في الوقت الذي يغلي فيه الشعب العربي الأحوازي بنيران الثورة الشعبية المشتعلة وحيث يمارس نظام الإحتلال العنصري الإيراني جرائم الإبادة و التطهير العرقي ويحاول كسر إرادة الحرية الأحوازية التي إنطلقت لتؤسس وضعا ثوريا حرا غير قابل للنكوص أو التراجع، وفي الحين الذي يصعد فيه النظام الإيراني من إستفزازاته المريضة ضد جيرانه العرب في الخليج العربي و يمول عمليات التخريب في مملكة البحرين و يحاول إسقاط الشرعية الدستورية عبر سياسة خبيثة ثابتة ولم تتغير عمادها و محورها تصدير الإرهاب و النخريب و التدخل الفج و الأهوج في شؤون دول الجوار و محاولة نشر الفوضى ألإقليمية عبر إرسال رسائل التهديد و الوعيد الفارغة و الفاشلة ضد دول الخليج العربي، فإن أشقاؤنا العرب الأحوازيين المتطلعين ليوم التصر و الخلاص الكبير و الإنعتاق من أعتى إستعمار إستيطاني تجهيلي و حاقد و غشوم يكافحون لوحدهم و إعتمادا على قدراتهم الذاتية وفي ظل واقع ميداني صعب و متداخل، تتداخل فيه الإرادات الدولية المنافقة بقلة ووهن إرادة النظام العربي العام التي لم تفصح أبدا عن أية نوايا حقيقية و معلنة لتبني الملف التحرري الأحوازي الذي يشكل واحدا من أقوى ملفات الصراع العربي / الإيراني المعطلة للأسف، فإن معاناة أخرى تدور بصمت يعانيها أشقاؤنا عرب الأحواز وهي مسألة وجود آلاف اللاجئين و النازحين في العراق منذ سنوات عديدة و في مخيم ( الوليد ) تحديدا و الذين يعانون الأمرين من شظف العيش و إنعدام آفاق الحل و من قساوة الحياة و المطاردة الأمنية الإيرانية التي إستباحت العراق من أقصاه لأقصاه في ظل الواقع الميداني الكئيب السائد في العراق و الذي أنتج أحزابا طائفية حاكمة هي بمثابة الصوت الإيراني في العراق و هذه حقيقة مؤلمة و ليسن مبالغة أو تهويل إعلامي، لاجئو الأحواز في العراق يعانون بقساوة وفي ظل تجاهل دولي و عربي و أإهمال حكومي عراقي يصل لدرجة التواطؤ المفضوح و المعلن مع النظام الإيراني، إضافة لتلكؤ منظمة الأمم المتحدة عن تقديم أية خدمات حقيقية لأولئك اللاجئين لإنهاء معاناتهم عبر إعادة توطينهم في بلد ثالث رغم أن العراق للأسف كان ينبغي أن يكون حاضنتهم الطبيعية و ملاذهم الآمن لأنهم الأفرب إليه نسبا وروحا و إنتماء!

و لكن تصاريف الزمان و مؤامرات القوى الدولية قد رسمت للأسف تقاطعات مؤسفة حولت العراق لمحمية إيرانية يمارس فيها قطعان الولي الفقيه ما شاء لهم من المناورات و الأحابيل وفي ظل حكومة عراقية ( منتخبة )!! تأتمر بأوامر و نواهي و رغبات الولي الفقيه و فرق و قيادات فيلق القدس الحاكمة في العراق، لاشك إن العراق قد ورث عن النظام البعثي البائد السابق ملفات عديدة شائكة و بعضها مؤلم و لكن المقاربة الحقيقية لحلحلة تلكم الملفات ينبغي أن تخضع أساسا للمصالح الوطنية و القومية العراقية المحضة و التي تجعل من مسألة لجوء أشقائنا عرب الأحواز بمثابة قضية وطنية عراقية وليست ملفا مهملا و منسيا مثل ملفات غديدة أخرى، أعتقد إن على العالم العربي و دول الخليج العربي بالذات مسؤولية التحرك الجاد لنصرة إخواننا من لاجئي عرب الأحواز في العراق أو دعم الصامدين و الثوار في الأحواز نفسها دون تردد و لا خشية من أحد خصوصا و إن النظام الإيراني لا يخفي أبدا نواياه العدوانية و الوقحة ضد دول المنطقة وفي طليعتها مملكة البحرين التي تواجه حربا صفوية / صهيونية مفتوحة للنيل من أمنها و سلامها الداخلي و مستقبلها السياسي أيضا، وقد آن الأوان لإفهام الجانب الإيراني المتغطرس بكل وضوح بأن لعرب الخليج أنياب و مخالب تجرح و تؤلم و تقطع يد كل معتدي أثيم، وليس هنالك أفضل و لا أجل و لا أكثر قدسية و مصداقية من الملف الأحوازي التحرري، إنصروا عرب الأحواز، وبددوا معاناة لاجئيهم و إزرعوا البسمة في شفاه معذبيهم و سيرد الله بعدها كيد الكائدين لنحورهم.. أمن بيجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء عن أشقائنا في الدم و العروبة من أهل الأحواز العربية الحرة.. ولن يخذل الله من ينصره و يساعد المستضعفين من عرب الأحواز الذين هم أكبر سند ستراتيجي لعروبة الخليج العربي...

[email protected]