ثمة إشارات قوية تؤكد بأن الهجمة الإيرانية الشرسة على مملكة البحرين ستزداد عنفا وضراوة خلال الأيام القادمة في عملية إقليمية واسعة لخلط الأوراق وكجزء مركزي وفاعل من محاولات تخفيف الضغوط الدولية والإقليمية على النظام السوري المجرم الحليف الطبيعي والستراتيجي للنظام الإيراني، فبعد أيام قليلة ستحل الذكرى السنوية الأولى لأحداث التخريب المؤسقة في مملكة البحرين و التي أدت لكارثة وطنية هدفت لإحياء الفتنة و تمزيق الوطن البحريني الجميل الصغير والعريق بأصالته وعروبته تحت صهيل شعارات تدليسية ووفق مطالب إصلاحية معلنة مطلوبة بكل تأكيد ولا يرفضها أحد، فملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة كان قد أعرب عن رغبته الأكيدة في التفاعل مع المطالب الإصلاحية المعقولة وفوض ولي عهده بالتعامل التام والكامل مع ذلك الملف إلا أن الإرادات الخبيثة التي كانت ترفع شعارات حق أريد بها باطل لم تكن تهدف فعلا لأية إصلاحات وطنية أضحت ملحة ومطلوبة للحاكم قبل المحكوم بل تسللت من خلف تلكم الشعارات و المطالبات لتفعيل ملف الفتنة الوطنية و الطائفية ولخلق حالة فوضوية شاملة في مملكة البحرين تناغما مع رغبات أولي الأمر و المشورة وأهل الحل والعقد في طهران !، فتجمع اللؤلؤة الذي كان باكورة الأحداث لم يكن مجرد مهرجان وطني بريء من الأغراض المعروفة بل أريد له أن يكون عنوانا شاملا لفتنة داخلية لن تبقي أو تذر وتحت شعار الإصلاح و المظلومية المزعومة، وقد توضحت الأمور بشكل جلي وواضح من خلال التفاعلات وردود الأفعال للجماعات الإيرانية في المنطقة التي كانت تعزف على نفس الوتر و تدق بنفس الإيقاعات، فعصابة مقتدى الصدر في العراق وبقية أهل اللوبي الإيراني هناك كانوا يتناغمون مع ما تطرحه عصابة حسن نصر الله في لبنان و بقية الجماعات الإيرانية ذات الولاءات المعروفة في بعض دول الخليج العربي وبعضهم اليوم قد تحول لأشياء أخرى! وجميع تلكم الأطراف مضافا إليها الجماعات البحرينية الداخلية التي كانت تنسق أمورها وتدير ملفاتها من العاصمة البريطانية لندن ومن خلال المؤسسات الإيرانية المعروفة والسفارات افيرانية في أوروبا أيضا، بل أن الصفاقة قد وصلت حدا تحول فيه العراق العربي الذي كان سورا وعونا لأشقائه في الخليج العربي ليكون وكرا لتلك العصابات الطائفية البحرينية التي شكلت في مدينة النجف العراقية ما يسمى بحكومة البحرين الإسلامية المؤقتة!! أي أنهم قد وقعوا على ببيع بلدهم لجمهورية الولي الفقيه صاحبة الأطماع التاريخية المفضوحة في مملكة البحرين والتي يعتبرها مجلس الأمن القومي الإيراني أرضا إيرانية خالصة!! بل أن مسؤول لجنة الأمن والدفاع في مجلس الشورى الإيراني الآغا كاظم جلالي لايتورع عن فحش إعتبار البحرين جزءا من الأراضي الإيرانية!! وإستنادا لما تقدم فقد تابعت قبل أيام خطابا للمرشد الروحي الإيراني والولي الفقيه علي خامنئي ألقاه أمام جمع من المدعوين العرب و الأجانب في أحد المؤتمرات الأخيرة التي تنظمها السلطات الإيرانية تحدث فيه كعادته الدائمة عن ( التضامن الإسلامي ) ( أسمع كلامك يعجبني.. أشوف افعالك أتعجب )!! ولما وصل فيه الحديث عن شؤون مملكة البحرين و تأييده لما أسماه بالثورة الإسلامية فيها فجأة قطع حديثه مجموعة من عملاء إيران من الحاملين لجنسية البحرينية وحيث صرخوا بصوت واحد ( الشعب يريد تحرير البحرين )!!! وطبعا لم تكن تلك المقاطعة لكلمة الولي الفقيه تحدث أبدا لو أنها لم تكن مرتبة و متفق عليها مسبقا مما فضح صورة التدخل الإيراني وعراه بالكامل؟، والطريف أن جماعة إيران تريد تحرير البحرين ممن ياترى؟ من أهلها وشعبها الطيب الصابر الخلوق المتسامح، كما أنهم يريدون طبقا لرغباتهم الشريرة أن يحرروا البحرين من عروبتها و إنتماءها القومي الأصيل و تاريخها العريق الحافل بالأمجاد و الممتد لأعماق التاريخ، يريدون تحرير البحرين من شرعيتها الدستورية و من إنجازاتها الحضارية وتسامحها المعلوم لتتحول لكانتون طائفي بائس ملحق بولاية الولي الفقيه الأشد بؤسا من البؤس ذاته، ماحصل من ترديد للشعارات الطائفية في حضرة وليهم الفقيه أكثر من فضيحة، وطبعا من الواضح إن الإيرانيين وعملائهم في ظل الوضع السياسي و الإقتصادي و العسكري الحرج الذي تعيشه إيران يبحثون اليوم عن متنفس لإثارة الفتنة وبهدف خلط الأوراق الإقليمية و محاولة الحفاظ على القيادات الفاشية الحليفة لهم و الحاضنة لزمرهم التخريبية في دمشق كي يستطيعوا البقاء بعد أن لفظتهم شعوبهم، و عملاء إيران طبعا لن يغفروا لمجلس التعاون الخليجي وللملكة العربية السعودية بالذات دورهم الستراتيجي الكبير من خلال عمليات قوات درع الجزيرة في درأ الفتنة و الحفاظ على إستقلال وهوية البحرين التاريخية التي لن تستطيع أبدا زمر من العملاء و المندسين وشذاذ الآفاق من التلاعب بمفرداتها، فأمن البحرين خط أحمر ومنيع أمام كل قوى البغي و العدوان و الشر القادم من إيران وعملائها الإقليميين المنتشرين اليوم في العراق ولبنان وبعض مناطق الخليج العربي، لن ينجح الشعوبيون و احفاد البرامكة ودهاقنة الغدر و التسلل من فرض رؤاهم و ستبقى البحرين درة في بحر الخليج العربي وبقيادة شرعيتها الدستورية و التاريخية التي قررت بمعونة الأشقاء في الخليج العربي سحق الفتنة وقطف رؤوس صانعيها، نعم الشعب في البحرين يريد التحرر التام من الإرهاب و الغطرسة و اللؤم و الخبث الإيراني الذي سيرتد في النهاية لنحورهم، ولن تنجح الفتنة أو تجد حاضنة لها في بحرين العروبة و الإسلام و التسامح و الإنفتاح.
[email protected]