بعد نقل ثلاث دفعات من سكان أشرف لحد الآن إلى مخيم rdquo;الحريةrdquo; وفي سطورنا هذه نذهب قليلا معا وبعمق وبتجرد وبغض النظر عن المستجدات لنتعرف على صلب الازمة فيما يتعلق بأشرف وليبرتي أو حقيقة الأمر فيما يتعلق بالمقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق.؟

في هذه الأيام تقترب دورة الايام من عقد كامل قد مضى على تعرض معسكرات مجاهدي خلق في العراق الى قصف جوي ثقيل أثناء غزو العراق خلافا للقوانين الدولية.. وهذا قد حدث في حين كانت المقاومة الإيرانية قد ابلغت الإدارة الآمريكية والحكومة البريطانية ودول أخرى عضوة في الائتلاف الدولي رسميا بأنها ليست طرفا في هذه الحرب.. كما أنها قد ارسلت إليهم مواصفات وإحداثيات مقراتها في العراق.. وكان هذا القصف الثقيل الذي استمرت لعدة أيام حصيلة مساومة وسياسة استرضاء مشينة بين دول غربية وبين النظام الإيراني.. وفي الحقيقة عندما تم تقديم طلب للملالي بأن يستخدم المجال الجوي الإيراني لقصف العراق، قد اشترطوا قصف مقرات مجاهدي خلق، كشرط للموافقة على الاستفادة من المجال الجوي الإيراني، وفي نهاية الأمر وقبل بدء حرب الخليج عام 2003 بيوم أو يومين أبلغ جاك استراو وزير الخارجية البريطاني في حينها كمال خرازي وزير خارجية الديكتاتورية الحاكمة في إيران آنذاك بأن مراكز مجاهدي خلق في العراق ستعتبر laquo;اهداف معاديةraquo; وسيتم قصفها. وأدت عمليات القصف الجوي هذه من قبل قوات الإئتلاف إلى مقتل وجرح حوالي 100 من مجاهدي خلق..وبالامكان ان نبدأ من هنا.ژ ودخل سكان أشرف منذ ذلك اليوم في مرحلة جديدة.

مجاهدي خلق (مجاهدو الشعب الإيراني) وفي نضال دؤوب منذ 47 سنة كان قد بدأ في ستينيات القرن الميلادي الماضي، كانوا قد جربوا تغيير المرحلة لعدة مرات.، وفي حينها لم تكن مرت سوى ستة اعوام فقط على تأسيس المنظمة في عام 1965 حيث تم اعتقال جميع كوادر المنظمة تقريبا في سبتمبر عام 1971.، وكان نظام الشاه يعتقد تلك الأيام أن مجاهدي خلق قد انتهت.، ولكن النضال استمر داخل السجون.، وبعد اسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي، تم تغيير المرحلة أيضا قود رأى مجاهدو الشعب كم كان مدى شعبية المنظمة واسعا في صفوف المواطنين الإيرانيين بحيث لم يستطع الخميني تحملهم اكثر من عامين ونيف وأمر باطلاق الرصاص الحي المباشر على مظاهرات 500 ألف من أهالي طهران يوم 20 يونيو 1981 تأييدا لمجاهدي خلق ومنذ ذلك اليوم كان على مجاهدو الشعب الإيراني دفع ثمن النضال في درب الحرية بشكل يومي وباعدام مئات منهم أو استشهادهم تحت التعذيب في السجون.

واليوم نرى وبكل عز وسرور هبوب نسيم الربيع العربي أو عاصفة ربيع الشرق كله.. وهذه العاصفة قد بدأت قبل 34 عاما بالثورة الإيرانية ثورة الشعب الايراني وقواه الوطنية وليست ثورة مدعي الدين الذين لم تكن لديهم ثورة فقد كانوا يخاطبون الشاه بصيغة ولي النعم وما حدث انهم كانوا متسلقة نشيطة قفزت قفزا على الثورة.. فاذا راينا اليوم وسمعنا صرخة الجيش السوري الحر وكنا نسمع بالامس صرخة جيش التحرير الوطني الليبي فاننا نضيف ذلك الى مسيرة نضال تحرر وثورة وارادة بشر عادلة حيث كانت مجاهدي خلق قد رفعت العلم ذاته علم التحرر قبل 30 أو 25 عاما.. علم الحرية النقية واختبار الصمود أمام شتى انواع الشدائد والصعوبات والأزمات والمؤامرات والابتلاءات والغدر وقد فاز مجاهدو الشعب وصمدوا وصبروا وسيصمدون ويصبرون ومن صبر ظفر وسيفوزون في المستقل أيضا كما كان فوزهم على الدوام.. ومن يقم بدراسة العقود الأخيرة للقرن الميلادي الماضي خاصة فيما يتعلق بإيران سيعرف أن حجم الجرائم التي ارتكبت في هذه الاعوام في إيران كانت اكبر بكثير مما حدث ويحدث في العامين الماضيين في ليبيا ومصر أو تونس واليمن.

وفي تصريح منصف له قال الجنرال ديفيد ديتولا (مساعد هئة اركان الاستخبارات في القوة الجوية الأمريكية عامي 2005 و2006) قبل شهر laquo;إن المعارضة الإيرانية تمكنت من تحمل مستوى من القمع الذي لم يسبق له مثيل في العصر الحديثraquo;.، واليوم يقف العالم وقفة الاحترام والإجلال أمام الشعب السوري البطل بتقديمه يوميا خمسين أو ستين أو سبعين أو مائة شهيدا.، واليوم نعيش عصر الاتصالات وقد يصل خبر استشهاد شخص واحد في غضون ثواني أو دقائق إلى جميع أنجاء العالم ولكنه وفي هذه السنوات أي منذ صيف عام 1981 وبشهادة شهود عيان يعيش عدد منهم حاليا في مخيم rdquo;الحريةrdquo;، كان الخميني يقتل يوميا في السجون الإيرانية ابرياء من 400 إلى 500 شخص من اعضاء ومؤيدي مجاهدي خلق.. وهناك احياءا شهود عيان من الذين عدوا طلقات الرحمة التي اطلقت على ضحايا ابرياء على يد الخميني ووصل عدهم هذا الى عدد 460 طلقة رحمة في ليلة واحدة.، وفي حر الصيف من عام 1988 عندما قام الملالي المجرمين باعدام الثلاثين ألف المتبقين من اولئك الذين كانوا قد حكموا في محاكم هزلية بالسجن وكانوا يمضون فترة حكمهم في السجون، نعم كانوا محكومين سابقين يمضون فترة حكمهم ويحاكمون مرة ثانية على نفس التهمة وفي هذه المرة لا تتجاوز المحكمة ثواني والسؤال كان: هل انت مجاهد؟ واذا كان الرد ايجابيا يتم اعدام السجين.، ووصل عدد الاعدامات السياسية في تلك الاعوام إلى 150 ألفا ولكن هذه الاعدامات لم تتمكن من كسر ظهر مجاهدو الشعب الإيراني وفي كل مرة وبفضل صمودهم وثباتهم على مبادئهم وحقوق شعبهم، كانوا يخرجون مرفوعي الرأس واكثر مجدا وجلالة من سابقها.

وعليه فان المرحلة قد تغيرت استنادا لتلك الظروف التي ذكرناها، لكن النضال والقتال من أجل الحرية من قبل مجاهدي خلق قد شهد شوطا كبيرا ونهوضا نوعيا في كل مرة.. واليوم والآن أيضا تستمر المسيرة فالأشرفيون ومجاهدو الشعب وفي طريق نضالهم الطويل الذي قطعوه ماضين فيه للنضال من أجل حرية شعبهم المكبل وبعد عشرة أعوام حملوهم فيها سوء ظروف غزو العراق في حين لم يكونوا طرفا في هذه الحرب واستغلال نظام الملالي لظروف الغزو ليغتنم الفرصة ليقتل معارضوه الاشداء بايدي جاك استرو وبايدي عراقية من يوم الغزو حتى ساعتنا التي نحن فيها.، وقد تحملوا شتى انواع الشدائد والألام والمعانات وبشكل خاص في السنوات الثلاثة الأخيرة وتعرضهم للهجمات الوحشية من قبل أيادي نظام الإيراني حيث شرحنا في الحلقة السابقة احدى من هذه الهجمات وتركنا شرح الهجمات الأخرى لحلقات قادمة، نعم أليوم وبعد عشرة اعوام من الصمود والمقاومة أمام شتى انواع المؤامرات هم اليوم يدخلون مرحلة جديدة.

اعتقد الشاه محمد رضا بهلوي في يوم من عام 1971 أن أمر مجاهدو الشعب سينتهي باعتقال جميع كوادر المنظمة وفي يوم آخر كان الخميني في عام 1981 يعتقد أن أمرهم سينتهي باعدامهم وقمعهم وتعذيبهم، وقد اعتقد الخميني نفسه في عام 1988 أنه لن يبقى اثرا من مجاهدو الشعب بعد اعدام 30 ألفا من السجناء العزل منهم وانقرض الخميني وبقي مجاهدو خلق يكملون المسيرة من شهيد الى شهيد ومن صابر الى صابر مؤمنين محتسبين.. وإستمرت الإبتلاءات حتى قصف جميع مقرات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في العراق في عام 2003 وكانت الديكتاتورية الدينية في إيران تحلم بنهاية مجاهدي خلق ولكن الآن وعند بداية العام العاشر من صمود الأشرفيين، النظام الحاكم في إيران، وبالرغم من أنه يتظاهر بخلاف ذلك، الا انه يعترف في قرارة نفسه ويعرف أن مجاهدو الشعب لن ينتهوا ويخشى من نهايته على يد الشعب الإيراني.. و نحن لا نعرف كم وإلى متى ستطول عملية نقل 3285 من مجاهدي أشرف إلى المخيم المسمى بـ (الحرية).، وقد تم نقل 1200 منهم حتى الان وسبق أن شرحنا جوانب من الظروف اللاإنسانية من هذا النقل القسري وسنشرح جوانب أخرى أيضا..، أما المهم الاشارة اليه هو أن فترة ومرحلة جديدة قد بدأت في صفحات نضال الأشرفيين وتحديهم.

إن المجاهد مجاهد في جميع أحواله، مجاهد من أجل الحرية، من سجن إيفين بطهران، وإلى مخيم أشرف والآن في مخيم rdquo;الحريةrdquo;. وهو مناضل في سبيل الحرية مجاهد في سبيل الله وجزء من جيش الشعب الإيراني الكبير، يقف صامدا مقاوما ماجدا شامخا مفتخرا متماسكا بمبادئه في أية ظروف وفي أي مكان أو زمان.، وسيذهب العدو اللاإنساني مع حلمه حلم إبادة مجاهدي خلق إلى قبره.، وما النقل إلى مخيم rdquo;الحريةrdquo; إلا نقطة في خط طويل ومسيرة النضال من أجل الحرية ونقطة انعطاف ومنعطف لتغيير المرحلة.. وهنا rdquo;الحريةrdquo; الحرية التي نعنيها ونبنيها نقطة بنقطة وبطهر دم الشهداء وانين الابرياء تحت ظلم الجلادين...، صحيح هناك من يمنعون الحياة ويقتلون النفس البشرية.. ولكن الأشرفيون قد دخلوا مرحلة جديدة وسنتحدث عن هذه المرحلة وتداعياتها في حلقة قادمة باذن الله تعالى..

* خبير ستراتيجي إيراني
[email protected]