عندما يتحقق الأمر في غالبية الرقع الجغرافية ولا يتحقق في رقعة صغيرة ومهمة يتوجب على من يدعون القيام بحماية هذه الرقعة الاعتراف بأن هناك اخطاء وقعت بقصد او بدون قصد ولا بدا من إيجاد مخرج واقعي وبرضا جميع المكونات في هذه الرقعة الصغيرة.

كما هو معلوم بأن انتخابات مجالس المحافظات قد جرت في كل أنحاء العراق ولم تجر في محافظة كركوك نظرا للحساسية الكبيرة ولمختلف الاسباب والتي تحملها هذه المحافظة نتيجة السياسات الخاطئة والتي ارتكبتها الأنظمة السابقة تجاهها.

وفي هذا السياق فقد صوت مجلس النواب العراقي في دورتها الماضية على المادة 23 من قانون الانتخابات المحلية وخاصة بكركوك والتي نصت على تشكيل لجنة من نواب المحافظة لزيارتها واللقاء مع المسؤولين وكان عملها بدرجة الأساس هو مراجعة سجل الناخبين الذي أصبح هذا الأمر سببا في تعطيل عمل اللجنة التي انتهت مهامها بعد انتهاء السقف الزمني المحدد لها في المادة.

الفترة ماضية شهدت تحركات واسعة النطاق قامت بها هيئة الأمم المتحدة وتحديدا المبعوث الخاص إلى العراق الالماني مارتن كوبلر بعدما حث مسوؤلون محليون في المحافظة الأمم المتحدة بضرورة توسيع نشاطها ومكاتبها في كركوك والاستفادة من خبراتها في هذه الأزمة التي تمنع تطوير المشهد السياسي في البلاد.

فقد قام كوبلر بعدة زيارات إلى كركوك والتقى خلالها بجميع المكونات الممثلة بالحكومة المحلية وبحث معهم سبل إيجاد الحل الذي يرضي جميع المكونات ومن خلاله يتم فتح الطريق أمام إجراء الانتخابات المحافظة.

وحسب المصادر التي حضرت اللقاءات تؤكد بأن محاور اللقاءات تركزت حول الكثير من الأفكار والمقترحات للخروج بحل يتفق عليه المكونات الأساسية في المحافظة ولم تستبعد هذه المصادر مناقشة نظام quot;الكوتاquot; في حال عدم وجود أطروحات تنال ثقة الجميع.

لكن الأمم المتحدة هي منظمة استشارية وليست منظمة تلزم الجهات بقراراتها وظيفتها تقوم بأعداد المناخ المناسب لجلوس المختلفين حول مائدة الحوار والنقاش وليس بالضرورة أن تنجح محاولاتها.

الأطراف السياسية في المحافظة هم المعنيون في حل هذه الأزمة ويقع على عاتقهم الكثير من المهام والخطوات عبر الابتعاد عن فرض واقع الحال كما حصل في السابق مما أدى الفشل الذريع في تطوير العملية السياسية في كركوك والاعتراف بوجود اخطاء قبل وبعد 2003 ومن ثم هذه هي احدى أهم الركائز الأساسية وفي تعجيل سيرعجلة المجريات السياسية وبالتالي فأن الإرادة السياسية والقناعة بحتمية مشاركة الجميع في السلطة الحقيقية هي السبيل الوحيد لكي تعيش كركوك عرس الانتخابات المحلية وعكس ذلك فأن الأمور فقد تصعب أكثر وهذا ما لا نتمناه بعد التطوير في الناحية الخدمية والتي شهدتها المحافظة في الآونة الأخيرة.