تحدثنا في الحلقة السابقة عن سبعة مهلات لغلق أشرف وإبادة مجاهدي خلق أو إنهاء وجودهم في العراق ووعدنا أن نوضحها في هذه الحلقة. لم يمض أشهر على غزو العراق وما ان وصل الدور لأحد العناصر المعروفة بتبعيتها وولائها المطلق للنظام الإيراني ليترأس مجلس الحكم المؤقت في العراق، اعلن هذا المجلس اصالة و نيابةً عن النظام الحاكم في إيران وفي قرار غير شرعي في شهر ديسمبر عام (2003) بأنه سيطرد مجاهدي خلق من العراق في غضون ثلاثة أسابيع وسيصادر جميع ممتلكاتها! وفي المهلة المحددة الثانية اعلنت الحكومة العراقية الجديدة في 18 يوليو 2006 وفي اول موقف اتخذته اعلنت تحديد فترة ستة أشهر لإغلاق أشرف وإخراج مجاهدي خلق من العراق. وتحدثنا في الحلقات السابقة عن تأييد ثلاثة ملايين من شيعة العراق لـ مجاهدي خلق في بيان لهم في يونيو 2008. وكانت المهلة المحددة الثالثة بعد اعلان هذا التأييد واعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية في بيان له تضمن ستة بنود، اعلن اخراج مجاهدي خلق من العراق واغلاق أشرف وغيرها بشكل رسمي.. وكان النظام الإيراني قد اصابه الذعر والخوف من تأييد شيعة العراق لـ مجاهدي خلق ويدرك طغاة طهران ما معنى ثلاثة ملايين شيعي عراقي من ابناء الوسط والجنوب فقط انهم ثلاثة ملايين ناخب شيعي عراقي.. واعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية أن أية ارتباط مع مجاهدي خلق من قبل العراقيين وحتى الاجانب جريمة تستوجب الملاحقة القضائية.. وكانت المهلة الرابعة قد اعلنت في اليوم الأول من العام 2009 وهو اليوم الذي نقلت فيه القوات الأمريكية مهمة حماية مخيم أشرف منها إلى الحكومة العراقية وتم الإعلان بأن على مجاهدي خلق أن يتركوا العراق والعراق ليس مكانا لهم. وفي المهلة القمعية الخامسة التي اعلنها خامنئي الولي الفقيه في إيران طلب من الحكومة العراقية أن تنفذ الاتفاق الثنائي لطرد مجاهدي خلق.. وفي تصريحه بدا خامنئي متوترا وعلى عجلة من امره تسيطر عليه روح الشر الدموية العصبية بحيث لم يتمكن من اخفاء توتره والسيطرة على ذاته وانفعالاته فكشف المستور وفضح الحكومة العراقية على مرأى ومسمع الكون مخاطبا اياها بلغة التكليف مطالبا بالتعجيل بطرد مجاهدي خلق من العراق تعهدا من الحكومة العراقية وفق تعهد مبرم بين الطرفين.. وفي الاطار نفسه وبعد شهر واحد وفي 31 مارس عام 2009 صرح موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي آنذاك في القناة الفضائية العراقية الرسمية و بشكل سافر قائلا: خطوة بخطوة سنجعل وجودهم في العراق امرا لا يحتملوه وتحدث مطولا عن نوايا اجرامية بهذا الشأن من طهران وبغداد.. واليوم قد مضى ثلاثة اعوام على هذا الكلام وما قاله تم تنفيذه خطوة بخطوة ولكن الأشرفيون قد زادوا من حجم صمودهم وثباتهم على مبادئهم.، وكان صلب كلامه أن مجاهدو الشعب يمثلون خطرا للأمن القومي الإيراني!! دون أن يرد على هذا السؤال: ما علاقة الأمن الوطني الإيراني بك!؟ أيها المستشار.. وقال حرفيا وهذا نص كلامه: laquo;..ولكن بشكل تدريجي، احنا، يعني القوات الامنية العراقية ستدخل المعسكر، تعمل سيطرات تعمل دوريات، تعمل تفتيش، تعمل مداهمات، وبخطوات متقاعده نجعل وجودهم في العراق لا يمكن ان يحتملوه، وكلهم يتم نقلهم إلى غرب العراق لأنهم نريد نبعدهم عن الحدود الإيرانية لأن هؤلاء خطر على الامن الوطني الايرانيraquo;. ولم يسعى الربيعي أبدا الى إخفاء عمالته لنظام الملالي كان واضحا صريحا مباشرا بحيث تجد ان تصريحاته ادلة جرمية كاملة توقع اشد العقاب عليه بارتكابه جرائم ضد الانسانية لو تمت ملاحقته قضائيا. وجاءت المهلة المحددة السادسة بعد الهجوم الدامي في 28 و29 يونيو من قبل القوات المسلحة العراقية على سكان أشرف العزل حيث أن الإتفاق الثنائي مع النظام الإيراني كان يجب أن يدخل حيز التنفيذ حتى نهاية العام 2009 ولتنفيذ ذلك الاتفاق الاجرامي ارسلت حافلات نقل ركاب إلى أشرف يوم 15من ديسمبر العام نفسه لنقل سكان أشرف إلى أماكن أخرى على اساس الادعاء بان هناك قبول بالنقل من قبل بعضا او جزءا او كلا من السكان ولكن الحافلات عادت فارغة ووقع القول عليهم ووقع العار عليهم. والمهلة المحددة السابعة كانت المهلة الغير القانونية لإغلاق أشرف حتى نهاية العام 2011 وتم اعلانها غداة الهجوم الواسع للقوات المسلحة العراقية على أشرف وتحديدا يوم 12أبريل 2011 بامر وتوجيه من قبل رئيس الوزراء العراقي لتكون تغطية على الجرائم المروعة المرتكبة ضد الانسانية بحق سكان أشرف العزل.. وفي تلك الجرائم فضح قادة ايرانيين الامر بتحيتهم وشكرهم ومكافئتهم لمرتكبي الجرائم.. إذن ومن خلال ما اوردناه موجزا فالأشرفيون وفي حقيقة الأمر في غضون هذه الاعوام قد واجهوا وقاوموا سبع مهلات تضمنت من المصائب والويلات ما لا يخطر على تصور انسان في عالم اليوم وفي خضم تلك المعاناة ابرز الاشرفيون انصع صور الصمود والاقتدار في ملحمة اسطورية كبيرة جسدوها على ارض الواقع صورة حية ملموسة للعيان وحققوا الانتصار الذي اصروا ان يرافقهم على الدوام مهما كانت الظروف.. مهلات ودم وقتل وقتل وقتل وحصار ومنع لوسائل ادامة الحياة وقتل على اسرة المرض وترويع ومساس هذا ما واجهه ويواجهه مجاهدو الشعب الإيراني وكم من ثمن باهض ودامي قد دفعوا امام تلك المرحلة العصيبة وادامة لخمس عقود من التضحيات.، ولن يتوقف المسير عند هذا الحد فطريق الحرية مليء بالاشواك والاستعداد لدفع المزيد في اوجه وتستمر المسيرة الى الهدف والغاية المنشودين المشروعين.. وفي المخيم rdquo;الحريةrdquo; أيضا النهج هو ذلك النهج والرد هو ذات سيكسر الاشرفيين مجاهدو الشعب الايراني وسيزيلون باذن الله وفضله كل الموانع وسيفتحون الطريق إلى الأمام.. والمسيرة اليوم تمضي باختلاف كبير مقارنة بالمرحلة الماضية كلها.. فعلى سبيل المثال فيما مضى أي في هجومين دمويين في يوليو 2009 وابريل 2011، انسحبت الولايات المتحدة والامم بكل بساطة من الساحة وكانت الساحة بين معتدي ومعتدى عليه بين مجاهدي اشرف من جانب والديكتاتورية الإرهابية الحاكمة في إيران من جانب آخر.. أي كان هناك طرفان فقط في المعادلة.. وسمح الانسحاب للنظام الايراني ان يقتل عزل في اشرف لكن صمود مجاهدي اشرف وثباتهم وصبرهم والحملة الدولية الهائلة التي قام بها مؤيديهم في جميع أنحاء العالم جعلت من قضية أشرف قضية دولية وصلت إلى مجلس الأمن واجبرت الاطراف الرئيسية ليتقدموا المشهد إلى الأمام وليتحملوا مسئولياتهم وأصبحت الآن للمعادلة عدة أطراف.. وتختلف طبيعة الوضع اليوم في المسمى بـrdquo;الحريةrdquo;. الذي سيجعلونه حرية بايديهم وستصنع منه حلقات من الزهو والنصر وسنتحدث عن هذا الوضع المختلف في حلقة قادمة.. *خبير ستراتيجي إيراني
- آخر تحديث :
التعليقات