ستة مواقع بترولية في خليج جمشة في البحر الأحمر تشهد للمرة الخامسة تسربا بتروليا من أقدم آبار البترول المصرية ما يمثل تهديدًا للبيئة البحرية خاصة في ظل وجود محميات قريبة من هذا الموقع.

فتحي الشيخ من القاهرة: شهدت منطقة خليج جمشة بالبحر الأحمر في مصر، تسربًا بتروليًا في ستة من أبار البترول، بعضها في البر والآخر في منطقة المد والجزر، وذلك بالقرب من أحد آبار البترول القديمة التابعة لامتياز الحفر والتنقيب لأحد شركات البترول الوطنية، وامتد تدفق الزيت الخام الخفيف إلى شاطئ البحر الأحمر، وذلك للمرة السادسة خلال خمسة شهور، حيث شهدت المنطقة سابقا 5 حالات تسرب بترولي من الموقع نفسه، وتم تغريم الشركة 3 ملايين جنيه، تعويضا عن الأضرار التي لحقت بالبيئة البحرية نتيجة التسرب، وشهد التسرب الأخير انبعاث كميات كبيرة من الغازات السامة المصاحبة للتدفق البترولي.

تكرر حوادث التسرب البترولي في منطقة خليج جمشة أثار جمعيات حماية البيئة، واتهم عدد من الناشطين في مجال البيئة والمحميات الطبيعية، الشركة العامة للبترول، المالكة للآبار في تلك المنطقة بالتقاعس عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء مشكلة التسرب البترولي من باطن الأرض، واستمرار تدفق الزيت الخام لعدة أشهر، دون إجراء مسح جيوفيزيقي للمنطقة، لاستكشاف حجم الاحتياطي من البترول الخام بمنطقة التسرب، وهو ما علق عليه مدير البيئة والسلامة المهنية بشركة البترول حسن عبد السلام قائلا: إن الشركة ستحفر 3 آبار بترول بمنطقة جمشة لإنهاء مشكلة التدفق الطبيعي للزيت الخام من باطن الأرض، وتم الحصول علي موافقة وزارة البيئة.

وكانت أجهزة البيئة المصرية تلقت إخطارًا من الشركة صاحبة الامتياز، بوجود تسرب بترولي وانبعاث للغازات السامة، وانتقل عدد من باحثي الفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة والمحميات والإدارة العامة للبيئة، إلى موقع التسرب، لمتابعة أعمال المكافحة، وتبين من المعاينة، التي أجرتها اللجنة البيئية أن التسرب البترولي يتدفق من 6 مواقع برية وبحرية، بالقرب من البئر رقم 24، التي تم إغلاقها منذ عام 1924.

ويفسر المهندس محمد علاء الدين رئيس مجلس أدارة الشركة العامة للبترول سبب تكرار التسرب قائلا: quot; الأرض في تلك المنطقة بها تصدعات بالأرض نتيجة للزلازل التي تضرب المنطقة خاصة أن الأرض الواقع البئر فيها أرض ملحية هشةquot; مشيرا إلى إن البئر الذي يحدث به التسرب، تم أغلقه منذ أكثر من ستين عام، وهو كان واحد من أقدم الحقول البترولية في مصر، حيث تم حفره في نهاية القرن 19 وأغلق عام 1924 بعد استغلاله.

وتكرر حوادث التسرب في تلك المنطقة يعتبرها الدكتور عادل احمد أستاذ علوم البحار كارثة تهدد الثروة السمكية وسائر الكائنات البحرية، فأغلب الأحياء المائية تتغذى على المواد الضارة المصاحبة للتلوث البترولي فتتحول بدورها إلى مواد مسرطنة لمن يتناولها، بالإضافة إلى انها تتسبب في موت الشعاب المرجانية في المنطقة لانها تمنع وصول الضوء لها، ويحتاج تعويضها مرور مئات السنين.

وفي هذا السياق حذر حسن الطيب رئيس جمعية الإنقاذ البحري وحماية البيئة، بالبحر الأحمر، من نتائج تكرار تسرب الزيت الخام في شواطئ منطقة جمشة، في الإضرار بالمحميات المجاورة لها، ومنها محمية الجزر الشمالية.