نزار جاف
وال غشوم خير من فتنة تدوم، حديث للرسول الاکرمquot;صquot;، يبدو أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي و بعد أن أسقط في يده و وجد أن هناك أکثر من إتفاق و تطابق في وجهات النظر و الآراء بين التيارات السياسية العراقية بشأن سياساته المثيرة للجدل و الشبهة الى حد، لم يجد مناصا من سد المنافذ و الطرق على فتنة تلوح برأسها في الآفاق بأن يمهد الطريق لکي يکون الحاکم بأمر الله و ينهي جدل الشقاق و الاختلاف ومن المرجح ان الحديث النبوي سارد الذکر قد يکون خير اساس له حاله حال معظم الحکام المسلمين الذين يديرون و يجيرون المباني الفقهية حيثما دارت مصالحهم.

نوري المالکي الذي أعطى أغرب تفسير للعملية السياسية العراقية التي تلت سقوط النظام السابق من خلال عودته لکرسي رئاسة الوزراء و هو المهزوم إنتخابيا و تشبثه بها، أثبت مع مرور الايام قوة و عمق التحالفquot;المبدئي العقائديquot;القائم بينه و بين النظام الديني المتطرف في إيران ومن الواضح جدا ان رهانه على هذا التحالف الذي يميل رويدا رويدا نحو طابع مصيري هو أقوى من رهانه على أي أمر آخر خصوصا على المعادلة الداخلية في العراق، حيث يظهر انه قد أوکل ترتيب الاوضاع الداخلية للنظام الايراني الذي يکاد أن يکون في الوقت الحاضر بمثابة مايسترو للمشهد السياسي الامني العراقي.

الخلافات القوية التي تواجه المالکي مع القائمة العراقية و التحالف الکوردستاني، تنذر بشبح أزمة سياسية بالغة التعقيد في العراق، وعلى الرغم من أن المالکي يميل لإثارة شبهات الاتهامات المتباينة تجاه خصومه في العراقية و التحالف الکوردستاني من أجل ثنيهم عن الوقوف بوجهه، لکنه ينسى بأن خصومه أيضا في أياديهم أدلة و مستمسکات دامغة بشأن تورطه في تحالفهquot;غير العاديquot; مع النظام الايراني وانه قد يکون تجاوز الحد المسموح بکثير، کما أن الاوضاع السياسية الخاصة التي بها المنطقة و مايواجه النظام الايراني من موقف صعب في مواجهته مع الغرب و التي باتت آثارها تظهر بوضوح على الداخل الايراني، کل هذا يمنح خصوم المالکي أکثر من مبرر لکي لايأبهون بتهمه و حتى قوة تحالفه مع طهران.

المالکي الذي وضع أبرز زعيم للسنة في قفص الاتهام و يلوح بتهم أخرىquot;مؤجلةquot;ضد قادة بارزين آخرين للسنة، يفعل نفس الشئ مع الکورد، و يقينا انه قد فعل نفس الشئ مع الشيعة لکن عبر بوابةquot;ام قرىquot;الشيعة في طهران، وهو يريد أن يمسك بزمام الامور بقوة بيديه قبل عقد مؤتمر القمة العربية لأکثر من غاية و قصد فهو من جهة و من خلال مزاعمه بخصوص العملية السياسية يريد التأکيد على أنه متمسك بالخيار الديمقراطي، ومن خلال مواقفه ضد القائمة العراقية و الکورد، يريد أن يوحي للعراقيين و العرب و المنطقة بأنه صام أمان العراق و المحافظ على وحدة ترابه، أما من فيما يتعلق بالشيعة فإنه کما أوضحنا سابقا حسم الامر من خلال (ولي أمر الشيعة) في طهران، ومن دون أدنى شك فإن ملالي طهران يدعمونه بقوة بهذا الاتجاه، وقد يبلى المالکي بلائا حسنا قبل أن يجد نفسه ذات يوم وقد صار في زاوية ضيقة و في يده أضعف و أردأ خيار!