تتجه دول أوربية عدة لزيادة الاعتماد على الطاقة مصادرالطاقة البديلة خاصة الشمس والرياح.


اعتدال سلامه من برلين: مع ان اهتمام المانيا بمسألة انتاج الطاقة المتجددة يعود الى منتصف الثمانينات من القرن الماضي فقط، الا ان انتشار هذه الطاقة بشكل كبير يعود الى عوامل كثيرة من اهمها حرص الكثيرين على حماية البيئة رغم ان تكاليف انتاجها ما زال مرتفعا نوعا ولا يلاقي الكثير من التشجيع من الحكومة الاتحادية كما كان في السابق. فعندما بدء عام 1986 انتاج الكهرباء من الرياح شجعت الحكومة الاتحادية يومها هذا القطاع من خلال تحملها 50 في المائة من التكاليف كل من يتطور ويبنى محطات توليد تجريبية ناجحة. وبعد فترة قامت شركات خاصة ببناء حقلين من المراوح على ساحل بحر الشمال الالماني حيث تكثر الرياح. تلا ذلك الاعلان عن برنامج المائة ميغاواط الذي يعني تقديم دعم لكل مستثمر يستغل طاقة الرياح لانتاج الكهرباء. ونظرا للنجاح الذي حققه هذا القطاع طورت الحكومة برنامجها ورفعت سقفه الى 250 ميغاواط، والوضع لم يتوقف عند هذا الحد بل بدأت الشركات رفع قدرة المحطات العاملة لديها من 50 الى 600 كيلوواط ثم الى الف كيلواط، ولقد رافق هذا التطور زيادة الاستفادة من الشمس كطاقة متجددة. ويباع حاليا ما اكثر من مائة الف متر مربع سنويا من المجمعات الشمسية، وتبلغ مساحة هذه المجمعات المركبة حتى الان حوالي مليوني متر مربع وهي قادرة على امتصاص غيغاواط تقريبا من الطاقة الشمسية وايصال ما يتراوح ما بين 30 الى 40 في المائة منها الى انظمة تسخين المياه للاستخدامات المنزلية، وهذا يعادل اكثر من 370 مليون كيلواط ساعي من الطاقة الحرارية او 36 مليون لتر من الوقود النفطي.

ومع ان الطاقة المتجددة مازالت غير متوفرة للجميع بسبب ارتفاع تكاليفها، لكن تخطت حتى الان ال7 في المائة من اجمالي انتاج الكهرباء، وكانت النسبة عام 2004 حوالي 3 في المائة. وتعدى عدد المنازل المتعمدة على الطاقة المتجددة المليون منزل من اجل التدفئة وتسخين المياه والاضاءة وتشغيل اجهزة كهربائية.

ومن المدن الالمانية الاكثر اعتمادا على الطاقة الشمسية مدينة فرايبورغ، لذا تعتبر الرائدة في تطوير هذا النوع من الطاقة مقارنة مع مدن المانية اخرى. فهي تضيء عدة منشآت فيها مثل برج محطة القطارات الرئيسية ومدرستين ثانويتين، وفيها محطة انتاج قدرتها 75 الف كيلواط ساعي، وكل ذلك بهدف تخفيض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون.

ولقد لاقت قضية انتاج الطاقة المتجددة من الرياح والشمس في المانيا استحسانا لدى بعض الدول العربية التي يزداد طلبها على الطاقة، وتشير بيانات الوكالة الدولية للطاقة انه من المتوقع ان يرتفع استهلاك هذه البلدان من الطاقة المتجددة الى اكثر من ضعفي ا لمعدل الحالي بحلول عام 2020 ما شجع العديد من المعاهد والمؤسسات العلمية ووزارة الانماء والتعاون الاقتصادي الالمانية للتعاون في مجال استغلال طاقة الشمس والرياح وهي وفيرة لدى البلدان العربية.

ومن اهم مشاريع الطاقة المتجددة التي نفذتها المانيا في مصر محطة ضخمة لتوليد الطاقة في منطقة زعفرانة على البحر الاحمر، ووصلت استطاعة المرحلة الاولى الى 20 ميغاواط من الكهرباء سنويا، ما خفف من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون بحوالي 70 الف طن الذي ينتج عن استهلاك المازوت الثقيل ويلحق اضرارا جسيمة بالبيئة. وسبق ذلك ان اقامت المانيا اول مشروع لانتاج الطاقة المتجددة من الشمس يقوم حاليا بانارة قرية اولاد الشيخ الواقعة بين القاهرة والاسكندرية في صحراء النطرون.


يشير تقرير لوزارة الطاقة الاتحادية الى ان نمو قطاع الطاقة المتجددة من الشمس والرياح في السنوات الماضية بشكل ملحوظ في العالم، وفي المانيا ايضا. ويعود سبب ذلك الى زيادة التلوث البيئي الذي تسببهالمصادر الكلاسيكية المعتمدة لانتاج الطاقة والى انخفاض تكاليف تجهيزات الطاقة المتجددة بنسبة 20 في المائة مقارنة باسعار مطلع ثمانينات القرن الماضي، وعلى هذا الاساس تنصب سنويا في المانيا مئات المراوح المنتجة للكهرباء من طاقة الرياح.