لامقارنة بين الرئيس في العراق ماقبل ومابعد نيسان 2003 فالاول كان ديكتاتورا سرق حكم العراق عنوة وبغفلة من الزمن وحكم البلاد والعباد بنظرية الموت والاقصاء والطائفية والعنصرية وفي مثل هذه الايام قبل تسعة سنوات وعندما حانت ساعة اختبار الشعارات الرنانة بتحرير القدس والامة لاذ بحفرة حقيرة متفرغا هذه المرة لتسجيل خطابات رنانة لتحرير بغداد نفسها وليس القدس من خلال الخطابات وليس من خلال الافعال بعد ان سلم كل البلاد الى القوات الاجنبية.اما الرئيس الحالي فهو وببساطة متناهية رئيس عراقي منتخب وطنيا وبشكل ديمقراطي ودستوري وهو رمز كردي يختصر التنوع الفريد للامة العراقية.
واذا حشرنا بعض اخبار هذا الاسبوع في خانة الصدف، فستكون بالفعل صدفة مميزة ان يكون اهم مواضيع هذا الاسبوع العراقي تكاد تختصر بنواب للرئيس العراقي الساقط والرئيس الحالي السيد الطلباني، وهولاء النواب جمعتهم سمات عدة منها سمة quot; الهارب من وجه العدالة quot; فالدوري مطارد ومطلوب للقضاء العراقي ويشاركه الهاشمي بنفس التهمة، والاثنين يشتركون بصفة الشعارات القومجية الرنانة التي تفتقد الصدق حينما يحين وقت الجد والتطبيق، الهاشمي يعتقد في تصريحاته المستمرة ان العراق ليس بيد أهله طالما ان الشيعة في الحكم ومعهم الاكراد رغم ان الذي جاء بالاثنين هي صناديق الاقتراع وليس دبابات اخر الليل وبيان رقم واحد الذي أسس حكم الاقلية الطائفية على مدى عقود طويلة وظلامية في العراق. أطل علينا في هذه الايام الرفيق ابو احمد الدوري كما كان يحلو للصنم الساقط ان يطلق عليه في غابر الايام، ابو بائع الثلج كما يحلوا للعراقيين تسميته، لكن هذه المرة اطلالته انقلابية بكل معنى الكلمة فهو سرق رتبة المهيب الركن من الصنم الساقط وحتى قادسية صدام المزعومة غير تسميتها وبتقصد واضح الى قادسية العرب!
ومن باب اخر يرى ابو الثلج ان هدف المقاولة تلك التي تسمى المقاومة لن يكون القوات الامريكية بل ايران وايضا يرى ان دون ان يعلنها ان اسرائيل حبيبة لكن المصيبة ان الشيعة في حكم العراق وان بغداد تحولت الى قبلة الشيعة في العالم وحسب فلسفة quot; ثلجه quot; فان هذه الكارثة هي التي تؤخر تحرير القدس وليس غيرها و ومن نفاق صارخ اعدق بالمديح والشكر لبعض دول الخليج العربي التي كان يصفها ولعقود طويلة هو ونظامه الساقط بانها أنظمة عميلة! اما طارق الهاشمي فوقف في الدوحة والرياض ليعلن مااعلنه الدوري لكن بطريقته الخاصة وايضا لم يقصر باغداق الشكر والامتنان لداعميه وعمهم تركيا اوردغان العثماني.
وفات الرفيق ابو زياد ان ذلك لن يشفع له لان قرار القاء القبض عليه صادر من بغداد وليس من غيرها وان بيان الرئيس الطلباني حول خروجه من العراق دون موافقته جرده من اي صفة يدعيها بل ولصقت به صفت الهارب من وجه العدالة، وهذه سمة مشتركة اخرى للرفاق ابو احمد وابو زياد. ومع ذلك هناك نقطة خطيرة في الموضوع تشير الى تقارب جغرافي بين اختفاء الدوري ومكان لوذ الهاشمي الحالي في بعض دول الخليج، فلا مكان للصدفة ولامكان لحسن النية في التزامن بين تصريحات الاثنين وايضا بين تحركهم في جغرافية معينة دون غيرها خاصة بعد الهجمة المسعورة على حكومة السيد المالكي داخليا وخارجيا.
العراق بالف خير طالما ان الجسم العراقي بدأ يلفظ ويتخلص من كل الشوائب، وطالما ان الفرز بين الصفوف اصبح واضح وغير متداخل، العراق بالف خير لان اعدائه الخارجيين واضحين وضوح الشمس والعراق بالف خير لان اعداء الديمقراطية من داخل العملية السياسية بدات وجوههم تتكشف بشكل اكثر من مثير واقل من اي يكون بمستوى الخطر، لان الخطر الحقيقي ان يكون عدوك من داخل بيتك بيد يشاركك ثرواتك وبيده الاخرى يحمل خنجر غدر يحاول ان يغرسه في احشائك. العراق لايملك السلاح والطائرات والمدفعية والدبابات والصواريخ اللازمة لكنه مع ذلك لم يكن بهذه القوة الحالية منذ عقود طويلة والسبب جدا جوهري وبسيط التعريف quot; لان العراق عاد لاهله quot;، انها عودة ميمونة منذ نيسان 2003 وكل المصاعب والكوارث والعوائق التي توضع امام مسيرة العراق ستسقط وتتراجع بالدوري والهاشمي ومن معهم ومن يدعمهم من دول الخليج العربي او بغيرهم لان العراق اقوى مما يتصور البعض واكثر ارادة مما يعتقد البعض، لان هذا البعض يقيس الامور على عدد المليارات التي يملكها ونحن نقيس الامور على قدر الايمان بالحق والارادة الصلبة التي يفتقدها من وضع نفسه في خانة خصومنا.
التعليقات