لم يدر بخلد النظام الايراني عام 1986، عندما بني معسکر أشرف، أنه سيعاني الامرين من جراء ذلك وان سکان هذا المعسکر سيشکلون صداعا مزمنا له على مختلف الاصعدة. الرأي الذي کان سائدا بين رجال الدين الحاکمين في طهران عندما قرر قائد المقاومة الايرانية مسعود رجوي بالتوجه الى العراق للشروع بالمقاومة ضد النظام الايراني من هناك، هو أن الشعب الايراني سينفض من حول منظمة مجاهدي خلق و سينتهي أمرها تلقائيا.
من معسکر أشرف، إنطلقت مقاومة عسکرية سياسية ثقافية دينية إجتماعية شاملة ضد النظام الحاکم في إيران، مقاومة أسست لحرکة رفض قوية للنظام من جانب الشعب الايراني، وقد تجسد هذا الرفض في إندلاع إنتفاضتي عام 2009 و 2011، کما انها تجسدت قبل و بعد هذين العامين في عزوف الشعب الايراني عن التوجه الى صناديق الاقتراع و الى رفضهم للتجاوب و التناغم مع الدعوات المختلفة التي أطلقها و يطلقها رجال الدين من أجل مصلحة النظام، ومن أجل ذلك، فإنهم لمجرد سقوط النظام العراقي السابق، بادروا الى تکثيف مخططاتهم بشکل غير مسبوق ضد معسکر أشرف و إبادة سکانه بأي شکل من الاشکال.
عملية نقل سکان أشرف الى مخيم ليبرتي على أثر توقيع الاتفاق السلمي لحل مشکلة أشرف بين الامم المتحدة و الحکومة العراقية، حاول النظام الايراني إستغلاله و الإيحاء بأنه بمثابة نصر له، متناسيا من أن الذي جعل من أشرف قضية و صوتا مسموعا من جانب الشعب الايراني هم سکانه، وان هٶلاء قد إنتقلوا الى مخيم ليبرتي بعد أن حققوا نصرا سياسيا کبيرا على النظام الايراني بتدويل أزمتهم و جعلها تحت إشراف دولي رفيع المستوى، لکن، لايبدو أن النظام الايراني و الى اللحظة الاخيرة سيکف عن مخططاته و مٶامراته ضد سکان أشرف أينما کانوا و حيثما رحلوا، ولذلك فإن إطلاقه لأكاذيب و أراجيف واهية من قبيل إکتشاف اسلحة او متفجرات او مقابر جماعية في معسکر أشرف هو سعي بهذا الاتجاه.
تعقد اوضاع النظام الايراني و تفاقم الازمة السياسية الاقتصادية الاجتماعية الوخيمة التي يعاني منها حاليا بفعل سياساته المشبوهة التي قادت بالامور في إيران الى هذا المفترق الخطير، تجعل من قضية أشرف و من مسألة نقلهم الى مخيم ليبرتي ذات أهمية إستثنائية بل وان البعد و العمق الوطني لقضية أشرف قد إنتقلت تلقائيا الى مخيم ليبرتي و ستثبت الايام القادمة مدى قوة تأثير هذا المخيم على تحفيز الشعب الايراني و حثه للعمل و الکفاح من أجل حريته و مقاومة الاستبداد و الدکتاتورية المقيتة في إيران، أشرف تأسس عام 1986 و مثلما انه کان إمتداد لقضية بدأت منذ عام 1965 عندما تأسست منظمة مجاهدي خلق، فإن مسك الختام لهذا السفر النضالي سيکون في طهران عندما سيشهد العالم کله أکبر و أهم عملية تغيير سياسية في المنطقة و العالم خلال هذه المرحلة بسقوط النظام الديني في إيران.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات