مايدورفي الشرق الأوسط والخليج العربي من تحركات تحرش طائفي و إستحضار لأوراق أزمات مجتمعية لاداعي لها إنما هي عملية خلط للأوراق و عبث فوضوي و كجزء من خطة دفاع فاشية / صفوية للدفاع عن مواقع و أنظمة إرهابية و مجرمة حان زمان و أوان رحيلها لمزبلة التاريخ، ولعل في التهديدات السخيفة الأخيرة لأحد رموز الفتنة و التخلف في العراق وهو مقتدى الصدر ضد سيادة مملكة البحرين عبر التدخل في شؤونها الداخلية وطرح نفسه كبديل للحل الوطني القائم هناك هي نماذج سيئة و متجسدة للوضع الإقليمي المتدهور، فالصدر وهو يهدد و يرغي و يزبد و يتدخل فيما لايعنيه إنما يمارس إبتزاز طائفي فج فاقد للمصداقية، أما زعيم حزب الله اللبناني/ الإيراني حسن نصر الله فقد أبدع أي إبداع في تدخلاته الفجة و المرفوضة في شؤون الشعب السوري الحر الثائر الذي يقدم الدماء العبيطة يوميا منذ أكثر من أربعة عشر شهرا ليأتي الرفيق أبو هادي و يتطفل عليه ويطالبه بقبول إصلاحات النظام ولو عبر القوة المفرطة!! وهي إصلاحات وهمية وغبية ولامصداقية لها، أما أحزاب التطيف الفج في العراق فقد بلغت من اللغو والسطوة والتخلف حدا قاربت فيه على إنتهاج سياسات البعث البائد في تعكير الأجواء و خلق معارك جانبيةو إستحضار لمستلزمات الصراع الدموي بين المكونات الوطنية، إضافة لمحاولة بناء نظام إستبدادي مغلف بالأغطية الديمقراطية الشفافة التي تفضح أكثر مما تخفي وتحت وابل من قصف شعارات المظلومية المزيفة و المثيرة للسخرية، ومن يراقب المشهد الإقليمي و يحاول تجميع عناصر الصورة الإقليمية المتشظية سيدرك على الفور من أن الحلف الإيراني الصفوي إنما يمارس حشدا و تجمعا و يشكل تكتلا متكاملا لمحاولة الحفاظ على المواقع والهروب من إستحقاقات ربيع الشعوب الحرة المناوئة للفاشية و الإرهاب وحكم الإستبداد، ولعل مايدور في العراق التائه بأحزابه التائهة من تعملق للدور الإيراني إنما هو مؤشر واضح على ما ينتظر المنطقة من هيمنة إن نجح المشروع الإيراني في تثبيت أقدامه وتجميع أطرافه المتناثرة، فقيام الدبلوماسية العراقية بالوساطة بين النظام الإيراني والغرب في الملف النووي و إستضافة إجتماعات 5 زائد 1 في بغداد إنما يصب في هدف خلق محور قوة سياسي دبلوماسي عراقي لاموقع حقيقي له في ظل إستمرار التدهور في الوضع الأمني الداخلي وتصاعد الصراع المميت بين فرقاء العملية السياسية الكسيحة، و المثير للدهشة هو إعلان السفارة الإيرانية في بغداد وهي موقع إستخباري إيراني متقدم عن قيام عناصرها بتأمين الحماية الأمنية لتلكم الإجتماعات على أرض بغداد!! وكأن حكومة حزب الدعوة بجيوشها وفيالقها الأمنية و العسكرية عاجزة عن تأمين تلكم الحماية المزعومة؟ وهو تصور إيراني أخرق للأمور؟، ماهو واضح حاليا و ميدانيا هو أن أطراف المثلث الصفوي في إيران والعراق ولبنان إنما تحاول تجميع نفسها في ظل حالة الحيرة الدولية و المماطلة المؤسفة في التعامل مع الملف السوري وحيث تواجه الثورة الشعبية السورية لحظات حسم مصيرية وحاسمة من خلط الأوراق ودخول أطراف أخرى على خط الأزمة و التلكؤ الدولي المؤسف والواضح في حماية الشعب السوري من رصاص وسياط و إرهاب جلاديه، هنالك في الشرق القديم اليوم مشروعان لاثالث لهما أولهما المشروع التحرري لشعوب الشرق و الإنعتاق من ربقة أنظمة الموت والدمار و التخلف و الطائفية الفجة، ومشروع موت و تخلف وتفرقة طائفي صفوي مريض يحاول تجميع قواه و إجهاض إنتفاضة الأحرار في الشام وبناء معاقل الإستبداد الديني و الطائفي تحت واجهة الشعارات البراقة في المقاومة و الممانعة المزعومة والتي تخفي تحت إزارها السم الزعاف، في الخليج العربي اليوم تحركات جدية ملموسة لمواجهة ذلك المشروع من خلال الإتحاد الخليجي و التحصين الأمني و العسكري و مواجهة المستقبل بروح التكتل، وهو مشروع قابل للحياة و النجاح إن إحسن إستعمال أدوات الإتحاد و تفعيل آلية الحريات الشعبية و الإنفتاح على الآخر و تحصين الجبهة الداخلية وإفشال مخطط القوى الصفوية المتأزمة الفاشلة، الشرق الأوسط يعيش اليوم على فوهة براكين تغييرية هائلة ستكون لها نتائجها المباشرة على مستقبل وشكل المنطقة، لابديل عن التكتل والتوحد لمواجهة مشروع الأمة الصفوية الواحدة برسالته المشبوهة والتخريبية الحاقدة والخالدة...!.

[email protected]