وسط بحار الدم التي تجري في سوريا، وتضرب أمواجه جثث شهداء الحرية في درعا وحماة وريف دمشق ومدن أخري كثيرة.. يقف نظام باطش لا يأبه بشئ، يقاتل كل القيم الإنسانية، ويحارب كل الأعراف والدساتير الدولية، ويعاونه ويدعمه لوجوستيا الملالي الفاشي في إيران، وأهل quot; الفيتو quot; في روسيا والصين!

يقف هذا النظام بكل سخرية واستهزاء بالعالم ودوله المطالبة بالحرية للشعب السوري لينصب quot; سيرك quot; الانتخابات السخيف، وسط حضور أصحاب القبعات الزرقاء المراقبين للخطة المسماه بخطة عنان التي انتهت صلاحيتها وبات من الخيانة الصمت علي ممارسات هذا النظام.

واستطاع النظام يوم الاثنين أن يسوق فصيلا من الشعب السوري ليعمل ككومبارس في الفيلم الدراماتيكي quot; انتخابات في بحر الدم quot;، وبينما تتساقط أصوات الكومبارس في الصناديق، تتساقط معها آلاف الطلقات من مدافع وبنادق جنود الأسد تحصد أرواح الشهداء، وتمتد الأيادي لتعتقل الأحرار من النساء والأطفال والرجال.

واعتبر المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية المعارضة عمر ادلبي quot;أن اجراء الانتخابات تحت النيران يدل على عدم جدية النظام بالاتجاه نحو حل سياسي للازمةquot; مضيفا: quot;النظام مستمر على اتباع السلوك نفسه الذي اتبعه منذ سنة، أي تجاهل الوقائع التي فرضتها الثورة على الحياة السياسيةquot;.

ولم يكتف النظام الأسدي الباطش بمن قتل من سوريين وصحفيين دوليين؛ فراح يعتقل صحافيين آخرين من سوريا وتركيا وآخرهما الصحفي آدم أوزكوز، والمصور حميد جوشكون، وكأنه يحتفل علي طريقته القمعية بالعيد السنوي للصحافة العربية الذي يوافق السادس من هذا الشهر، والعيد العالمي لحرية الصحافة الذي وافق الثالث من ذات الشهر. فقال عضو مجلس الإدارة في هيئة الإغاثة الإنسانية حسين أورك : quot;إن وفدا من المنظمة زار الصحفيين في دمشق قبل خمسة أيام، مشيرا إلى أنهما quot;بقبضة النظامquot;، وأن هيئته تجري مفاوضات مع مسؤولين سوريين وإيرانيين لتأمين إطلاق سراحهما وعودتهما إلى البلاد.

وكان الصحفي آدم أوزكوز الذي يعمل في صحيفة ميلت والمصور حميد جوشكون فقدا في مارس الماضي بعدما عبرا الحدود التركية السورية لتغطية المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام والمعارك الدائرة في مناطق سورية قريبة بمحافظة إدلب قبل أن تسلمهما ميليشيات مؤيدة للأسد لجهاز استخباراته التي تؤكد التقارير تعرض جوشكون للتعذيب.

وكانت أنقرة دعت آلاف الأتراك لمغادرة سوريا بعد الحملة العنيفة التي شنتها القوات الموالية للأسد لقمع المظاهرات الشعبية المناهضة للنظام، وخلفت خلال أكثر من عام ما يربو على 11 ألف قتيل وفق منظمات حقوقية.

وفي سوريا نجد صحفيي مركز حرية التعبير والإعلام السوري مغيبون في السجن، فهؤلاء الشباب الذين يعتبرون الكلمة الحرة قيمة يجب الدفاع عنها، كانوا يعملون في ظروف خانقة من أجل دعم زملائهم الصحفيين وتوثيق الانتهاكات في حقهم على مدى سنوات.

مازن درويش، وهاني الزيتاني، وعبد الرحمن حمادة، وحسين غرير، ومنصور العمري، وجوان فرسو، وأيهم غزول، وبسام الأحمد، لا يزالون معتقلين وسط أنباء عن تدهور صحة مدير المركز مازن درويش الذي يعاني أصلا من مشاكل صحية، ازدادت بعد إضرابه عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقالهم السيئة.

وكان عناصر من المخابرات الجوية في الـ16 من فبراير الماضي قد اقتحموا مكتبهم في دمشق واعتقلوا من كان موجودا فيه وهم 16 شابا وشابة، إلا أنه أطلق سراح الشابات بعد يومين وبقي الشباب قيد الاعتقال.

ويبقي المسير السوري بين الدماء، ونحن لم نزل نتساءل إلي متي؟