ماذا لو نجح السوريون في ثورتهم واستطاعوا بناء دولة ديمقراطية، مستقلة، حرة ذات نظام اداري راق؟. هذا احتمال وارد رغم كل بطش النظام القاتل، ورغم تخبط بعض اجزاء المعارضة وقبولها بادخال الايدي الاجنبية الدخيلة وسط احشاء الجسم السوري، لغايات واهداف مختلفة ومتشعبة. لو نجح السوريون في دحر النظام الحالي والاتفاق على صيغة الدولة القادمة، بعيدا عن الايديولوجيات والشعارات الفارغة التي دمرت حياتنا منذ الاستقلال، وبعيدا عن تحويل البلاد الى ساحات لتصفية حسابات القوى الاقليمية مثلما يحصل الآن، فان سوريا الجديدة ستصبح برقي شعبها وثقافته العالية، نموذجا للبلد الموزاييك القوّي بطوائفه وقومياته ونظام حياته. سوريا العربية: ستكون بوابة كل السوريين نحو العالم العربي وثقافته وسياحته. سوريا الكردية: ستكون بوابة كل السوريين نحو كردستان وملايين الكرد في الشرق الاوسط والمهجر. ستكون حلقة وصل بين الامة الكردية والشعب السوري. سيجد أبناء أمة الكرد( من كل الاديان والطوائف) في كل مكان من سوريا مناخا طيبا في دولة يتمتع فيها اخوانهم بالاعتراف بثقافتهم وبهويتهم وبصيغ واسعة ومحترمة للادارة الذاتية. كل ابناء طوائف وأديان سوريا سيكونون بمثابة الجسر الذي يوصل اقربائهم في الجوار والعالم الى عمق الوطن السوري والى التفاعل الثقافي والاقتصادي معه. العلويون السوريون سيكونون صلة الوصل مع ملايين العلويين والشيعة في العالم. الارمن السوريون سيكونون صلة الوصل مع أكثر من عشرين مليون أرمني حول العالم. السريان والاشوريون السوريون سيكونون صلة الوصل مع الملايين من اقربائهم في العالم. الدروز السوريون سيكونون صلة وصل مع الدروز في الجوار وفي كل العالم. التركمان السوريون سيكونون صلة الوصل مع تركيا وتركمان العراق وكل ابناء الجمهوريات الناطقة بالتركية. الاسماعيليون السوريون سيكونون صلة الوصل مع الملايين من ابناء عقيدتهم في العالم. وعين الكلام ينطبق على الشركس والشيشان واليهود وبقية الطيف المتنوع الجميل. ماذا لو تحقق الحلم السوري بالديمقراطية والحرية والاستقلالية؟. كلام حالم ولكنه قابل للتحقيق لو عمل كل معارض في سبيل سوريا الوطن فقط، وليس في سبيل أجندات خارجية ترمي الى تحطيم الوطن السوري بجعله quot;مرحلةquot; في صراع اقليمي/طائفي طويل ومدمر. الشعب السوري خرج من اجل الحرية والكرامة في البداية، والان يبدو تعبا جدا ومحبطا وهو يرى الايدي الخارجية تلعب بثورته وتحاول رسم مستقبلها، بحيث لايغدو هذا المستقبل الا اياما سوداء تقتتل فيها الطوائف والاعراق، وباموال دول الجوار الغارقة في الديكتاتورية والظلامية. فسحقا لكل من يقبل دنانير الخارج ليضع مستقبل سوريا في المجهول فينادي بالتسليح وبالطائفية وباقصاء هذا المكون أو ذاك من مكونات الوطن السوري رضوخا لأوامر واموال الخارج. هؤلاء خطرهم على الشعب السوري وثورته لايقل عن خطر النظام القاتل.
- آخر تحديث :
التعليقات