أملنا أن تُطوى النزاعات الطائفية وغيرها في لبنان الى غير رجعة، تمنياتنا ان يُطوى بازار المبارزات الكلامية والتخوينية الى الأبد ؛ حلمنا ان نرى لبنان quot;مستقلا quot; عن كل تبعية...

لقد شهد الاسبوع المنصرم أحداث أمنية متعاقبة تنذر بأن نار الحرب الاهلية تحت الرماد، وان البلد يغلي على صفيح ملتهب، وكأن لبنان لم يكفيه ماعاناه من دفع فواتير حرب الآخرين على أرضه، واليوم ثمة شعب في سوريا الجارة موعود بالقيامة والانتصار، ولبنان كما كان عبر التاريخ يتأثر بشكل مباشر بالوضع السوري وهو لم يتحرر من تداعيات ذلك ولو quot;نآى quot; بنفسه كل النأي.

غادرت quot;اسرائيلquot; لبنان في أيار عام 2000 وغادر الجيش السوري لبنان في نيسان 2005، بيد ان عقول الشعب اللبناني لم يغادرها الاحتقان الطائفي والمذهبي والاصطفاف السياسي الذي شرخ البلاد الى فسطاطين كل قوم بما لديهم فرحون!

فسطاطين لا يشبهان التنوع الحزبي في الدول الديموقراطية، فسطاطين يكاد يكون ممنوع فيهما وجود عقلاء لا يدَّعون وصلا بأحد..أسئلة كثيرة تطرح:
فهل الوفاق ممنوع على ابناء الشعب اللبناني الواحد ؟ وهل حالة الاكثرية والأقلية وانعكاساتها الكيديّة في كل مرة يجبر المواطن على ان يدفع ثمنها ؟
رسائل أمنية توحي بما لا يدع مجالا للشك بأن هناك من يحاول اغتيال حالة شبه السلم والتعايش والعقلانية، فما الذي يجري حتى يعيش البلد خضات بهذا الحجم ؟ ولماذا تكثر الترجيحات بأن لبنان معرض للتفجير والتقسيم والحرب الأهلية مجددا بالرغم من عدم وجود اي قرار خارجي او داخلي بذلك؟

وكأن ثمة من يقول للبنانيين لن تكونوا بمعزل عن نيراننا ولن نسمح لأي كان ان يخرج عن وصايتنا!
الحالة اليوم توصف بالرمادية فالحكومة مرتبكة، تسعى لترسيخ الفراغ الامني وتحقيق التوازن السياسي في وقت تترنح في إدارة شؤون المواطنين.
على أية حال أيا كان من يريد تخريب الوضع الحساس في لبنان، فإن الشعب كله مطالب برصّ صفوفه و الوحدة ضد اي محاولة لجره الى الخراب....
فكل عنف مهما كان مصدره مدان وكلّ سلاح مهما كانت ذريعته خطر وهو مدان... واولى درجات الحكمة الوعي؛ وتمام الوعي بأنه لا يمكن لأحد ان يضع البلاد على سكة الانقاذ إلا أبناؤه الذين يرفضون أن يكونوا أدوات لأي جهة داخلية تريد ان تجيّر الاحداث لدعاياتها الانتخابية القادمة، او خارجية تريد ان تحقق مصالحها الاقليمية.
فمتى يعود اللبنانيون الى رشدهم!

لقد اختبروا وعانوا من حرب أهلية اكثر من 15 عاما كما عانوا من الفساد السياسي والاقتصادي 15 عاما أخرى، فهل قدرهم ان يدفعوا 15 عاما أخرى لارضاء quot;زعماء الطوائف quot; وغرور أصحاب المناصب من ورثة الكراسي وغيرهم... أما آن لنا ان نعود لرشدنا ونتعلم من تجاربنا ونكف عن الاصطفافات والخطابات ونعمل على استبعاد كل quot;الطبقة السياسيةquot; الحالية موالين ومعارضة وغيرهم ونقدم شبابا من اصحاب الكفاءات وذوي العقول النيرة الذين لم يعد يجدوا مكان لهم في بلادهم فهاجروا الى بلاد تقدر الابداع وتحترم الانسان!
قد يبدو حلما صعب المنال فلا زال جزء كبير من اللبنانين ينتظرون تداعيات الاوضاع الاقليمية ولا زال كثيرون يرون في الزعماء ملاذهم الاول والأخير.

http://www.facebook.com/Marwa.kreidieh.Writer