حدث هذا في يوم واحد ولاتزال أعداد الشهداء والجرحى في تزايد، وانا اكتب هذه المادة، فلايزال هنالك ركام من الانقاض التي سببها القصف العشوائي لمدفعية العصابة الأسدية الحاكمة لحي الخالدية في مدينة حمص، قلب الثورة السورية، والقصف مستمر أيضا في بعض قرى حوران مهد الثورة السورية، وحماة ذاكرة هذه الثورة، والقصف مستمر في أدلب جناح الثورة الذي أبى إلا أن يبقى محلقا مع دير الزور والقامشلي وعامودا وعفرين والدرباسية اللتان خرجتا بعد طول انتظار، اليوم في عفرين قبل المصي في كلامنا، أسفرت قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي الفرع السوري لجماعة أوجلان، عن وجهها الحقيقي، وأرسلت فرق الشبيحة من أعضاء حزبهم من الشباب الكردي السوري، لمنع اشقاءهم من التظاهر وهاجموهم بالسكاكين والعصي وأدى إلى العديد من الجرحى، وهم يحاصرون مشفى عفرين لكي يسلموا الجرحى للمخابرات السورية، كما جاء في بيان مدعم بالفيدية من تنسيقة الشباب الكرد في عفرين..هذا الحزب هو الحزب الوازن عدديا في هيئة التنسيق الوطنية بزعامة حسن عبد العظيم، في تلك الاثناء يقوم الرفيق عبد العزيز الخير بزيارة إحدى قرى محافظة الرقة، لعمل ندوة هناك عن السلمية ورفض التدخل الدولي لحماية المدنيين..لكن الرقة فاجاته وخرجت في تظاهرة نصرة لحمص وحماة..كل هذه الاحداث حدثت في يوم واحد كان ذروته ليلا وأثناء كتابتي لهذه المادة..قصف همجي ووحشي لمدينة حمص...وعدد الشهداء في تزايد مستمر..اهل حمص الآن لا يريدون أن ينضموا لشعار حماة سامحينا، حيث quot;قبل ثلاثين عاما في الثاني من شباط/فبراير عام 1982 اجتاحت قوات الأسد الأب مدينة حماه الوادعة على كتف العاصي، ذائعة الصيت بنواعيرها، التي تحول صوتها الذي كان رمزا للخصب والنماء إلى أنين وعويل على ثلاثين ألف شخص لقوا مصرعهم في الحملة العسكرية لمؤسس هذه العصابة حافظ الأسد ضد ما اعتبره 'مؤامرة خارجية، ينفذها مارقون عن القانون ويضمرون الشر لسورية التي تقاوم المشروع الصهيوني الأمريكي، المقاومة لتحرير الأراضي العربية المحتلة منذ 1967quot;.وطبعا لاتزال الاراضي العربية محتلة..ويستخدم الابن نفس الكليشة..وبمباركة إسرائيلية لم تعد خافية ولم تعد سرا..إن أحد أهم الاطراف التي تتحمل المسؤولية كاملة عما يجري في سورية من دم، هي إسرائيل كما روسيا كما إيران كما حزب الله ومن لف لفه، كما المجلس العسكري المصري كما عدد من الحكومات العربية..حمص تذبح مع حماة الآن على مرأى هذا العالم الذي تحول بفضل روسيا وإسرائيل إلى شريعة غاب..نحن نتحمل أوجاعنا ولكن لن تفقدنا هذه الدموية عقولنا، إن إسرائيل تمنع تشكيل لوبي دولي وغربي خاصة من أجل فرض عقوبات عسكرية حقيقية لحماية المدنيين في سورية.. واللوبي الاسرائيلي في روسيا هو من يقود هذا الأمر في مجلس الأمن..إسرائيل لاتمانع أبدا من صدور قرار إدانة لهذا النظام إذا اقتضى الأمر، ولا تمانع من فرض عقوبات اقتصادية ولا تمانع اي نوع من انواع العقوبات ما عدا العقوبات التي يمكن أن تسحب الشرعية الدولية الكاملة من هذه العصابة الحاكمة، إسرائيل حتى ترفض وقف تصدير الاسلحة الروسية لهذه العصابة، ولم يصدر عنها أي موقف منذ بدء الثورة وحتى الآن يعترض على تصدير الاسلحة الروسية لهذه العصابة، وهي تعرف ان قسم من هذه الاسلحة كان يصل لحزب الله حبيب هيئة التنسيق الوطنية السورية وقائد مقاومتها العلمانية للمشاريع الاسرائيلية، لاداعي لإشارات التعجب..لهذا الروس يصرون أيضا على أخذ حصتهم من دماءنا..
وتركيا مرتاحة لأن حزب العمال الكوردستاني في تركيا تحت السيطرة لدى المخابرات السورية..!!! العراق مقسوم واكثرية قواه السياسية الشيعية الموالية لإيران مع العصابة ومع استباحة الدم السوري، بما فيها مم جلال الطالباني، الذي يأخذ موقفه تبعا للمؤشر الإيراني..لبنان حزب الله عسكريا وعسكريا فقط يفرض على الحكومة اللبنانية مواقفها الموالية للنظام السوري، اما كتلة عون فلاتزال تأمل بأن تنتخب لها المخابرات السوري ميشيل عون رئيسا للبنان..الأردن دولة ضعيفة..
حمص الآن يغطيها الدم الطاهر، وتنضم لذاكرة المجازر في سورية..وفي هذا السياق إذا لم يرتقي المجلس الوطني السوري لمستوى هذا الدم..فالشعب الذي اطلق الثورة قادر على اختيار بدائله وممثليه على الارض..المجلس يعمل صحيح لكنه عمل لا يرتقى بعد لمستوى الثورة، ولكن بالمقابل علينا أن نعرف أمرا على غاية من الاهمية..حتى هذه اللحظة لاتوجد عملية دعم دولية حقيقية لهذا المجلس، ومن تمنع هذا الدعم هي ضغط اللوبيات الاسرائيلية على الحكومات الغربية..لهذا عندما نلتقي بهم يحدثوننا عن مشروع المجلس حول الأقليات في سورية وحول امن إسرائيل..وكأن الشعب الذي يذبح في حمص وحماة ودرعا وأدلب والزبداني ودير الزور والرستن واللاذقية وجبلة وبانياس وعامودا وعفرين وتلكلخ وتلبيسة إسرائيلي أو من خلافه!! عددت هذه المدن لأنها كلها نالها قسط وافر لكي تدخل تاريخ مجازر هذه العصابة في الشعب السوري، هو من الأقليات أو من الاسرائيليين!! سيكون لنا عودة لتوضيح هذا الأمر في مقال لاحق...ومرة اخرى ماذا نقول عن جيش طائفي؟ صحيح هو ليس جيش الطائفة، لكنه جيش الأسد الطائفي..على المجلس الوطني أن يكون واضحا في هذه النقطة عند الحديث عن الجيش في سورية...هذا الجيش الطائفي هو من يرتكب المجازر وبخلفية طائفية بلا تردد..نقول ذلك لكي لايخرج علينا إذا حدثت ردود أفعال من اهل حمص أو درعا أو حماة ليقولوا لنا أن الثورة طائفية!! وأنني مؤمن ان الشعب السوري الثائر ليس طائفيا والجيش الحر السوري لن يقوم بارتكاب أية ردة فعل ذات منحى طائفي..لأنهم هم حماة سورية الحرية سورية المستقبل سورية لكل أبناءها بما فيهم أبناء واحفاد من ارتكبوا المجازر في حمص وحماة وحوران...هذا مشروع الجيش السوري الحر الذي يحتاج للجميع ان يكون منخرطا في أولوياته..ومرة أخرى لكون مجزرة حمص هذه ومجزرة حماة الثانية تحدث في ذكرى مرور ثلاثين عاما على مجزرة حماة الأولى التي جاءت كما يقول بعض المهتمين ردا على احداث عنف قام بها تنظيم الاخوان المسلمين وبعض منشقين عنه، ومنها مجزرة المدفعية والتي راح ضحيتها أكثر من 300 طالب ضابط من الطائفة العلوية..وركز الاعلام والبحاثة على هذا بينما لم يتساءل كل من أراد الحديث عن تلك المجزرة وهي مجزرة فعلا ويجب ألا تتكرر بتاريخ سورية ومن قبل أي طرف يدعي أنه ضد هذه العصابة، إذا كانوا هم طائفيين فنحن كمعارضة لم نكن ولن نكون، والسؤال المهم - كيف لكلية عسكرية من اصل 310 طلاب ضباط يوجد 300 طالب ضابط من الطائفة العلوية التي تشكل فقط 14% من سكان سورية؟ وهذا الكلام عام 1979 للذي لايريد ان يتذكر كيف بني هذا الجيش بالامس، الذي يرتكب المجازر اليوم...
الاستعصاء السوري كما يسمونه بعض الساسة!! ناتج عن التجييش الطائفي الذي كان يقوم به النظام ويحاول مأسسته عسكريا وأمنيا فقط لأنه لايستطيع مأسسته دستوريا، على مدار العقود الاربعة الأخيرة من تاريخ سورية...وليس هنالك سببا آخر ذو اهمية...يجب أن يعرف العالم ان من يقود حربا طائفية هم جحافل العصابة الأسدية وليس الكتلة الثائرة والتي تشكل اكثرية واضحة من الشعب السوري، اكثرية واضحة تضم أكثرية من المكونات السورية الدينية والمذهبية والاثنية..والحلم السوري بالحرية بفضل دماء ابناءنا أصبح حقيقة على الارض..مهما حاول النظام ومعه الاسرائيليين والروس والايرانيين وجماعة حزب الله في لبنان وسورية...مهما حاولوا تضليل العالم...سورية الحرة لكل ابناءها صارت على الأبواب...والدليل هذه الدماء الطاهرة في حمص...حمص كما كتبت عنها سابقا إنها قلبنا السوري. إنها عاصمة الحرية السورية...