شهدت مدينة دمشق بتاريخ 29.04.2012 عدد من التفجيرات وعرضت مباشرة على القنوات التلفزيونية الناطقة باسم العصابة الأسدية، أسرع وكالة أنباء بالعالم حاضرة في المكان المخصص للتفجير قبل الانفجار!
بغض النظر عن هذه الملاحظة السريعة، إن تناول قضية التفجيرات التي تحدث في سورية بين الفينة والأخرى، وخاصة في مدينتي حلب ودمشق، سواء من قبل المجتمع الدولي أو من قبل حتى بعض المعارضة السورية، يحتاج منا إلى وقفة مع هذا النوع من التعاطي مع هذا الملف. المحير في الموضوع أننا أمام معضلة ناتجة إما عن عجز أو تواطئ لدى المجتمع الدولي أو ربما حسن نية لدى اطراف أخرى. بحيث أنهم في معالجاتهم ينسون أننا شعب يريد الانعتاق من نظام فاسد وطائفي وخسيس، والحرية معمدة بالدم باتت قريبة ومن حقنا كشعب رغم كل هذا المجهود المبذول دوليا لاستمرار القتل في سورية على يد هذه العصابة الأسدية. قضيتنا هي قضية كل شعوب الأرض، وهي قضية الحرية والعدل والكرامة، التي افتقدها المواطن السوري منذ مجيئ مؤسس العصابة الأسدية 1970 بعد أن قتل رفاق دربه في السجون السورية..هنا القضية الاساس، وهنا الطرف الذي يجب ألا يغيب في المعادلة السورية، وهو طرف الثورة منذ انطلاقها من حوران وحتى اللحظة، أما الطرف الآخر من المعادلة، فهو هذه العصابة الأسدية وكل من يدعم استمرارها بدء بإسرائيل وانتهاء ببعض معارضة فاسدة ومناورة وقليلة ضمير، بالطبع مرورا بروسيا والصين وإيران وعراق المالكي وحزب الله. لاأظن مطلقا أن في طرفي هذه المعادلة من لديه شك أن بطبيعة هذه العصابة وما تريده من القتل، حتى أعضاء العصابة انفسهم يعرفون أنهم فاسدون وأكثر خسة وبشاعة من أي مواطن سوري، لاأظن أن أي فرد من هذه العصابة لا يعرف أنه يستولي على أموال الدولة وأموال الناس بشكل غير شرعي. هذه حقائق بسيطة، فكيف يفكر العالم بأنه يجب أن نتحدث عن تفاصيل من قام بهذا التفجير أو ذاك؟ على افتراض أن هنالك جهات خارجية بدأت تلعب بالملف السوري خدمة للعصابة الحاكمة بشكل مباشر أو عن طريق وسيط يشبه تنظيم القاعدة أو جبهة نصرة الشام المخترعة حديثا، على طريقة اختراع العصابة الأسدية لأسماء تنظيمات وهمية تخرجت من مدرسة مخابراتها في دمشق أو عنجر في لبنان سابقا. وكل العالم يذكر قضية جند الشام وفتح الاسلام..الخ من التفريخات الاستخباراتية الأسدية لاستخدام ورقة الارهاب في ابتزاز العالم مستندا على الدعم الاسرائيلي غير المحدود له في المحافل الغربية. إن ما يحدث الآن وثلاثة اشهر مراقبين دوليين وكوفي عنان ونبيل العربي ومؤتمره عن المعارضة في القاهرة اواسط الشهر القادم، كل هذا مهل إسرائيلية للعصابة الأسدية. حتى يكتمل السيناريو كما قلنا سابقا في أكثر من مقال، أن روسيا وإسرائيل استطاعت أن تثبت أن هنالك طرفين مسلحين حتى قبل أن يتشكل الجيش الحر!! وحتى تبقى هذه الاسطوانة سارية المفعول، يجب تفعيلها دوما بتفجيرات ذات ايحاء ارهابي لدى الرأي العام الغربي والعالمي. الطريف بالموضوع أننا كمعارضة نسارع لكي نبرأ أنفسنا، كما يسارع الجيش الحر معتمدا على ذخيرته الوطنية إلى نفي مسؤوليته، رغم ان كوفي عنان نفسه ومعه السيد ناصر القدوة يعرفان طبيعة العصابة الأسدية وما يمكن ان تقوم به من اجل العودة بسورية إلى ما قبل 18 آذار2011. من يلاحظ مفارقة أضافية غابت عن الأدبيات مقولة تنحي الأسد التي اطلقتها واشنطن بعد شهرين من الثورة، يريدون سيناريو محبوك، لأن إسرائيل لاتريد لأمريكا أن تتدخل عسكريا، فليسقط الأسد لكن بعد تدمير سورية تماما، هذا هو السيناريو الإسرائيلي، لهذا العصابة الأسدية تعرف ذلك أيضا وتحاول بشتى الطرق أن تدمر سورية وتبقى في الحكم، والتواطؤ الدولي والعجز يعطيها وهما انها قادرة على تدمير سورية والبقاء بالسلطة. لهذا التفجيرات لها وظائف متعددة لدى عبقرية العائلة الأسدية!! تخويف الداخل والخارج من جهة ازاحة القضية السورية عن مطلب الحرية واشغال الرأي العام بحدث مستجد مفصول عن جوهر القضية وهو أننا شعب يريد التخلص من آل الأسد في حكم البلد..يريد حريته وكرامته خاصة بعد أن عمدها بدم ابناءه...اتركوا عظاتكم عن موضوع التفجيرات وفقط تبنوا موقف من يعلن عدم مسؤوليته سواء الجيش الحر أو أي جهة معارضة أخرى، ولا تتفصحنوا كثيرا على شعب يذبح منذ أكثر من أربعة عشر شهر. كما تفصحنتم منذ ايام على الثائر عبد الرزاق طلاس احتجاجا على اطلاق لحيته.
الجميع يعرف من يقوم بهذه التفجيرات بما فيهم المتفصحنين.
على فرض أن هنالك جهات معارضة في القاع الشعبي أو خلافه قامت بتفجير ما فهل تضحي بنفسها من اجل تفجيرات لاتحدث تأثيرا في قلب أجهزة العصابة الأسدية؟ كيف أجيبونا؟ لكي تحدث ثقبا في جدار المصرف المركزي!! أو تعيد تفجير نفس المنطقة مرتين وهي ليست منطقة خطرة على النظام، تحت جسر المتحلق الجنوبي الذي يمر بحي الميدان الدمشقي الثائر!
لنقل للعالم اننا نتفهم عجزكم وتواطؤ بعضكم لكننا أبدا لانتفهم أن تبقوا تصموا آذاننا بأن هنالك طرفين مسلحين، هنالك اولا شعب يريد حريته ويذبح تحت أعينكم..هذه هي المحصلة..كي تزيلوا مما تبقى في ضمائركم من احساس بالذنب!!
- آخر تحديث :
التعليقات