيار بناء الدولة والنظام برأسه وليس بلجان فرعية أنت تعرف ما معناها بالنسبة لهذا النظام، ليأت ويتم التفاوض على هذه المرحلة الانتقالية التي تراها مع الجهات الرافضة للتفاوض كما تقول وهي المجلس الوطني وتنسيقات شباب الثورة ومنظمات أهالي الضحايا..ليأتوا الجميع للقاهرة وأمام وسائل الاعلام العالمية يتم التفاوض بجو علني..ما رأيك؟ ويكون الضامن هو ما تسجله وسائل الاعلام..وتحضر روسيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي وإيران والجامعة العربية..كدول ضامنة لنتائج التفاوض إن تمخض عن نتائج... مارأيك أيضا بذلك؟ وليجلب رأس النظام معه من يشاء من مرؤوسيه..وبعدها يحلها الحلال كما قلت أنت في خاتمة تعليقك...! بالمناسبة لم ألمح أي تعليق من رواد هيئة التنسيق أو تيار بناء الدولة على إجراء تعديل ما على بنية الجيش السوري!!! بما يتناسب مع حقوق الأقليات اتركنا من الأكثرية لأنه خارج الحسابات على ما يبدو..لماذا؟