من لايعرف المجاهدينquot;مجاهدي خلقquot;، سيتعجب لماذا أنهم و في أصعب الايام و أکثرها تأزما، يبارکون بعضهم البعض للتجارب الجديدة و يرحبون بقبول أصعب المهام. قالها زعيم المقاومة الايرانية مسعود رجوي في خطاب خاص له موجه لسکان أشرف في 17/مارس/2012، مقولة رجوي هذه مهمة جدا من أجل فهم و إستيعاب ما نحن بصدد طرحه في سلسلة المقالات هذه بمناسبة الذکرى السنوية الاولى لمجزرة الثامن من نيسان أبريل 2011، بل قد تکون بمثابة مفتاح بإمکانه فتح أبواب الکثير من الالغاز و الطلاسم المتعلقة بقضية معسکر أشرف و تداعياتها طوال الاعوام المنصرمة.
عندما وقعت جريمة قتل 36 و جرح أکثر من 300 من سکان أشرف في 8 نيسان أبريل عام 2011، کانت حکومة نوري المالکي و من خلفها النظام الديني المتطرف في إيران يتصورون بأن الاوضاع ستتغير و سيحدث ثمة تحول جذري غير متوقع في موقف سکان أشرف و بالتالي سيتم حسم و إغلاق معسکر أشرف و إنتهاء مشکلة طالما شغلت النظام الايراني و الحکومة العراقية.
جريمة 8 نيسان2011، والتي کانت في واقع الحال مذبحة و مجزرة بالغة القسوة و الوحشية تم إرتکابها بسابق قصد و إصرار من جانب حکومة نوري المالکي و بطلب خاص و مباشر من النظام الديني المتطرف في طهران، وکان الهدف الاساسي منها هو ترويع سکان أشرف و دفعهم لکي ينصاعوا لمطاليب الملالي و يستسلمواquot;للأمر الواقعquot;، هذه المذبحة التي تشکل وصمة عار أبدية في جبين حکومة نوري المالکي، تبين بوضوح أن نهج و اسلوب اللجوء الى العنف و القسوة من أجل إجبار الآخرين على تغيير أفکارهم و قناعاتهم، کان و لازال هو الخيار المفضل و الاجدى لدى نوري المالکي و حلفائه من ملالي إيران، خيار العنف و القسوة التي سبق لنظام الشاه وان جربها بکل ماکان لديه من إمکانية و طاقة و وصلت الى حد قتل و إعدام قادة منظمة مجاهدي خلق ظنا منه بأن الساحة ستترك له لوحده و لن يسمع بعد اليوم بأمر يتعلق بمنظمة مجاهدي خلق، لکن المنظمة عادت من جديد و نهضت من تحت رکام سطوة و عنف النظام الشاهنشاهي الفظ لتقف من جديد بوجه دکتاتورية الشاه و تطالب بحرية الشعب الايراني.
مجزرة 8 نيسان 2011، لم تکن مجرد حادثة عادية وانما کانت مفترقا و فيصلا بين مرحلتين تأريخيتين مهمتين من الکفاح المرير الذي خاضته و تخوضه المنظمة من أجل الحرية و الديمقراطية للشعب الايراني، وان التمعن في مرحلة ماقبل و مابعد تلك المجزرة تؤکد بجلاء أن ثمة إنعطافة إستثنائية قد حدث في شکل و مضمون النضال التحرري للمنظمة و برزت حقائق و نتائج جديدة على السطح لصالح الشعب الايراني و مقاومته الوطنية التي کانت طليعتها دائما منظمة مجاهدي خلق.
سقوط نظام الشاه و إلتفاف الخميني و زمرته من رجال الدين المتعطشين للسلطة على الثورة الايرانية و مصادرتها، جعلتهم و منذ اللحظة الاولى خصما و نقيضا لمنظمة مجاهدي خلق ولم تجدي کل محاولات الخميني و زبانيته من أجل إحتواء المنظمة و التأثير على مواقفها المبدأية بخصوص الثورة الايرانية، خصوصا عندما طرح الخميني نظام ولاية الفقيه و جعله مرتکزا و اساسا للنظام الذي سيخلف نظام الشاه، حيث رفضت منظمة مجاهدي خلق و بشدة ذلك النظام و لم تقبل به مما أدى الى حصول مواجهة استثنائية بين النظام و بين المنظمة لم يتمکن النظام من حسمها لحد يومنا هذا على الرغم من أنه قد قام بتوظيف کافة إمکانياته من أجل ذلك.
آية الله المنتظري (نائب الخميني في بداية تأسيس نظام ولاية الفقيه و أحد أبرز رجالاته) لم يکن بإمکانه إستساغة و قبول ذلك العنف المفرط المستخدم بحق منظمة مجاهدي خلق و لذلك فقد طلب من الخميني عدم التمادي في ذلك مذکرا إياه بأن منظمة مجاهدي خلق مدرسة فکرية و ان الفکر لايفنى بإستخدام القوة وانما ينمو، وعلى الرغم من أن النظام الديني قد سلك کافة السبل المتاحة المشروعة او غير المشروعة من أجل القضاء على المنظمة مثلما تمکن من القضاء على العديد من القوى و الشخصيات السياسية و الفکرية و الدينية الاخرى المعارضة لنظام ولاية الفقيه، لکنه مع ذلك لم يرعوي و لم يستسلم للأمر الواقع وانما ظل مواظبا على الاستمرار في إستخدام منتهى العنف و القسوة ضد المنظمة، وبعد سقوط النظام العراقي السابق و إستشراء نفوذ النظام الايراني في العراق، فقد وضع على رأس اولوياته في العراق إغلاق معسکر أشرف و القضاء على سکانه، وقد وضع مخططا خاصا من أجل الوصول الى الهدف بتنسيق و مشارکة اطراف سياسية تابعة او خاضعة له في العراق، وبدأ النظام الايراني بتفعيل مخططه هذا منذ أيام مجلس الحکم في بداية الاحتلال الامريکي للعراق، وللحديث صلة.
- آخر تحديث :
التعليقات