تقوم مصممة أزياء ألمانية سابقةببناء مدارس ومنازل في غواتيمالا من قناني البلاستك.

نهى أحمد من سان خوسيه: تفخر الالمانية سوزان هايسي مصممة الازياء سابقة وتحولت الى مهندسة المعمارية وتسكن في غواتيمالا منذ عشرين عاما، تفخر بما تقوم به من انجازات معمارية في بعض القرى في هذا البلد الفقير ويقع في اميريكا الوسطى، وتصفها بانها تشكلا حلا لمشكلة كبيرة جدا وهي التلوث البيئي، لانها تحول النفايات الى مواد بناء، بينما يصف سكان القرى هناك اعمالها بالتحف الفنية. والامر هنا يتعلق ببيوت ومدارس تبنيها هذه الالمانية من قناني البلاستيك التي تحولت الى مشكلة بيئية في كل انحاء اميريكا اللاتينية، وقتلت في البحار الكثير من انواع الاسماك، لانها تعتقد ان هذه القطع البلاستيكية طعاما فتأكلها وتختنق.

وفي كل مرة ياتي اليها الزوار لرؤية ما تقوم به يجدونها وسط تلال من قناني البلاستيكية يساعدها اطفال ورجال ونساء، وتبدو مسرورة جدا لعملها.
وتقول سوزان التي تعيش في منطقة اتيلان الساحلية في غواتيمالا وتبذل جهدها من اجل حماية البيئة واطلقت على جمعيتها اسم بورا فيدا اتيلان، تقول منذ عشرة اعوام بدأت مهمتي، بعد ان رأيت ان النفايات من اكبر المشاكل في البلدان النامية، فهو تعكس اللامسؤولية للبلدان الصناعية والاخطاء التي تتضمنها القوانين التي تضعها الحكومات، وانعدام الوعي لدى عامة الشعب، لكن ايضا عدم توفر المساعدة لهم من اجل التخلص من النفايات المضرة. في السابق كانت توجد انواع محددة من الاكياس واللفائف الورقية من اجل حزم وتغليف المشتريات، لكن اليوم لا توجد سوى اكياس بلاستيكية التي تسبب كوارث بيئية.

وتعتبر سوزان من القلائل الذي اعطوا لتسميةquot; تدوير النفايات quot; اهمية ليس فقط من ناحية التخلص منها بشكل لا يلحق الضرر بالبيئة، بل ايضا من اجل الاستفادة منها، لذا تقول الحاجة ام الاختراع، لقد وضعنا حجر الاساس لبناء بيئي من كل ما يرميه الانسان، واليوم هناك بيوت صغيرة بنيت من القناني البلاستيكية يسكنها اناس كانوا بحاجة الى سكن، وتكلفتها كانت دراهم قليلة.

وتضع سوزان كل خبرتها التي كسبتها في المانيا من اجل بناء مساكن جدرانها من القناني البلاستيكية التي تعبأ بالرمل او مواد اخرى عازلة من الطبيعة لتكون بمثابة الطوب، وبخلطة من الطين تثبت القنينة الى جانب الاخرى، ثم تضغط عليها بقضبان، كي تضمن عدم وجود فراغات، وهكذا الى ان يصبح هناك جدران كاملا من الخارج. وتطبق نفس الشيء على جدران التقسيمات الداخلية، ثم تبنى السقف من لوائح خشبية مدعومة بالواح بنيت بنفس الطريقة، تاركة مكانا للنوافذ والابواب التي تصنع من خشب الاشجار في الغابات.

وحسب قولها قبل الاف السنين بنى الانسان مسكنه من مواد من الطبيعة، لكنه حدث تحول واصبح يستورد المرمر من ايطاليا والسقوف الاردوازية من النرويج والباطون من اليابان، وما اقوم به هو العودة الى الطبيعة.

ولقد باشرت منذ بضعة اشهر ببناء مدرسة من طابق واحد بعد ان جمعت من المدن الكبيرة في غواتيمالا وحتى القرى 40 الف قنينة بلاستيك، وسوف تطلق على المدرسة اسم بيت بورا فيدا، ومع ان البناء يبدو بسيطا الا انه يتطلب التركيز والخبرة، لان الجدران الخارجية من القنانية والطين سوف تتشابك مع الواح خشبية لكي تكون اكثر ثباتا وسوف تستعين بانواع اخرى من النفايات التي يمكن تدويرها مثل الكرتون والاسلاك الحديدية وبقايا اجهزة التلفزيون.

وقبل غواتيمالا بنت سوزان بعض البيوت الصغيرة من القناني البلاستيكية في قرى ببوليفيا ونيكاراغوا والبيرو والمكسيك والسلفادور.