laquo;.. أدت الاحداث المأساوية التي وقعت في مخيم أشرف في الثامن من أبريل 2011 إلى مقتل العشرات من سكان المخيم وجرح مئات آخرين.. ولإيجاد حل سلمي دائم وقعت اليونامي (بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق) والحكومة العراقية مذكرة تفاهم في 25 ديسمبر 2011 وافقت فيها الحكومة العراقية على تأجيل المهلة المحددة من قبلها لإغلاق أشرف.. ومنذ فبراير 2012 وحتى الآن تم نقل حوالي 1200 شخص من سكان أشرف بشكل آمن إلى مكان ترانزيت (العبور) المؤقت في مخيم الحرية بالقرب من بغداد.. وتمركز مراقبو اليونامي هناك لمراقبة عمليات النقل ومراقبة الموقف في مخيم الحرية أيضا على مدار الساعة.. كما وان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قامت بتعيين فريق لها في مخيم الحرية ليقوم بدراسة البيانات و طلبات اللجوء.
إنني هنا اسعى لأؤكد وبشكل واضح وشفاف أن السكان وبالرغم من المشاكل الأولية التي واجهوها، قد أبدوا حسن نيتهم وتعاونهم طوال عملية النقل.. وإنني أدرك إن مغادرة المكان الذين عاشوا فيه لفترة عقدين من الزمن صعب جدا.. وإنني هنا لأشيد بالسكان وادعوهم لابداء حسن النوايا والاستمرار بروح من التعاونraquo;.
قد يظن القارئ غير المطلع أن ما جاء في الاسطر اعلاه نسج كاتب المقال، والحقيقة هي أنه أورد هذا الكلام على لسان مارتين كوبلر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورئيس بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق (اليونامي) في جلسة رسمية لمجلس الأمن وبحضور الاعضاء الـخمسة عشر بتاريخ العاشر من أبريل 2012.
وعندما اشرنا في نهاية الحلقة السابقة الى أن: rdquo;صمود مجاهدي خلق سكان اشرف جعل من قضية أشرف المشروعة قضية دولية وصلت إلى مجلس الأمن الدولي واجبرت الاطراف الرئيسية ليتقدموا المشهد إلى الأمام وليتحملوا مسئولياتهمrdquo;.. نعم عندما كنا نكتب تلك السطور لم نكن نعرف أنه سيكون هناك اجتماع آخر لمجلس الأمن وأنه في هذا الاجتماع الذي تشكل برئاسة المندوبة الآمريكية في المجلس سيدور الحديث حول rdquo;طريق طويل أمضوه السكانrdquo; ثم rdquo;الإشادة لابداء حسن نيتهم وتعاونهمrdquo; كما كنا لا نعرف أنه سيكون هناك حديثا عن المرونة الكبيرة التي ابدوها مجاهدو أشرف حيث بالرغم laquo;من أنه الصعب جدا عليهم مغادرة المكان الذي يعيشون فيه لفترة عقدين من الزمن ولكنهم غادروا اشرفrdquo; ليؤيدوا الحل السلمي.
والسيدة سوزان رايس المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة التي تترأس اجتماعات مجلس الأمن حاليا، تخرج فور انتهاء اجتماع المجلس وتطلع ممثلي وسائل الاعلام في مؤتمر صحفي على مجمل ما دار في الاجتماع وتقول: rdquo;طالب مارتين كوبلر رئيس بعثة مساعدة الأمم المتحدة في العراق (اليونامي) طالب العراق بالسعي لايجاد واحراز في حل سلمي وعملي حول مخيم أشرفrdquo;.
ويقول مارتين كوبلر في جانب آخر من التقرير نفسه الذي قدمه إلى مجلس الأمن: rdquo;وقع حادث في معسكر اشرف اثناء التحضير لنقل المجموعة الرابعة من السكان، حدثت مواجهة، ومراقبو الامم المتحده اشاروا الى أن الوضع قد عاد الآن الى الهدوء، هذا الحادث على اي حال عطل عملية النقل لـ لحظات لكن مراقبي الامم المتحده في هذه اللحظات متواجدون في معسكر أشرف، ويسرني ان اعلن ان 400 من السكان في المجموعة القادمة، سوف يتحركون فورا بمجرد اكتمال تحميل الآمتعه الشخصيةquot;..
الحادث الذي جرى الحديث عنه في مجلس الأمن هو انه اثناء تفتيش أمتعة المجموعة الرابعة من سكان أشرف لنقلهم الى مخيم rdquo;الحريةrdquo; هاجمت القوات القمعية العراقية المسماة بـ rdquo;سواتrdquo; عددا من السكان بالحجارة والعصي والقضبان الحديديه والهروات الكهربائيه، وانهالوا عليهم بالضرب المبرح، مما اسفر عن اصابة 29 شخصا بينهم عدد من النساء بجروح مختلفه من ضمنهم الدكتورة موجكان مهدوي التي اصيبت بكسر في ساقها.، وتم تسجيل ما جرى بشكل كامل من قبل مراقبي الأمم المتحدة.
وياتي هذا الهجوم المبيت والمخطط له في الذكرى السنوية لمجزرة الثامن من أبريل مشيرا ومبرهنا بوضوح الى ان هناك محاولة مشبوهة من قبل الحكومة العراقية لخلق مبرر وافتعال حادثة لعرقلة الحل السلمي.
وإلى المخيم المسمى بـ (ليبرتي)rdquo;الحريةrdquo;. تقول الاطراف الدولية من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية لمجاهدي خلق أنه صحيح أنكم غير راضين تماما عن الظروف في مخيم rdquo;الحريةrdquo; ويمكن التفاوض والتحاور حول ذلك بشكل مستمر، ولكنكم حصلتم على مكسب المراقبة الدائمة على مدار الساعة والاسبوع من قبل الأجهزة المختلفة التابعة للأمم المتحدة أضافة إلى أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين متمركزة بجانبكم وتقوم بتسجيلكم كلاجئين وقد حصلتم على موقع حقوقي جديد.
وبالرغم من حجم المؤامرات المحيطة بمجاهدو الشعب الإيراني فالنصر عندهم صناعة مشروعة بادوات اخلاقية وقانونية نقية.. وإلى الكونغرس الأمريكي لنستمع إلى كلام السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية ردا على اسئلة لنواب في الكونغرس الأمريكي حيث كانوا يسئلون: لماذا لم تخرج الخارجية الآمريكية بعد اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب بالرغم من قرار المحكمة الأمريكية القاضي بذلك، وترد السيدة كلينتون قائلة: laquo;إن تعاون مجاهدي خلق في نقل ناجح وسلمي من مخيم أشرف، المقر الرئيسي الشبه عسكري لمنظمة مجاهدي خلق، يعتبر عامل حاسم في اتخاذ القرار حول موقع مجاهدي خلق كمنظمة ارهابية خارجيةraquo;. صحيح، إن هذا الكلام في صلبه يؤكد أنه ومن وجهة النظر الحقوقية والقوانين القضائية وحتى في عالم السياسة أن ادخال اسم منظمة مجاهدي خلق في قائمة المنظمات الارهابية أمرٌ لم يكن له أساس منذ البداية وليس ذلك فحسب بل إن هذه التسمية محكومة بالالغاء والزوال.. ولكن ابقاء اسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في قائمة الإرهاب ولو لمدة ثانية واحدة اكثر سيكون لصالح النظام اللانساني الحاكم في إيران وسيكون سلاحا بيد هذا النظام وعملائه في العراق لقمع مجاهدي خلق.
وماذا يقول مجاهدو الشعب الإيراني؟ إنهم يقولون الحقيقة التي تتجسد ناصعة نقية للعيان يوما بعد يوم، و جميع هذه الأمور حصيلة الألم والمعانات والدماء والحملة الدولية للمقاومة نفسها ولمجاهدو الشعب الإيراني أنفسهم ومؤيديهم ومناصريهم في جميع أنحاء العالم، وعليه فإن أي من الاستدلالات التي تعرضها الولايات المتحدة الأمريكية أو اليونامي، لن تبرر تحويل مخيم الحرية إلى سجن ولن تبرر انتهاك المعايير الانسانية ومعايير حقوق الانسان.. وعلى هذا النحو المعركة مستمرة من معركة إلى أخرى.، وهنا يجب أن نؤكد وكما جاء في خمسة وأربعون نظرية حقوقية من قبل أبرز خبراء القانون والحقوقيين الدوليين، نعم يجب أن نؤكد ويجب أن يكون واضحا تماما أن مسئولية الولايات المتحدة الأمريكية التي نزعت الأسلحة الدفاعية لمجاهدو الشعب الإيراني في أشرف إزاء حمايتهم ووقعت مع كل فرد منهم على انفراد اتفاقية مفادها أنها ستؤمن وستضمن حمايتهم حتى المصير النهائي، نعم إن هذه المسئولية باقية على قوتها وتعهد الاطراف المتعاهدة وفق القانون.
عند اكتمال المتون الاخيرة من هذه السطور، دخلت الدفعة الرابعة من سكان أشرف مخيم rdquo;الحريةrdquo; ليصل عدد سكانه إلى 1600 شخص.. وحتى هذه اللحظة وبالرغم من معاناة الأشرفيين وآلامهم وتحملهم شتى انواع الصعوبات والشدائد وخاصة إستشهاد أحدهم وهو المهندس برديا أمير مستوفيان خلال نقل الدفعة الثالثة وجرح 29 منهم خلال نقل الوجبة الرابعة، وبفضل صمود مجاهدو الشعب الرائع، نعم حتى هذه اللحظة نجح الحل السلمي. رغم انه انتقال الى سجن ما يسمى بـ مخيم (ليبرتي)rdquo;الحريةrdquo;..، وأما طريق الحرية المليء بالاشواك طريق خاضه مجاهدو الشعب الإيراني بادراك ودراية ومدركون ان صناعة النصر مشروعهم الخاص وكم من نصر صنعوا.. وكم من ثمن باهض يتطلب لبناء الحرية وبلوغ الغايات وقد دفعوه ولازالوا يدفعون..ويقولون ان كانت هناك حرية في مخيم المسمى بـ rdquo;الحريةrdquo; فهي تلك التي يصنعونها ولا شيء سواها.. وللحديث صلة.
* خبير ستراتيجي إيراني
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات