يحتدم النقاش في هذه الايام في واشنطن و بصورة ملفتة للنظر حول مسألة إعادة النظر بقرار وزارة الخارجية الامريکية الخاص بوضع منظمة مجاهدي خلق في اللائحة السوداء، لکنه ليس کأي نقاش آخر، وانما هو نقاش مهم و بالغ الحساسية لتأثيراته المحتملة على الاوضاع في إيران بصورة خاصة و المنطقة بصورة عامة.

قرار وزارة الخارجية الامريکية بإدراج منظمة مجاهدي خلق ضمن لائحة المنظمات الارهابية و الذي صدر في اواسط العقد الاخير من الالفية السابقة، لقي ترحيبا کبيرا من جانب النظام الايراني، في حين إنتقدته منظمة مجاهدي خلق بشدة و إعتبرته قرار مجحفا و لايتسم بالعدل و الانصاف لأنهquot;بحسب رأي المنظمةquot;، إعتمد على آراء و مواقف إشتقت على الاغلب من مصادر تعود الى النظام الايراني ذاته، وقد إعتبرته الاوساط السياسية المختلفة حينها بمثابة غزل أمريکي للنظام الايراني و سعي لعملية خلط جديدة للاوراق من أجل دفع و حث النظام الايراني للتقارب مع واشنطن و الاستجابة لشروطها و مطالبها او على الاقل السير بالاتجاه الذي قد يساهم في تقليل مخاوف و توجسات الغرب من سياسات طهران على عدة أصعدة.

النقاش الحالي الذي يدور في حاليا في اروقة القرار بواشنطن، يتعلق بوعد قطعته وزيرة الخارجية الامريکية هيلاري کلينتون لمنظمة مجاهدي خلق في حال إلتزامها بتنفيذ قرار نقل سکان معسکر أشرف الى مخيم ليبرتي، حيث أنه و مع إتمام عملية نقل الوجبة الخامسة فقد إنتقلت أغلبية سکان أشرف الى مخيم ليبرتي ولم يبق سوى عدد ضئيل نسبيا و ان مسألة نقلهم تتعلق بمسائل فنية و تکتيکية وقد تتم خلال الايام القليلة القادمة، وهذا الامر بات إستحقاقا سياسيا تنتظره المنظمة بفارغ الصبر، وان عدم تنفيذه بمقدوره أن يشکك بالمصداقية الامريکية و يثير من جديد بوجهها عاصفة من الانتقادات و التشکيکات التي هي اساسا في غنى کامل عنها.

الملاحظ في عملية النقاش التي تدور حول إعادة النظر بقرار وضع مجاهدي خلق ضمن اللائحة السوداء، ان النقاش يحتدم بين الامريکيين نفسهم و لأول مرة نجد تيارا يساند و يؤيد بقوة مسألة إلغاء هذا القرار من اساسه، في حين هناك تيارا آخرا يقف بقوة ضد إجراء أي تعديل او تغيير على هذا القرار، و التيار الاخير يوجد ضمنه لوبي نشيط تابع للنظام الايراني و يسعى بکل قوته من أجل الحيلولة دون تعديل القرار او تغييره لصالح عدوتها اللدودة منظمة مجاهدي خلق المعارضة.

الوقت لم يعد يجري لصالح النظام الايراني، وان العديد من المتغيرات التي طرأت على مسار الامور في المنطقة و العالم، ساهمت و تساهم في تقوية اتجاه التشدد في التعامل مع طهران، خصوصا وان الاخيرة لم تستفد من کل الفرص التي سبق وان أتيحت لها خلال الاعوام المنصرمة، ولذلك فإنه و على الارجع سيتم إجراء تغييرات متوقعة جدا على قواعد اللعبة والتي قطعا لن تکون في صالح النظام الايراني، وان النقاش الذي يدور حاليا في اروقة اتخاذ القرار في واشنطن لايمکن أبدا الجزم بأنه سيفضي في نهاية المطاف الى ما ينتظره النظام الايراني، والحق أن هناك اوقات صعبة جدا بإنتظار طهران!

[email protected]