في عام 1986، و بعد نية الزعيم الايراني مسعود رجوي بالذهاب الى العراق، وهو الامر الذي استبشر النظام الايراني به خيرا، لأنه تصور بأن ذلك سيساهم في تشويه صورة مجاهدي خلق أمام الشعب الايراني و يقضي تماما على شعبيتهم بين مختلف الاوساط، لم يکن يدر في خلد أحد بأن هناك أوساط أخرىquot;غير إيرانيةquot;، تحبذ و ترغب بعدم ذهاب المنظمة للعراق.
يقول زعيم المقاومة الايرانية في آخر خطاب له بمناسبة الإنذار الثامن الذي وجهته الحکومة العراقية لسکان أشرف، انه و عندما عقد العزم على التوجه للعراقquot;جاء ممثل الجامعة العربية و ممثل الجزائر الى مقرنا، وقالوا؛ العراق سئ جدا، العراق في حالة حرب و لاترتکبوا هذا الخطأquot;، ويستطرد رجوي بأنه و بعد مضي ساعات وquot;في الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل، رن جرس الهاتف و إذا به الممثل الشخصي لملك المغرب، فقلت له ماذا تريد منا في مثل هذا الوقت؟ قال: جلبت طائرة الى مطار إيفرو الذي بجانبکم، جلالة الملك يخصکم بالسلام و يقول شرفونا و إطمئنوا کل شئ سيتوفر لکم و للمجاهدين، فقلت؛ شکرا جزيلا لجلالة الملك، لکننا نريد التوجه للعراق، فقال: لکن العراق في حالة حرب! فقلت: لذلك أريد أن أذهب الى العراق.quot;.
الغريب و المثير في قضية مسألة ذهاب مسعود رجوي و منظمة مجاهدي خلق الى العراق، أن قضية ثنيه عن نيته هذه لم تتحدد بالعرب و الدول العربية فقط، وانما شملت دولا أوربية أيضا، حيث يسرد الزعيم الايراني مسعود رجوي اسرارا متعلقة بذلك عندما يقول: طلبت الحکومة الفرنسيةquot;عام 1986quot;، عن طريق أطراف و شخصيات مختلفة و دول متباينة، أن لانذهب للعراق لأنه في حالة حربquot;، و يبرر رجوي مسألة ذهابه و المنظمة الى العراق في ذلك الزمان الحساس و الخطير بقوله:quot;لکننا أنجزنا عملا خاصا بنا، ماذا کان الهدف؟ أن نوقد المشاعل على الجبال و في الوديان، هذا کان الهدف.quot;.
قطعا أن التدخل العربي و الفرنسي وغيره من أجل حث رجوي على عدم الذهاب الى العراق عام 1986، تطرح أکثر من سؤال و تثير الکثير من الفضول خصوصا عندما يکون الامر من جانب دولتين عربيتين معروفتين بعلاقتهما الحميمةquot;يومهاquot;بالنظام الملکي السابق و بعلاقتهماquot;الحميمةquot;بنظام حکم الرئيس الاسبق صدام حسين، في حين أن التدخل الفرنسي أيضاquot;في ذلك الوقتquot;، کان يطرح أکثر من علامة إستفهام و تعجب خلفه، إذ أن قرار ذهاب منظمة مجاهدي خلق، لم يکن قرارا إرتجاليا او إنفعاليا وانما کان يرتکز على أسس و مقومات مبدئية و عقلانية، و يکفي أن نشير الى أن رضوخ الخميني و قبوله بوقف إطلاق النارquot;على مضضquot;، قد جاء بعد عامين فقط من مجئ منظمة مجاهدي خلق الى العراق، والدور البارز الذي لعبوه في التخفيف من توجه شرائح الشعب الايراني المختلفة الى جبهات القتال على شکلquot;موجات بشريةquot;، کما أنهم ساهموا أيضا في کشف و فضح مخططات و أهداف النظام من وراء الاستمرار في الحرب خصوصا بعد أن إنسحب العراق من الاراضي الايرانية التي إحتلها الى الحدود الدولية، ولم يکن بمقدور أحد سوى منظمة مجاهدي خلق من إجبار الخميني على إجتراع کأس السم صاغرا و الموافقة على وقف إطلاق النار.
- آخر تحديث :
التعليقات