سيزاداد عدد الطائرات التي تنفث في هوائنا مخلفات الوقود المحترق الذي نتفسه مع بقية الكائنات على الأرض.

أحمد عباس: لا يمكن الاستغناء عن النقل الجوي الذي تتزايد حاجته يوماً بعد يوم، لكنه يؤدي إلى أضرار جسيمة وخطيرة على البيئة، وكذلك على الدخل اليومي للمواطن بسبب ارتفاع أسعار الوقود. هناك حالياً حوالي 30 ألف طائرة في الجو، تستعمل الوقود المحسّن بكميات كبيرة في طيرانها الذي يتناسب وضخامة محركاتها. وسوف يتم تصنيع 15 ألف طائرة خلال السنوات 15 القادمة ما يزيد بشكل حاد في استعمال الوقود الذي يؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري.

إن ازدحام الأجواء يساعد في زيادة استهلاك وقود الطائرات بسبب اضطرارها إلى متابعة طرق غير مباشرة تلافياً الاصطدام. تقوم شركات الطيران حالياً بتجارب مهمة، غايتها ترشيد استهلاك الوقود في الجو وعلى مدارج الهبوط والاقلاع، وتستعمل لهذا مختبرات متنقلة في الطائرات لقياس مدى جدية وصلاحية تجاربها.

وحالياً ثمة خطوة ناجحة لبعض شركات الطيران في هذا المجال، تقتصد في ألياتها العملية في الطاقة جواً وأرضاً وهي ما يلي:

تقوم عربة خاصة بجرّ الطائرة نحو مدرج الاقلاع، من دون تشغيل محركاتها، كما هي الطريقة التقليدية التي تفرض تشغيل المحركات والطائرة في مرحلة الاقلاع. أعتماد أسلوب الطيرات الليلي الذي يوّفر من 3 إلى 5 دقيقة طيران للمسار ذاته في النهار، بسبب ازدحام الأجواء نهاراً. العمل على صناعة محركات إقتصادية بطاقة اشتغال تعادل المحركات الحالية، والاستعاضة بمحركين فقط. ولمعرفة نتائج هذه الاجراءات التقنية على تحسين البيئة من دون المساس سلباً بكفاءة الطائرات، تجب الإشارة، إلى ان لجوء الطائرة بسبب ازدحام الأجواء إلى القيام بدورة واحدة إلى حين تهيئة مدرج الهبوط يستهلك 100لتر بنزين زيادة. وعليه، فأن استعملات الاجراءات المذكورة ستوفر في كل رحلة ما يقارب 4000 لتر بنزين.

الأهم في التجارب تلك، هو اعتماد شركات الطيران مستقبلاً على الكمبيوتر في الهبوط والاقلاع، والاستغناء عن برج المراقبة نهائياً الذي يساهم في زيادة ازدحام الأجواء بسبب تعقيدات آلية المراقبة. فهل سوف يشهد الطيران الحديث نظاماً آليّاً يستغني عن الطيار البشري وبرج المراقبة؟ يؤكد المختصون ان هذه التجارب ناجعة في تسهيل حركة الطائرات نحو مسارات آمنة قصيرة ومباشرة مقتصدة كميات هائلة من البنزين. الأمر الذي يدرء مخاطر الاحتباس الحراري والكوارث البيئية.