[ ضحايا الثورة تجاوزت: 10،228 شهيد مدني..من الأطفال: 731.. من الإناث: 613 الجرحى: 35،000.. المفقودون: +65،000...ضحايا الثورة الذين ماتوا تحت التعذيب: 438
المعتقلون حالياً حوالي: +212،000... اللاجئون السوريون منذ بداية الثورة: +20،627
اللاجئون السوريون في تركيا: 10،227... اللاجئون السوريون في لبنان: 6،400
اللاجئون السوريون في الأردن: 4،000] هذا عدا عن افقار احياء بكاملها، وتهديمها، والمجازر التي بدات تتكشف، بحيث بات الامر يحتاج إلى احصائيات جديدة..
بعد مرور عام على الثورة السورية الاسطورة، نعود إلى كنا ما نقوله منذ زمن بعيد قبل الثورة ومنذ بداياتها، الامر بسيط وغير معقد ولا يحتاج إلى تنظيرات كثيرة، حيث لم تعد السياسة في هذه الايام تشاطر بالتحليلات، وكثرة اللغو، بل هي وقائع جامدة ورابضة على أرض الواقع، مباشرة إلى درجة فاقعة لكل عين ترى أو لا تريد أن ترى..لدينا في سورية نظام- عصابة يمتلك آلة قمعية منضددة طائفيا، وفق مرجعيات وأولويات تحددها استماتة النظام لاستمراره في حكم البلد على طريقة العصابة، هو في النهاية طبعا لايهمه أي مواطن سوري مهما كان انتماءه، إلا بمقدار وجوده في تنضيدات الولاء هذه..لا يهمه رجل الدين هذا أو ذاك إلا بمقدار ما يحمله من رسائل العصابة الحاكمة لرعيته، ومريديه سواء كان امام جامع او شيخ عقل او بطرك، كذلك الحال بالنسبة لأي مثقف أو كاتب أو معارض..وأيضا على صعيد الدول لا يهمه من هذه الدول إلا التي تدعم حكم هذه العصابة، وبنفس الطريقة في القتل والقمع والنهب والفساد والطائفية. النكتة أن هنالك معارضين يعتقدون انطلاقا من ذاتيات مريضة أنهم يمتلكون القدرة على التأثير على هذه العصابة الحاكمة، من خلال تبنيهم لمطلب عدم التدخل الخارجي، يتذاكون في هذه اللعبة، يغلفونها، بتنميقات خطابية عن الفوضى والسيادة والوحدة الوطنية، بعكس الثوار على الارض الذين مافتئوا يعلنون أن الشعب السوري واحد..واحد...المثقف يجب أن يقول ان الشعب السوري ليس واحدا، من يقتل من أجل بقاء هذه العصابة لاينتمي لهذه المقولة- العنوان..المعارض يجب أن يعترف بأنه غير قادر على ايجاد مخرج لهذه القوة القمعية الحاقدة على الشعب السوري والتي تقتل بدم بارد، وترتكب مجازر وتشوه بشر لم يحدث مثلها في أي بقعة من العالم. على فرض سقطت عائلة الأسد..أو فرت من سورية، ماذا تفعل كمعارضة مع 200 ألف عسكري ورجل أمن وأكثر من خمسين ألف شبيح كلهم مطيفين ومزودين باسلحة سورية والتي تم شراءها من دم وعرق الشعب السوري، ماذا تفعل معهم؟ كيف تعيدهم إلى الدولة الجديدة، إلى الجمهورية السورية المدنية الرابعة، وهنا من المهم أيضا أن نقول: أن اعلان الجمهورية السورية كدولة تم في كنف الاستعمار الفرنسي، ثم تم اعلان الجمهورية السورية الثانية بعد الاستقلال، أما الثالثة فهي التي تمت تحت ضباط الجيش البعثيين في آذار ولاتزال حتى اللحظة..إن الجمهورية السورية الثالثة هذه كانت ولاتزال تعمل بأمرة عصابة عائلية تحت حماية الجيش المطيف لهذا يسمونهاquot; الجمهورية الأسديةquot;.. هل لاتزال هذه المسألة بحاجة إلى تنظيرات وتحليلات؟ أيا كانت الاسباب والدوافع، وأيا كانت التحليلات عن المسألة الطائفية وكيفية رؤيتها، لكن هنالك حقيقة رابضة على الارض أنه لدينا جيش مطيف يقتل وينهب وينتهك كل المحرمات وفق ما نشاهد يوميا..هذه حقيقة بسيطة أولى أما الحقيقة الثانية فإن هذه العصابة مدعومة من قبل إسرائيل، وإسرائيل هي من ترفض التدخل الدولي، وهي العامل الاساس في رفض دعم الشعب السوري، دعما يليق ببشرية من المفترض أنها لاتعيش وفق منطق شريعة الغاب..لم يجد نظاما عربيا دعما غربيا وتواطؤا غربيا معه كما هو حال العصابة الحاكمة، وكل هذا وفقا للمنظور الاسرائيلي، فالروس هم ليسوا أكثر من تجار وبعبع صوتي يشترى عند اللزوم. والمثال عن الموقف الروسي في البلقان وليبيا وغيره لايحتاج إلى شرح..إن معظم حاملي لواء ضد التدخل العسكري إنما يعتمدون في ذلك على أن قوة العصابة الحاكمة، قادرة على قمع الثورة، لهذا هم يدعون للحوار، اليوم تنتشر الدبابات في بعض احياء دمشق..بات من الواضح أيضا أن إسرائيل ودولة الفاتيكان تمارسان دورا غير مسبوق في رفض التدخل الدولي.. وهما من لهم السبق لدى الدول الغربية في دعم استمرار العصابة المجرمة، إسرائيل معروف موقفها لماذا؟ اما دولة الفاتيكان فللحديث شجون سورية خاصة وحساسة ربما نتعرض لها في مقال لاحق..دولة خليفة سيدنا المسيح وصحافتها تدافع عن عصابة تقتل سوريين غالبيتهم مسلمين سنة!! هذه حقيقة أيضا لاتحتاج إلى برهان..وتعلن أنها ضد التدخل العسكري لوقف حمام الدم هذا...كل هؤلاء لا نعتب عليهم لكننا نعتب على من هم مع الثورة فعلا، ويتحدثون ليل نهار عن رفضهم للتدخل العسكري، حتى ولا مجرد استخدام الموضوع كورقة ضغط..!! نعتب على الدكتور برهان غليون الذي كان من أهم المفكرين العرب وراء نغمة لا للتدخل الخارجي..وخاض غمار معارك كثيرة من أجل تثبيتها أيديولوجيا في اطر المعارضات العربية..كان الدكتور برهان يعرف هذه الوقائع كلها، يعرف أي عصابة تحكم سورية، ومع ذلك بقي مترددا ولايزال يتأتأ في طلب هذا التدخل!! ثمة أمر أخير نقوله ونكرره هنا، من قال أن طلبا للتدخل مرهون بموافقة أو عدم موافقة المجتمع الدولي ومؤسساته؟ يجب النظر للموضوع من زاويا أخرى، هل هو مطلب حق وعدل؟ هل هو يخدم الثورة أما لا؟ بغض النظر استجاب العالم أم لم يستجب؟ هل يمكننا فصل طلب التدخل الدولي لحماية شعبنا عما هو موجود من وقائع على الأرض السورية؟ إن عدم طلب التدخل الدولي والحشد له من قبل معارضة الخارج كان يمكن أن يكون عاملا من عوامل، تحشيد رأي عام مجتمعي في الدول الغربية مع الشعب السوري..لكن عدم التدخل الدولي وطلبه أبقى الاعلام الغربي مرتاح الضمير إسرائيليا لعدم تعاطيه الجدي مع ثورة شعبنا..من المعروف في المجتمعات الغربية أنه في مثل حالة العصابة الحاكمة عندنا، أن من لايطلب مثل هذا التدخل إما التيار الاسلامي المتشدد أو التيارا القومي المتشدد والقريب من الاسلاميين المتشددين أيضا..هكذا التجربة مرسخة في ذهن المواطن الغربي..لهذا ظهرت دعوات رجال الدين المسيحي الذين يناصرون العصابة المجرمة تأكيدا لهذا الفضاء..المفعم بالاسلاموفوبيا..إن تأخر في طلب التدخل الدولي بغض النظر عن تحققه أم لا إنما يعتبر ممارسة سلطة عدم التدخل!!! وكل من يستفيد منها...ومن هي سلطة عدم التدخل في سورية؟ من هم ملحقاتها؟
مر عام على انطلاق الثورة من حوران؟ على المجلس الوطني بشكل رئيسي أن يسال نفسه ماذا فعل خلاله؟ وماذا يستطيع أن يفعل ويقدم تصوره هذا مكتوبا..عبر مؤتمر عاجل لهيئته العامة.
غسان المفلح