غادر السفير السوري سامي خيمي لندن عائدا لدمشق الأحد الموافق 11 مارس آذار الحالي وحسب الرواية الاخبارية تم استدعاء السفير من قبل النظام السوري احتجاجا على تصريحات ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني قبل اسبوعين شديدة اللهجة التي وصف فيها نظام دمشق بالاجرامي واكد ضرورة جمع الأدلة لتحويل الملف لمحكمة الجنايات الدولية من اجل محاكمة اعمدة النظام وعلى رأسهم بشار الأسد.
السفير خيمي كان ديبلوماسيا ناشطا ومؤيدا للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ولمست ذلك من مشاراكاته في الفعاليات المختلفة في السنوات السابقة. وكان يحضر الفعاليات العربية بانتظام وكان رجل دائم الابتسامة ومتواضع ويتفاعل مع الضيوف بسهولة. في المرة الأخيرة التي رأيته فيها كانت قبل بضعة شهور في حفل استقبال في فندق الدورشستر في لندن وكان واقفا لوحده كالمنبوذ وكان الاحراج واضحا على وجهه فهو يعرف انه يمثل نظام اجرامي ارهابي يقتل الابرياء وينتهك حقوق الانسان. واختفى بعد فترة قصيرة منسحبا من الحفل بهدؤ.
اذكر قبل سنوات انه عندما كان يحضر حفل استقبال تراه محاطا بديبلوماسيين واعلاميين وكان له شعبية واحترام ولكن منذ اندلاع انتفاضة الشعب السوري ضد نظام دمشق المجرم وجد السفير نفسه ممثلا ومدافعا عن نظام شرير سيء يسفك دماء الاطفال والنساء. كرجل ديبلوماسي عاقل يدرك السفير مدى الاحتقان والغضب ضد النظام السوري. ولكنه مغلوب على أمره ولا يستطيع ان يفعل شيئا لثني النظام عن الجرائم او التأثير على سلوك النظام الغير انساني. لذا لم يكن غريبا ان حضوره للنشاطات والفعاليات العربية بدأ بالتقلص منذ شهور وقلل من نشاطاته على المسرح الديبلوماسي العربي لأنه منحرج ولم يعد قادرا على الدفاع عن الجرائم والمجازر.
وازداد احراجه عندما تحولت السفارة بتعليمات وليد المعلم وزير الخارجية في الشهور الأخيرة من عام 2011 الى وكر للتجسس على المعارضة وتم توجيه تحذير للسفير من قبل وليم هيغ وزير الخارجية البريطانية وتم توبيخ السفير حيث في شهر نوفمبر 2011 استدعت الخارجية البريطانية السفير سامي الخيمي وسلمته توبيخا للمرة الثالثة منذ اندلاع ثورة الشعب السوري ضد الاستبداد. وقيل له:
quot;ان بريطانيا ستتخذ quot;الاجراء المناسبquot; اذا لم تتوقف على الفور مضايقات النظام ضد الذين يعلنون تأييدهم للانتفاضة ضد نظام الرئيس الاسد.quot;
وقال وزير الخارجية البريطانية ويليام هيغ آنذاك امام مجلس النواب ان quot;الخارجية استدعت السفير السوري وابلغته ان اي مضايقة او استفزاز للسوريين في هذه البلاد لن تكون مقبولة ولن يسمح بهاquot;.
وكانت الحكومة البريطانية قد تعرضت لانتقادات من اعضاء في المعاضة السورية في المملكة المتحدة الذين اتهموا الوزراء البريطانيين بانهم فشلوا في اتخاذ أي اجراء رغم مطالبهم المتعلقة بتعرضهم للتهديد من قبل احد كبار الدبلوماسيين في السفارة.
وكانت صحيفة quot;التايمزquot; اول من كشفت عن حملة استفزازات ادعى اكثر من عشرة افراد بانهم تلقوا مكالمات هاتفية مسيئة وتهديدات بالموت من نائب القنصل السوري محمد السموري ومن اخرين يعتقد انهم يعملون بتوجيهاته.
وقال البعض ان افراد عائلاتهم الذين يعيشون في سوريا تعرضوا للاستجواب واعتقلوا على ايدي الشرطة السرية في سوريا.
ربما ان القرار بسحب السفير جاء كخطوة استباقية قبل ان يتم طرده رسميا من بريطانيا علما ان بريطانيا أغلقت مؤخرا سفارتها في دمشق.
وقد يقول قائل اذا كان سامي خيمي لا يقبل سياسة القمع والقتل التي يمارسها اسياده في دمشق لماذا لا يعلن انشقاقه عن النظام وينضم للمعارضة ويطلب اللجؤ السياسي في بريطانيا. والجواب سهل جدا وحتى لو أراد ذلك لا يستطيع خوفا على انتقام السلطات من أهله وذويه وقتلهم. ورجل بمعدن سامي خيمي وأخلاقه لا يقبل على نفسه ان يحكم بالاعدام على اقاربه فقط ليعبر عن موقف رافض لسياسة النظام.
نرجو للسفير خيمي الصحة والعافية وطول العمر فهو رجل طيب وجيد ولكنه يمثل نظام سفاح وقبيح مصيره السقوط.
اعلامي عربي - لندن
التعليقات