في بلد الأرز وجبران وحضارة ستة آلاف عام يعود بنا التاريخ الى الوراء إلى أزمنة غابرة حيث تسقط الأحداث من الذاكرة وتدخل في ضباب النسيان لأن كتاب التاريخ بعض صفحاته ممزقة وبعض أوراقه عبث بها من أراد أن يشوه وجه الجبال ويسرق بخور الأرز ويذهب به بعيداً الى حيث النسيان والضياع.
في بلد الأرز وجبران تجبر ذاكرتنا على نسيان أحداث قريبة شاركنا في صنعها لنعيد مجد لبنان يوم حمل حرفا وصنع سفينة وخبأ في قلبه أسطورة جبل صغير يتحدث لغة الحب والخير والجمال.
يأتي آذار هذا العام حاملا الإستقلاليين قصة جميلة صنعها حلم جميل بوطن يستحق الأفضل دائما،ويحمل الربيع نسائم حرية أشرقت على شعب عظيم رفض الظلم والطغيان كما دائما عبر التاريخ،ولكن طريق الحرية ما زال طويلا ولبنان ما زال يصنع مرة اخرى تاريخه المجيد بلا خوف ولا ملل ليستعيد دوره الريادي صلة وصل بين الشرق والغرب وأغنية حرية وابداع إستمدها من عنفوان ارز ه وروعة جباله.
لن يستطيعوا تشويه وجه لبنان وسرقة تاريخه حتى ولو امتدت يد الجهل الى طلاب قالوا لا للتزوير ولا للكذب انه التاريخhellip;.. وهل من أحد يستطيع أن يغير وجه التاريخ ربما يستطيع الشر أن ينتصر ولكن إلى حين لأن الشمس لا بد أن تشرق وتشرق الحقيقة لتكتب تاريخ لبنان الحقيقي الذي قدم أحباء على مذبح الحرية.. وهل ينسى لبنان؟
إنه بلدي الرائع الذي ولد لأن الله أراد أن يكون للحرية وطن وللحضارة تاريخ حقيقي يعرف أن حرية التعبير حق مقدس لا يخيفه منطق القوة ولا يسكته قد يفاجئه لأنه منطق غريب لم يتعوده ولكن حتما لن يقضي عليه لأن شلال الحرية الهادر أصبح عهداً مقدسا لن يهدأ ولن يستكين حتى يصنع اللبنان الذي نريد وليس الذي يريدون إنه ذلك اللبنان الوطن السيد الحر المستقل الذي يحب الجميع دون استثناء.
لن يقلق لبنان ولن يقلق طلابه والمدافعون عن حريته ولن تمزق صفحات ذهبية من تاريخه تضاف إلى سطور اخرى في كتابه المجيد الذي صنعه قادة ومبدعون ومفكرون لطالما أحبوا لبنان واستمدوا القوة والالهام من بلد صغير اتسع وكبر ليأخذ المكانة التي يستحقها في قلب وضمير العالم.
لبنان وجد ليبقى إلى الأبد كما شجرة الارز المقدسة التي رافقته منذ عصور لتكون له ذلك الالهام الذي يستمد منه القوة كلما هبت ريح عاتية أرادت ان تزعزع وجوده في هذا الشرق.
- آخر تحديث :
التعليقات