النظام السوري لم يتراجع قيد انملة عن الحل الامني والقتل اليومي، وليست لديه القدرة للقضاء على الانتفاضة. الانتفاضة ايضا مستمرة وهي بدورها لا تستطيع اسقاط النظام. خطة كوفي عنان تسير بنجاح كما هو مرسوم لها، اي تنجح في ادارة الحرب الاهلية الجارية في سوريا. ليست هناك اي قوة تستطيع القضاء على النظام سوى العقوبات الاقتصادية والتي بدأت تؤثر بفعالية على النظام وعلى المواطن ايضا. ليس من المستغرب ان نسمع قريبا عن عدم تمكن النظام من تسديد رواتب الموظفين. ماهي الدلائل التي تشير الى بدء اشتعال المنطقة؟. 1ـ الظهور المفاجئ للسيد حسن نصرالله زعيم حركة حزب الله اللبنانية الشيعية وتهديداته لاسرائيل بحرب صاروخية وتهديم البيوت على رؤوس مواطنيها. 2ـ المعارك الطائفية بين العلويين والسنة في طرابلس اللبنانية والتي تعتبرانعكاسا طبيعيا لما يحدث في الطرف الآخر على الحدود في الداخل السوري. هذه النار الطرابلسية مرشحة للانتشارعلى كل الساحة اللبنانية اولا والاقليمية تاليا. 3ـ المناورات العسكرية الامريكية الاردنية الاضخم في تاريخ المنطقة والتي حملت اسم quot;الاسد المتأهبquot; والتي ستجري بمشاركة 17 دولة عربية وصديقة، كما جاء في البيان الرسمي، على الارض الاردنية. هل هو اعلان حالة تأهب تحت يافطة quot;المناوراتquot;؟. 4ـ تشكيل حكومة وحدة وطنية في اسرائيل وبشكل مفاجئ ايضا والتي تعتبرالاقوى من حيث الدعم البرلماني في تاريخ اسرائيل. مثل هذه الحكومات تتشكل عادة في حالات الطوارئ بما فيها الاستعداد للحرب. 5ـ الخطوات الحثيثة والمتسارعة نحو تشكيل اتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي لصد اي حرب تشعلها ايران لانقاذ الحليف السوري. 6ـ التقارب الكردي التركي في الداخل التركي من جهة وبين تركيا واقليم كردستان من جهة اخرى بما في ذلك الزيارة الهامة لرئيس الاقليم السيد مسعود برزاني الى تركيا تحسبا للحرب الاقليمية المذهبية موضوع البحث. 7ـ التحركات المشبوهة لرئيس وزراء العراق السيد نوري المالكي في اشعال حرب طائفية عرقية في العراق وتأسيس دكتاتورية تتحكم في الدولة ومؤسساتها. ولكن يبدو ان الاطراف الشيعية المعتدلة تقف ضد هذه الخطوة الطائشة. المنطقة بأسرها تسير نحو المجهول ويبدو ان اشتعال المنطقة دخلت منطقة اللارجعة نظرا للتناقضات العميقة في الخارطة السياسية والجغرافية والطائفية والتي لم تعد تحتمل التأجيل.
ايران والعراق لم يعد في وسعهما تغذية النظام بالرضاعة المليارية الدولارية، لاسيما ان ايران باتت تعاني من ضائقة اقتصادية وذلك لعدم تمكنها من تصدير نفطها بسبب العقوبات المفروضة عليها من الغرب واليابان المستورد الكبير للنفط الايراني. لهذا يتجه النظام وبدعم ايراني عراقي الى اشعال المنطقة حتى وان ادى ذلك الى حرب اقليمية مذهبية تحرق الاخضر واليابس، وبالنتيجة ترسيم حدود جديدة طائفية واثنية مكان الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو التي اثبتت فشلها بعد تسعين عاما وعدم صلاحها وصلاحيتها.
طبيب كردي سوري
[email protected]
التعليقات