مخجل ومثير للغثيان ما أقرأه اليوم.. وأتمنى بل وأرجو ان يكون مجرد أخبار كاذبه أو أنه إستباق للأحداث في غير محله.
كنت قد كتبت متسائلة عن الموضوع نفسه في مقالتي في 19 مارس تحت عنوان إغتصاب جثة إمرأة.. والتي تركزت حول قيام أربعة شبان في المغرب من إغتصاب جثة إمرأة دفنت في نفس اليوم.. وتساؤلي حول فتوى الشيخ الزمزمي، رئيس 'الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النزول' quot;quot; أكد فيها أن الدين الإسلامي يبيح ممارسة الجنس على الجثث، شرط وجود عقد قران بين الطرفين قبل الموت.quot;quot; متعارضا بذلك مع رأي العلم الذي قاله السيد علي الشعباني quot;الباحث في علم الإجتماعquot; آنذاك quot;بأن هذه الظواهر تكشف مراحل التفسّخ، وضيق القيم وتدني الأخلاق، التي وصل إليها المجتمع وأن هذا يتجاوز الإنحراف والمرض العقلي ومن يقومون بذلك لا يستحقون الحياة. وهم ميتون أخلاقيا، وإجتماعيا، وقيمياquot;quot;..
http://www.dailymail.co.uk/news/article-2135434/Outrage-Egypt-plans-farewell-intercourse-law-husbands-sex-dead-wives-hours-AFTER-death.html
واليوم أفاجأ بأن البرلمانيين المصريين الجدد والذين أغلبهم من الإخوان المسلمين وتحت عنوان تشريعات جديدة لتأويلات دينية.. تقدموا برزمة من التشريعات الإسلامية ومن ضمنها إقرار قانون يبيح للرجل معاشرة الوداع الجنسية لزوجته بعد وفاتها بست ساعت.. وأن هذا القانون وحرصا على المساواة سيبيح للزوجة أيضا معاشرة زوجها المتوفى.. إضافة إلى تشريع آخر يحدد سن الزواج للمرأة إبتداء من 14 سنة.. والتخلص من بعض القوانين في حقوق المرأة التي تؤكد على حقها في التعليم.. وحقها في العمل..

يبدو أن الهوس الجنسي العربي قد وصل إلى مرحلة الجنون.. لأن إقرار مثل هذا القانون وإباحتة سيفلت الشخصية العربية السوية الباقية من عقالها لتقوم بأبشع الأعمال وأكثرها دونية بعدم إحترام جثة المرأة المتوفاة.. إضافة إلى أنه تشريع غير عابىء بالنتائج النفسية على الإنسان من ممارسته للجنس مع جثة. وهو العمل الذي تقوم به الحيوانات فقط لأنها لا تفقه.. وبهذا فإنهم يساوون في موضوع الرغبات الجنسية بين البشر والحيوانا بينما ومن المفروض أن الله سبحانه وتعالى ميزهم عن الحيوانات بالعقل..
إن إقرار أو إفتاء أو تشريع مثل هذا العمل الجنوني والإباحي.. لا يعني سوى الوصول بذهنية الإنسان العربي إلى مرحلة التعامي الكامل عن أي قيم إنسانية..
هذا العمل الشائن والذي يسمى
Thanatophilia or Necrolagnia or Necrophilia يعود إلى مرحلة ساحقة وبعيدة من التاريخ الفرعوني القديم..ففي مصر القديمة وأيام الفراعنة كان يمارسة البعض.. ولمنع حدوثة عمد المصريون القدماء إلى ترك الجثة لتتعفن لمدة ثلاثة أيام حتى تشمئز منها النفس.. بمعنى أنه حتى في تلك الأزمان السيحقة رفضوا مثل هذا الفعل.. فما بالك بزمن القرن الحادي والعشرين؟

تؤكد البحوث العلمية التي اجريت بأن من يقوم بمثل هذا العمل.. يكون مريضا نفسيا بحب الإستيلاء على شريك لا يقاوم أي من رغباته الجنسية الشاذة.. أو مريضا بمرض حب الجثث نفسها.. أو أنه يبحث عن حب يبعث لدية الطمأنينة بأنه مقبول برغم أي من العيوب التي قد يحملها..وقد أعتبر وفي معظم دول العالم بأنه جريمة كاملة ومتعمدة.. يعاقب عليها الجاني بعقاب صارم مماثلا لعقاب جريمة الإغتصاب.. أو ممارسة الجنس مع الأطفال.

وبينما يتقدم العالم كله في تشريع قوانين أكثر عدالة وتقدم في القرن الحالي.. نستمرأ نحن في المنطقة العربية الجدل في تشريعات لا تنتمي إلا لقانون الغاب. من تأويل وتشريع للجنس مع الجثة.. ومن تشريع للإغتصاب الزوجي. أو تزويج المغتصبة من مغتصبها وتزويج القاصر.. وكلها لا تصب إلا بخانة تشويه مجتمعاتنا.. وإدخالها في غيبوبة لإبقائها سجينة لتسلطات وفتاوي رجال الدين وإبقاؤنا علة ولقمة سائغة لإستحلال العالم وإستهزاؤه!

فإذا كان العالم العربي يرفض رفضا باتا التشبه بالغرب.. أو الأخذ بأن من قوانينة على إعتبار أن قوانينا أرقى ما وصلت إليه البشرية.. فالرجاء سيدي المشرع عدم الأخذ بمثل هذا القانون لأنه يؤكد همجيتنا وتدني قيمنا التي لا تحترم الإنسان حيا أو ميتا..

باحثة وناشطة في حقوق الإنسان