صدر القرار الأممي رقم 2042 عن مجلس الأمن، بخصوص دعم مهمة كوفي عنان بارسال مراقبين دوليين، القرار يكرس خيار العصابة الحاكمة، إما البقاء في السلطة أو الذهاب نحو حرب أهلية، لأن الجميع يعرف أن هذه العصابة ليست نظاما سياسيا، بل هي ثلة من الخسة والحقد والفساد والطائفية والزبائنية، مجلس الامن بما فيهم الروس يعرفون ذلك، لماذا إذا هذه الدول لم ترتق لموقف دولي حقيقي يتناسب مع تضحيات شعبنا السوري في ثورته السلمية؟ إن القرار الاممي هذا يعد رغم محاولة داعمي العصابة القاتلة إفراغه من مضمونه إلا أنه بقي ينص صراحة على مهلة لهذه العصابة من جهة، وعلى أن هذه العصابة لم تعد هي من تقرر مصير شعبنا، الذي اصبح طرفا فاعلا في تقرير مصير بلده. لكن القرار من جهة اخرى يحتاج فعلا لا قولا إلى قرار آخر ذكره الفرنسيون وهو إقامة ممرات إنسانية آمنة من جهة وتأمين حماية دولية لبعثة المراقبين تتيح لها حرية الحركة، وإلا فإن حركتهم ستكون كحركة بعثة الجامعة العربية السابقة! إضافة إلى أن صيغة القرار غامضة وعامة، فهي لاتحدد مثلا ما هي صلاحيات البعثة؟ وما تكوينها؟ ومن يختارها؟

وهل سيرافق تحركها وسائل إعلام حرة ومحايدة أم لا؟ إننا لانزال ندفع ثمن تمرير مجلس الأمن في نصوصه، لجملة الروس أن هنالك طرفين متقاتلين!! وهذا يعني مساواة شعب اعزل بعصابة مدججة بالاسلحة ودموية، لأن موضوعة عناصر الجيش الحر الذين ليسوا سوى أفرادا تجمعوا لكي يحموا انفسهم وشعبهم قدر امكانياتهم المتواضعة والتي لاتتعدى أسلحة خفيفة سرعان ماتنتهي ذخيرتها هذا من جهة ومن جهة أخرى يحاولون أن يبقوا على حياتهم المهددة من قبل هذه العصابة فيما لووقعت هذه العناصر بإيديهم. رغم كل هذا التواطؤ الدولي الذي تتزعمه روسيا بالصورة وإسرائيل في خلفيتها، والذي تجلى فيما تجلى بالاحتفاء بمباحثات استنبول مع حليف العصابة الحاكمة وأقصد إيران التي دخلت هذه المفاوضات برعاية تركية، واعلن عن نتائج ايجابية تم التوصل إليها،وبعد اجتماع إمريكي إيراني منفرد!!

هل يريدون منا أن نصدق أن النووي الإيراني هو ما يجمع هذه الاطراف في استنبول؟ إننا هنا أمام عقدة تبدو تآمرية في بنيتها إلا انها واضحة ولم يعد أحد في المنطقة بفضل ثورة شعبنا قادر على التلطي خلف أية جملة سياسية أو أخلاقية. فإذا كان الاسرائيليون يمنعون الغرب من اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد هذه العصابة، فإن شعبنا يقتل بفضل المساندة الإيرانية الروسية مباشرة لهذه العصابة. لايمكن عزل هذه المباحثات باستنبول عما يجري في سورية، حتى لو أردنا نحن ذلك، لأن النووي هو سياسيا محاولة فرض نفوذ وفرض وقائع سياسية، أليس الوقائع السياسية الإيرانية في جزء منها هي استمرار هذه العصابة الأسدية في قتل شعبنا؟ إن هذه المواقف التركية المتناقضة أيضا تجعل المرء يضع عشرات اشارات الاستفهام!! كيف تستقبل تركيا من ضرب حليفه الاساس أراضيها وقتل لاجئين سوريين على أراضيها دون أن يكون هنالك بحث لهذا الملف؟ ويظهر داوود أوغلو مبتسما وسعيدا مع نظيره الايراني!؟ هنالك ما هو مخيف عندما يتحدث بعض المراقبين أن القرار الاممي ساهم بتخفيف القتل في سورية، حيث وصل عدد الشهداء في اليوم الأول لصدور القرار إلى 25 شهيدا من المدنيين ومنهم اطفال بعمر الورد؟ أي تخفيف هذا؟

وهنا لابد لنا أن نسجل كلمة بسيطة عجيب أمر هذا العالم خاصة روسيا والصين والهند ألا يحق لشعبنا أن ينتخب ممثليه السياسيين كما هو في الهند مثلا؟ لماذا تناقش الامور بهذه الطريقة؟ وكأن المسألة في أقصاها بالنسبة لهم أن هنالك طرفين شرعيين العصابة القاتلة الدموية ومطالب الشعب، لهذا هم يدعون للحوار؟ أي حوار هذا؟ هل لو كان القاتل في الهند؟ كان يمكن ان يقبل الشعب الهندي بالحوار معه