من أهم مكتسبات الثورة أنها رفعت قامات وأخفضت قامات. أظهرت للعلن قوى الشعب الثورية.. وأيضاُ أخرجت من الجحور قوى الظلام!!

سيأتي من يقول هل هذه تحسب من حسنات الثورة؟ نعم هذه من أفضل حسنات الثورة لأنها وضعت هذه القوى على المحك بعد أن كانت تتعلل بأنها مغلولة اليد وأن مايحول بينها وبين تحقيق حلم (إرساء دعائم الدولة الإسلامية) هو النظام البائد.. والآن بعد أن سرقوا الثورة من شبابها ظهرت نواياهم و شخصيتهم الحقيقية... وتأكد العالم أجمع أن حلمهم الحقيقي هو السطو على الدولة وليس إرساء دعائمها. ورأى العالم أيضاً كيف يستحلون الحرام ويخالفون (الشرع) الذي صدعونا بالشعارات المؤكدة على عدم مخالفته!!

فهل الكذب والنفاق والادعاء على الناس بالباطل والتزوير لا يخالف شرع الله..؟ لقد تهاوت أصنامهم الواحد تلو الآخر في مشاهد أقرب إلى الكوميديا.. لكنها كوميديا سوداء..أولهم كذب كذبته المشينة وادعى على الناس بالباطل ومثل دوره الهزلي في قصة التعدي عليه.. وأخزاه الله قبل أن تمر ساعات على ادعائه الكاذب.. فالله وحده يعلم كم عدد المشتبه بهم الأبرياء الذين كانت ستطالهم يد الأمن وتنكل بهم على خلفية هذه الكذبة..

وأصبح هو وأنفه مادة للسخرية. وثانيهم لم تردعه هتافات مريديه ومحبيه ولا صوره المعلقة على المساجد عن التغرير بالشعب والحكومة معاً.. واستحل لنفسه الكذب والتزوير بل الأنكى من ذلك هو خطبته في المسجد والتي أصر فيها على كذبته وتزويره.. ليصبح هو الآخر.. مادة للسخرية ولنكات الشباب على المواقع الأليكترونية... أما ثالثة الأثافي فهو هذا المتشدق بالوطنية..

وكأنه المواطن الوحيد الذي يمسك بزمامهما.. والذي دوت صرخاته في المجلس منذ أيام لتلصق بالشرفاء تهمة الخيانة والعمالة.. فإذا بالعدالة الإلهية تفضحه على يد المذيعة التي طالتها تهمه الجائرة لكنها أبت على نفسها قبول الرشوة التي عرضها عليها... ولكن المفاجاة التي تعد من العيار الثقيل (وهي مفاجاة على المغرر بهم فقط من البسطاء) هذا المرشد الذي يخرج للناس بوعد ويخلفه في اليوم الذي يليه..

ويقدم للشعب رئيساً يبدو كلعبة في يد المرشد.. فعلى الأقل العلاقة بين نظيريه (المرشد الإيراني ونجاد) وإن كانت معروفة لكنها ليست بهذه الفجاجة..فالأيام هى التي أوضحت حدود هذه العلاقة..

لكن هذه الجماعات والتكتلات التي صبرت ثمانين عاماً تحت الارض لم تستطع صبراً فأظهرت وجهها القبيح في أيام معدودة. يقال أننا إذا أردنا اصطياد العقرب فلابد من إشعال النارفي جحره.. عندها سيخرج من تلقاء نفسه.. والنيران هنا كانت نيران السلطة وشهوتها.. فهي التي أخرجت العقرب من جحره.

Medhat-klada.com