quot; إن حزباً له من المخزون السياسي و النضالي من اجل الحرية و الديمقراطية ما يكفي شعوب العالم المظلومة كلها لا يمكن و تحت اي مسمى دعم نظام ديكتاتوري مستبد كنظام بشار الاسد quot;

إن ما يثار في هذه الفترة من قضية الموقف السياسي الواضح و المساند لحزب العمل الكردستاني و فصيله المؤيد له في سورية حزب الاتحاد الديمقراطي السوري للثورة السورية و التشكيك فيه يأتي في إطار المخطط القديم الحديث لبعض القوى الاقليمية و معها بعض الشخصيات و القوى العربية السورية الذي يستهدف وجود الشعب الكردي عامة و الكردي السوري خاصة و تقزيم دوره الفعال في الثورة السورية و استخدام هذا التقزيم كحجة فيما بعد لتبرير تهميشه و إقصائه من المستقبل الوطني القادم، هذا المخطط الذي يراد من وراءه ضرب الكورد بالكورد بقصد تشتتهم و إضعافهم و ليس من العبثية بأن تتهم الدولة التركية بأنها الدولة و النظام الوحيد الذي يقف خلف هذا المخطط الخطير ليس فقط ضد الشعب الكردي بل ضد شعوب المنطقة عامة لأمتلاكنا القرائن الكافية التي تدينها و المستمدة من واقع ممارساتها التاريخية و الحاضرة تجاه هذا الشعب و شعوب المنطقة ولعل / من أكثر المواقف السياسية سذاجة و أكثر القراءات سطحية هو قفز المعارضة السورية على المكونات البنيوية للفلسفة التركية الطورانية و المتمثلة بإخضاع المنطقة و شعوبها لمنطقها العثماني / عندما فكرت هذه المعارضة بأن تركية فتحت لهم الحدود بقصد مساعدتهم للتخلص من النظام الاستبدادي البعثي في سوريا دون ان تقرأ الاسباب التي من اجلها وضعت هذه الامكانيات المادية و المعنوية التي وفرتها quot; الدولة التركية quot; لهم في الوقت الذي كانت واضحة... و لعل من أكثر الامور استغراباً هي الانخراط المقصود أو غير المقصود في هذه الحالة الوهمية من قبل القلة القلية من الاوساط الكردية و التي جاءت بتصوري كردة فعل على الظروف الذاتية و الموضوعية الضاغطة التي أحاطت بهم و التي خلقت حالة الاغتراب و الخلط الواضح لديها في المفاهيم السياسية و الاخلاقية لتصل حد افتعالها لأزمات كردية ndash; كردية لا معنى لها. و تجلت هذه الاثار السلبية عبر تسويق هذه الأوساط لخطاب القوى المعادية للتطلعات الشعب الكردي و التي مست الكرامة القومية و الوطنية للشعب الكردي عبر الصاق التهم بالفصائل و القوى الكردية التي لم تنخرط في اللعبة التركية في تعاملها مع الثورة السورية و انطلقت من رؤيتها و مصلحتها الكردية السورية و أخص بالذكر هنا حزب الاتحاد الديمقراطي الفصيل المؤيد و الملتزم آيديولوجياً بخط حزب العمال الكردستاني و هذه ظاهرة quot; ظاهرة الارتباط الآيديولوجي لبعض الاحزاب الكردية السورية بالاحزاب الكردستانية quot; ليست بغريبة عن الحركة السياسية الكردية فهناك تاريخياً بعض الاحزاب مرتبطة أيديولوجياً مع الخط البرزاني و الطالباني لكن هي مستقلة كما تشير معطياتها في قراراتها الوطنية السورية كما حزب الـ ب ي د.

إن طرح هكذا موضوع يتسم بالدقة والأهمية، يتطلب أقصى درجات الوضوح والواقعية، ونحن إذ نتوخى بهذه المساهمة التعريف بهذه القضية و الوقوف على كافة جوانبها و التي باتت تهدد ليس المكون الكردي السوري و المساهم بشكل فعال في الثورة السورية بل الثورة السورية عامة عبر خلق أزمة ثقة بين المكونات السورية المساهمة في الثورة ضد النظام السوري و نعتمد على نقطتين أساسيتين:

bull;المواقف النظرية و العملية لحزب العمال الكردستاني تجاه الثورة السورية و بالتالي ما هي مصالح الطرفين من هذا التعامل إذ لا بد من وجود مصالح في غاية الاهمية بين النظام السوري من جهة و الـ ب ك ك أو ب ي د من جهة أخرى تجعل من الطرف الاخير المخاطرة بسمعته و مصالحه العامة في الارتباط بنظام يدرك هو قبل غيره أنه متهالك و آيل للسقوط اليوم أو غداً..؟؟

bull;إدعاءات تركيا و بعض أعضاء المجلس الوطني السوري غير المقترنة بالحقائق بحق حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الـ ب ي د و سأعتمد في هذا على قراءة و معرفتي الشخصية ببعض ممن يطلق هذه الاتهامات بحق حزب العمال الكردستاني الـ ب ك ك و حزب الـ ب ي د من أمثال سمير نشار و جورج صبرا و وليد عبدالنور و المدعو علي صدرالدين بيانوني و رياض الشقفة.

ففي حوار له مع صحيفة عكاظ السعودية في 28.11.2011 قال مراد قريلان رئيس اللجنة التنفيذية في منظومة المجتمع الكردستاني: أننا نقف إلى جانب الشعب السوري في ثورته و إني أدعوا الكورد السوريين إلى مساندة الثورة السورية. و في لقاء اجرته معه وكالة quot;فراتquot; للانباء في06.03.2012 يقول إن الاطراف التي تدعّي علاقة بين الحركة والنظام السوري بعيدة كل البعد عن الحقائق و هذه الادعاءات تاتي في اطار حملة تشويه سمعة حركة حرية كردستان، ومصدر هذه الادعاءات هي وسائل الاعلام التي تعمل في فلك دائرة الحرب الخاصة التركية والمرتبطة بحزب العدالة والتنمية.

ثم إن المتابع أقول المتابع و ليس المُلَقن بالدسائس و الدروس لشأن الثورة السورية و تداعياتها و تفاصيل تفاعلاتها يرى أن معطيات الخطاب السياسي لحزب العمل الكردستاني quot; ب ك ك quot; و من خلفه حزب الاتحاد الديمقراطي quot; ب ي د quot; تؤكد وقوفها إلى جانب الثورة السورية المطالبة بالحرية و الكرامة و لطالما أكّدا هذا الموقف المؤيد و المتضامن للحراك الثوري في سوريا عبر أدبياتهما الحزبية و وسائل إعلامهما فضلاً عن مساهمة حزب الاتحاد الديمقراطي وجماهيري الواسعة في المظاهرات التي تنادي بإسقاط النظام و تدعو إلى إقامة سورية مدنية ديمقراطية و بالرغم من كل هذا لازال حزب الـ ب ي د متهماً ليس لأنه لم يساهم في الحراك الثوري أو يمنع الكرد و الشباب الكردي من المساهمة على حد زعمهم بل لأنه يمارس معارضته للنظام السوري ضمن رؤيته السياسية و القومية و لم يرضخ للاجندة الخارجية.. إذا مالمطلوب أكثر من هذا الحزب...؟؟

إن ما تثيره الأوساط التي تنضوي تحت مظلة ما يسمى بالمجلس الوطني السوري المرتمي تماماً في الحضن السياسي التركي الذي يقودوه حزب العدالة و التنمية بزعامة رجب طيب آروغان و الذي يعتبر العدو التاريخي الاول للشعب الكردي هو عدة اسئلة و تدل هذه الاسئلة على أمر أو آخر وهو إما أنها تأتي بالفعل من السطحية في التفكير و المراهقة الفكرية و السياسية أو في سياق تنفيذ المخطط التركي الآنف الذكر لكن بغباء...!!!!!!! و سأحاول طرح ما يثيرون من أسئلة و الاجابة عليها و توضيحها معتمداً على منهجية محايدة :

1-لماذا لا يتدخل النظام السوري فيما يقوم به حزب الـ ب ي د من مشاريع تربوية و اجتماعية وثقافية في المناطق الكردية أي لماذا لا يمنع النظام السوري عملية التأسيس أو ما يسمى المأسسة في المجتمع الكردي الذي يخطط و يعمل له حزب الـ ب ي د...؟؟؟
2-لماذا و كيف يقيم حزب الـ ب ي د الحواجز الامنية دون تدخل النظام السوري.؟
3-لماذا لم يساهم لابل يمنع التظاهر في المناطق الكردية...؟؟

قبل البحث في الاسئلة و الاجابة عليها أرغب في البحث عن أسباب أو المصالح التي تقتضي وجود علاقة بين النظام السوري و حزب العمال الكردستاني أو حزب الاتحاد الديمقراطي فالقراءات التي اصدرتها كبرى المراكز البحثية في العالم عن هذا الحزب تؤكد انه من أقوى الاحزاب في العالم و على كافة الاصعدة و ان مؤسساته العسكرية و المدنية لا تقل لا بل و تزيد على مؤسسات الكثير من الدول كماً و كيفاً و تنظيماً و خاصة العسكرية منها وهو ليس بحاجة لرشاش أو مسدس من النظام السوري ثم أن أي عاقل لا يمكن أن يتصور أنه بإمكان هذا الحزب أو حتى النظام السوري نبسه وفي هذه الظروف الامنية المعقدة في المنطقة نقل أية مواد غير قانونية او مشبوهة....!!!! ثم إن متابعتي لنشاطات السياسية و العسكرية لـ ب ك ك من عمر الثورة السورية إلى اليوم ومقارنة مع السنوات الماضية و التي من المفترض انها زادت تنفيذاً للاتفاقية بينه بين النظام السوري و للضغط على الدولة التركية لتخفيف هذه الاخيرة الضغط على النظام السوري كما تدعي الدولة التركية والبعض العربي و للاسف البعض الكردي قد قلت بنسبة وفرق واضح مقارنة مع الستوات الاخيرة هذا من جانب و من جانب آخر لم تذكر اية مصادر عسكرية أو أمنية أو حتى مدنية أو أهلية أية محاولات لإختراق المجموعات العسكرية التابعة لحزب العمال الكردستاني الحدود التركية السورية التي من شأنها أن تزداد أيضاً تنفيذاً للإتفاقية المزعومة و التي يروج لها كما قال عنها مراد قره يلان الدوائر الخاصة في المخابرات التركية و مساعدة قوى النظام السوري في قمع المظاهرات فضلاً على ذلك لم تثبت اية واقعة أو قرينة مادية صدق إدعاءات الاتراك و ايمن عبدالنور و سمير نشار و غيرهم ممن يتحالفون مع الدولة التركية ضد الشعب الكردي و قضيته و ينفي على الاقل من الجانب العملي إدعاءاتهم. أما من الجانب النظري فحزب كـ ب ك ك له من المخزون السياسي و النضالي من اجل الحرية و الديمقراطية ما يكفي شعوب العالم المظلومة كلها لا يمكن و تحت اي مسمى دعم نظام ديكتاتوري مستبد كنظام بشار الاسد سيما و أنه نفسه عانى أكثر ماعانه الآخرون من النظام السوري. ثم هل يعقل أن يكون حزباً مثل الـ ب ك ك أن يكون بهذه السذاجة من التفكير أن يقدم للنظام السوري كل هذه التضحيات و ان لا يمنح شيء في المقابل، و لعل الدستور الاخير الذي وضعه بشار الاسد و الذي كان من المفروض أن يشير إلى الوجود الكردي في سوريا إرضاءً أو ثمناً لتعاون الـ ب ك ك معه خير دليل على أن هناك خللاً في هذا الاتهام و أما من يبرر المساحة الواسعة المتوفرة لنشاط حزب الاتحاد الديمقراطي في المناطق الكردية والوجود القوي له تصوراته و إدعاءاته و اتهاماته فالمحكمة العقلية و القانون تدينهم قبل ان تدين من اتهموه لأن من جميع الشرائع الكونية تعطي الحق بالدفاع عن أنفسهم و حماية أعرضهم و ممتلكاتهم في ظل غياب مؤسسات الدولة و تشكيلاتها وهذا ما يفعله حزب الـ ب ي د. و من جانب آخر لوتعمقنا أكثر في قراءتنا للواقع الجديد في سوريا جراء الحراك الثوري و تفاعلاته الداخلية و الخارجية و المصيبة التي أوقع النظام نفسه فيها ترى أن النظام السوري و كل ما يفعله و ما يقوم به من قتل للشعب و تدمير للمدن و القرى يأتي في إطار وهدف وحيد وهو الحفاظ على السلطة لذلك هو على استعداد تدمير سوريا بأكملها مقابل الحفاظ على الكرسي و ما يهدده و يهدد كرسيه و ليس الاكراد أو حزب الـ ب ي د أو غيره من الاحزاب الكردية لقناعته quot; النظام السوري quot; المطلقة أن الاكراد لا يريدون أو لايستطيعون و لشروط قانونية و سياسية و تاريخية استلام السلطة منه لذلك هو ليس مهتماً بما يفعله الكورد و الاهم من هذا هو ليس على استعداد لفتح جبهة مع الكورد على الاقل في الوقت الحالي، المهم بالنسبة له من يهدد كرسيه و ليس الكورد، و بالتالي هذا ايضاً ليس مبرراً كافياً لوجود علاقة او اتفاقية بين النظام و حزب الـ ب ك ك أو رديفه الـ ب ي.

و أخيراً لن أكتب عن الموقف التركي المعادي و التاريخي و المعلن للقضية الكردية و الذي اكده مسؤول تركي بان تركيا quot; ستحارب أي كيان كردي حتى لو كان في أفريقيا quot; و هذا ما أكده المستشرق الروسي تاراسوف حين كتب أن quot; تركيا لا تريد حل المسألة الكردية في سوريا بأي ثمن وقد أشار في هذا السياق الكاتب الصحفي التركي جنكيز جاندار عندما قال أن quot; تركيا تحارب الحقوق الكردية في سوري quot;. أما بالنسبة لبعض الشخصيات و القوى المعارضة السورية التي تساهم في إثارة هذه القضية عبر اتهامها المتواصل لحزب العمال الكردستاني و الـ ب ي د فهي تأتي أولاً في سياق نفس المخطط القديم الذي ييتبناه و تدفع من أجله الكثير الدولة التركية بتوافق مع الأنظمة العربية و بعض الاوساط الثقافية و السياسية العربية غير السلطوية تلك الاوساط التي حملت الفكر القومي العروبي الذي اسسه العفلق و من بعده الناصريين الذي ينتمي إليه الاشخاص الذين يعتبرون من الأوائل الذين يحاربون الكورد و القضية الكردية منذ زمن بعيد و هذا المضمار سأشير إلى بعض المواقف و الاراء لهذه المجموعات:

الاخوان المسلمين : منظمة اسلامية عالمية تدير هذه المؤسسة إدارة خاصة عربية و غير عربية و يتحكم بمفاصلها الدولة التركية و هي تعتمد على فلسفة مفادها كما قال علي صدرالدين بيانوني نائب رئيس حركة أخوان المسلمين السورية في مؤتمر صحفي في استنبول و في سياق رده على سؤال حول القضية الكوردية و قضايا القوميات و الاديان في سوريا إن quot; القضية الكوردية و قضايا الاقليات في سوريا لا تحتاج الى أطمئنانات، فحقوقهم مضمونة حسب الشرع quot; و هنا يبرز السؤال هل يقصد البيانوني شرع أرودغان أم شرع الخميني أم شرعه الخاص به و مجموعته العروبية في التنظيم العالمي..؟؟

أما بالنسبة أيمن عبدالنور البعثي المقرب جداً من بشار الاسد و الذي انشق عنه و ليس عن البعث لاسباب تتعلق بالمصالح المادية و الصراع بينه وبين الكبار من محيطي بشار و ليتخلى عنه بشار ظاهرياً حسبما كان مقرراً بين الاثنين إلا أن الرياح جرت كما اشتهت سفن عبدالنور و اندلعت الثورة السورية و استغل هذه الفرصة ليتسلق الثورة كما غيره و يقرر عدم العودة إلى سورية مرة أخرى و ليستمر ويكشف حقيقته القومية العروبية التي تربي عليها من مدرسته البعثية سيما و انه كان من المتشددين في التعامل مع الثقافات الاخرى غير العربية حيث كان يؤخذ رأيه من قبل المكتب الامن القومي في سوريا بالمشاريع الني كنا و كنت أنا شخصياً قدمتها و أقدمها و خاصة تلك الفترة التي سميت بربيع دمشق حيث كان لأيمن عبد النور الدور السلبي فيه و كانت معلومات أكدت أنه كان وراء الهجمة الامنية الشرسة على منتدى الحوار الوطني الذي أسسه المناضل رياض سيف و كان لي شرف الحضور في الجلسة التأسيسية لهذا المنتدى. أما سمير نشار و جورج صبرا و هيثم المالح و غيرهم فهم أصغر من أن أتحدث عنهم لأني أعر فهم منذ زمن و هذه المواقف ليست جديدة و بالتالي هم لا يستطيعون استيعاب الاخر المختلف.