يعتبر سعر ماء الشرب في ألمانيا الأغلى بين الدول لكثرة استهلاك الألمان له برغم توفر مصادر المياه الطبيعية في هذا البلد.

اعتدال سلامه من برلين: رغم وفرة الينابيع وكثرة الامطار في المانيا لكن سعر الماء فيها هو الاعلى مقارنة مع اي مكان في العالم الغربي. فالمستهلك في المانيا يدفع خمسة اضعاف ما يدفعه الاميركي، ما جعل مكتب حماية المستهلك يؤكد قبل فترة وجيزة على عدم ارتفاع سعر الماء بعد الان، كما هو الحال مع مواد غذائية ضرورية اخرى التي زادت اسعارها.

ويصل متوسط سعر المتر المكعب من الماء حاليا الى 1،91 يورو، وهو لم يكن مرتفعا بهذا الشكل في السابق.

الا ان ارتفاع سعر الماء هذا لم يؤثر على المستهلك الذي يواصل تنعمه باجمل ما توفر الطبيعية له.
وتقول بيانات الجمعية الدولية للاستشارات في برلين بالطبع فان المستهلك الاكبر للماء هما قطاعا الزراعة والاقتصاد، لكن المستهلك العادي لا يفكر رغم الاسعار العالية بالتوفير في استهلاكه لهذه المادة الحيوية. اذ يصل متوسط استهلاك الفرد سنويا الى 230 ليترا من الماء للشرب دون الاستخدامات المنزلية والشخصية الاخرى، وتصل الميزانية السنوية للفرد لثمن الماء الى 360 يورو تقريبا، اي اكثر من استهلاك النبيذ.

وتلاحظ تقارير هذه الجميعة ان هناك توجه في المانيا نحو استهلاك المزيد من مياه المعدنية والخالية من الغازات، حيث زاد في السنوات الثلاثين الماضية بشكل كبير، فارتفع استهلاك الفرد عشرة اضعاف، ما يجعله يتصدر قائمة شاربي المياه في العالم. ويشاهد في الاماكن العامة والمواصلات زجاجة الماء اما في اليد او في الحقيبة، لذا اعتبر تناول الماء بشكل مستمر ظاهرة صحية جيدة علىعكس الاستهلاك في بلدان اوروبية اخرى، مع ان على المستهلك في المانيا دفع ثمن زجاجة الماء في المطعم بينما تكون عادة مجانية في مطاعم اميركية.

ويستغرب حماة الطبيعية والبيئة ارتفاع اسعار المياه في المانيا، فهي وفيرة ولا خوف من شح المياه لكثرة الينابيع والانهار والامطار شبه المتواصلة طوال السنة. اذ يتدفق في المانيا وحدها 239 بئرا ونبع اساسيا، وشركات المياه تستخرج من 500 الى 600 نوع من المياه المعدنية، وهذا اكثر جدا مما ينتج في ايطاليا وفرنسا او بريطانيا. ومن الملاحظ ايضا ان الناس في المانيا اصبحوا يفضلون بصورة متزايدة المياه الساكنة، اي الخالية من الغاز الفوار او المحتوية على قليل منه فقط.

ويمكن القول ان المانيا تسبح على طبقات وفيرة مليئة بالمياه بسبب كثرة الثلوج فيها وتساقط الامطار ما يجعل مصادرها كثيرة، ومن اهمها:
1- بئر هيلا للمياه المعدنية متدفق من شق عميق يعود الى العصر الجليدي، يمر عبر طبقات صخرية ضخمة غنية بالاملاح المعدنية تزيد سماكتها عن 300 مترا.
2- نبغ بادفيلبلر ونبع اليزابيت، وهما نبعان كلاسيكيان عريقان في ولاية هسن.
3- زلترس، من المياه القليلة التي يمكن الحصول عليها وطنيا، ويعتبر كثير من الناس ماء زلترس انها التعبير الحقيقي عن المياه المعدنية، والنبع الاصلي موجود في بلدة زلترس الواقعة على نهر لان.
4- ابوليناريس، واطلق عليه هذا الاسم تكنيا بالقديس الحامي للنبيذ،ويوصف هذا النوع من الماء بانه ملك مياه المائدة، ينبع من جبل لزراعة الكرمة سابقا قرب بلدة باد نوينار.
5- غيرولشتاينز، ويستخرج منه الماء الغني بالاملاح المعدنية وهو تجمع مياه 21 بئرا في جبال الايفل البركانية.
6- لايسلينغر، ماء معدني فقير بالصوديوم من نبع في ولاية سكسونيا انهالت، وتتمتع المياه منه بتقاليد عريقة عمرها اكثر من 100 سنة.

واكثر منابع الماء موجود في اقاليم بافاريا وراينلاند بفالس وسكسونيا السفلى ووستفاليا شمال الراين وهسن والسار وسكسونيا انهالت وتورنيغن وبرلين.

وعلى الرغم من وفرة المياه في المانيا، يقول البروفسور بولنت تسكان من كلية الجيوفيزيائية والارصاد الجوية في جامعة كولونيا، من المهم جدا مواصلة البحث عن مصادر جديدة للمياه الجوفية بواسطة طرق جيوفيزيائية حديثة، فالتغييرات الجوية والمناخية قد تؤثر في العقود المقبلة على كميات المياه والثلوج التي تتساقط حتى في بلد مثل المانيا.