rdquo;الحريةrdquo; كلمة تذكر بالخلاص والتخلص والانعتاق من الظم والجور والاستبداد.. وتتابع كافة الانتفاضات والثورات على الدوام مضمونا واحدا وهو الحرية.. وما نقصده هنا من rdquo;الحريةrdquo; هو معسكر لجنود القوات الأمريكية بالقرب من مطار بغداد الدولي حيث نقل 400 فرد من سكان مخيم أشرف العائد لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة الواقع في محافظة ديالى العراقية تم نقلهم يوم السابع عشر من فبراير الماضي إلى هذا المعسكر او المخيم دون ارادتهم وجاء ذلك ايثارا منهم سعيا لدعم حلول سلمية ضمن نهج فكري قائم لديهم بان الروح السلمية هي السبيل للقضاء على التطرف وروح العنف والعصبية والشر وجاء موقفهم لوضع حد للنهج القمعي الممنهج ضدهم من قتل ورعب وحصار ومساس بالكرامة.. نعم تم نقلهم وفي حقيقة الأمر كانوا قد اخرجوا من بيوتهم قسريا دون أي مبرر وتم نقلهم دون أي تعويضات ورغم تطمينات وتأكيدات من جهات مسؤولة.. إلا انهم ومع كل أسف قد وُوجه مبدأ حسن النية والتعاون لديهم بالخديعة وعند انتقالهم الى مخيمهم الجديد المفترض انه محل اقامة لائق وجدوا انفسهم قد دخلوا سجنا اسمه rdquo;الحريةrdquo;. فالحال القائم والوجود الكثيف للعناصر المسلحة داخل المخيم حوله إلى سجن ومخيم لأسرى الحرب.، والكل خارج المسميات والاطر..فلا لغة ولا معنى ولا قيمة ولا قيم.

فما هي خلفية هذه القضية؟: بتأريخ 8 من أبريل 2011 فجرا شنت القوات المسلحة العراقية هجوما وحشيا ضد السكان العزل في مخيم أشرف ترك ورائه 36 شهيدا واكثر من 300 جريحا اغلبهم مصابون بالذخائر الحية والباقون بعمليات دهس بالدروع.، وهزت تلك المشاهد المرعبة المروعة لهذه الجريمة ضد الانسانية التي تم بثها من خلال وسائل الاعلام العالمية الضمائر البشرية الحية وتمت إدانة الحكومة العراقية قويا بسبب ارتكاب كارثة انسانية كهذه وتم بدء ملاحقات في محاكم دولية واجهزة قضائية وعلى سبيل المثال اصدرت المحكمة الاسبانية قرارا بمثول مرتكبي هذه الجرائم أمام المحكمة.

وهنا أقدم رئيس الوزراء العراقي ولخلط الأوراق وتغيير صورة المسألة، بطرح مسألة غير قانونية وقمعية وهي مهلة لغلق أشرف حتى نهاية عام 2011.، وفي المقابل ومن أجل الغاء هذه المهلة القمعية اللاشرعية وايجاد حل سلمي لقضية أشرف واحتواء تلك المؤامرة شُنّت حملة دولية واسعة من قبل السلطات الحالية والسابقة والشخصيات المدافعة عن حقوق الإنسان في مختلف البلدان العربية والأوربية والأمريكية واحتج اكثر من 4000 برلماني من 41 دولة من مختلف انحاء العالم ضد هذه المهلة وتم اصدار بيانات وارسال رسالات احتجاجية من قبل المئات من المؤسسات والمنظمات المدافعة عن حقوق الانسان ووصل الموضوع إلى اعلى مستويات دولية وتم رفع قضية أشرف في اجتماع لمجلس الأمن الدولي وطرح بان كيzwnj; مون الأمين العام للمنظمة الدولية مسألة أشرف في اكثر من تقرير رفعه إلى مجلس الأمن.

وبالتزامن مع هذا تم عرض حل سلمي لمسألة مخيم أشرف من قبل البرلمان الأوروبي.، وبموجب هذا الاقتراح كان من المقرر أن يتم نقل السكان من أشرف إلى بلدان ثالثة أوروبية على مراحل.. وإثر محادثات مكثفة بين اعضاء في البرلمان الأوروبي واستراون استيونسون رئيس هيئة العلاقة مع العراق في البرلمان بشكل خاص من جانب ومع السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية من جانب آخر، وافقت المقاومة الإيرانية أخيرا على هذه الخطة السلمية لأزمة أشرف.. وقدم سكان أشرف طلبات للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في جنيف لإعادة تأكيد صفة سكان مخيم أشرف كلاجئين، غاضين النظر عن حق اقامتهم في العراق منذ 26عاما. واعلنت المفوضية العليا للاجئين في سبتمبر 2011 أنها تعتمد سكان أشرف كطالبي اللجوء وlaquo;اشخاص مثار القلقraquo; وتعلن عن استعدادها للمباشرة باجراء المقابلات معهم لتعيين الموقع النهائي للسكان.

وفي هذا الاطار صعدت الحكومة العراقية موقفها التي دأبت عليه ووضعت العراقيل أمام الحل السلمي المقدم والذي تعاون معه سكان اشرف.، وفي الوقت الذي اعلن فيه سكان أشرف تجهيز موقع كامل في أشرف لاجراء المقابلات وتم عزل المكان في أشرف لكي تكون منطقة محايدة ومستقلة ووضعها تحت تصرف المفوضية العليا للاجئين للبدء في اجراء المقابلات واعادة تأكيد موقع السكان كلاجئين.. ألا أن الحكومة العراقية لم تسمح باجراء هذه المقابلات في أشرف وتطالب السكان أن يذهبوا إلى بغداد كل على حده وأن لا يعود أحد إلى أشرف بعد اجراء المقابلة مع المفوضية.. وكان هذا مشروع إيراني لإبادة عناصر المعارضة أملوه حكام طهران على سلطة بغداد.

وفي حقيقة الأمر ومنذ البداية كان تعاون سكان اشرف والحل الدولي السلمي المطروح يواجهان مؤامرة يتبناها النظام الايراني ويمليها على الحكومة العراقية سعيا منه للقضاء على سكان أشرف كمعارضين له وهذا ما جعل موقف الحكومة العراقية متعارضا معرقلا للحل السلمي الدولي القاضي باعادة توطين سكان اشرف في بلدان ثالثة وقد سعى نظام طهران على الدوام على عدم وضع حقوق سكان مخيم أشرف في اطاره القانوني وتحت رعاية طرف ثالث محايد ووضعه في اطار السلطة والسيادة العراقيين في حين تظهر طهران وصايته على السلطة في بغداد وهذا ما يجعلها غير محايدة ولا تتعلق السيادة العراقية بأشرف اوسع من احترام القوانين والالتزام بها وهذا ما التزم به سكان اشرف وخالفته الحكومة العراقية.

وفي مؤتمر صحفي حاشد عقد في 30نوفمبر 2011 في بروكسل حذرت شخصيات دولية بارزة الاتحاد الأوربي من خطة الحكومة العراقية لمخيم أشرف وسكانه وضرورة اتخاذ إجراء دولي عاجل لمنع وقوع كارثة إنسانية.، وطبقا لهذه الخطة، فان الحكومة العراقية كانت تريد أن تقوم بنقل وتوزيع سكان أشرف إلى مواقع مختلفة وتضعهم تحت الإقامة الجبرية والحصار بعد تقسيمهم وفصلهم بعضهم عن البعض ويتم فصل النساء عن الرجال وكذلك فصل الشباب عن العناصر القديمة بهدف ممارسة المزيد من الضغط والتأثير عليهم للعودة إلى إيران.، كما أنه ووفقا لهذه الخطة أن يتم تسليم قياديي منظمة مجاهدي خلق وقيادة المخيم إلى إيران أو تقوم الحكومة العراقية باتخاذ ترتيبات من شأنها أن تؤدي إلى اختطافهم من قبل عناصر الحرس الثوري الإيراني الإرهابي.

ومن أجل تنفيذ خطة النقل هذه، كان من المقرر أن تقتحم أشرف قوة كبيرة من الجيش والشرطة العراقية مع قوات مكافحة الإرهاب من رئاسة الوزراء والكتائب الخاصّة المؤتمرة بإمرة رئيس الوزراء وتقوم بتطويق السكان وتقسيمهم إلى عدة أقسام بهدف فرض سيطرة كاملة على المخيم، وبعد ذلك يتم اعتقال السكان بالقوّة ونقلهم إلى المواقع المعيّنة.. والادلة حول خطط ومؤامرات ومحاولات الحل القمعي وتكرار كارثة انسانية أخرى بحق سكان أشرف كثيرة وقائمة وكانت ولا زالت مستمرة والحل السلمي الذي تتبناه الامم المتحدة يستهدفه سلاطين طهران وبغداد..والحرية هنا كما يرونها وكما يرسمها خفافيش الظلام..، وليست كما ينبغي او كما يُقال.. وهنا ليبرتي هنا rdquo;الحريةrdquo; وللحديث صلة.

* خبير ستراتيجي إيراني
[email protected]