منذ 12 من الشهر الجاري، تلك اللحظة التي كان من المفترض أن توقف العصابة الأسدية القتلن وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 800 شهيد معظمهم من المدنيين وفيهم أطفال أيضا عدا عن استمرار قصف الاحياء السكنية في أدلب وحمص وحماة ودرعا وريف دمشق، بالأسلحة الثقيلة، وآخرهاquot;حي الأربعين في مدينة حماة تحت نيران مدافع العصابة الأسدية، وترتكب مجزرة راح ضحيتها 38 قتيلاً في ذلك الحي وحده خلال ساعات 23 نيسان. الأسلحة الثقيلة لم تسحب من المدن كما يعترف بذلك كوفي عنان نفسه، بعد اسبوعين من ذاك التاريخ. والآن بعد صدور القرار الأممي 2043 المبني على هذه المبادرة، والذي يريد أن يزيد عدد المراقبين الأممين إلى 300 يتحدثون جميعا عن عدم التزام العصابة الأسدية ببنود المبادرة، ويطالبونها بحرية حركة المراقبين!! من أي زاوية نتناول هذه المبادرة، لابد أن نجد فيها على الأقل على المدى القصير ترخيص للقتل، لأن كل القائمين على هذه القرارات يعرفون هذه العقلية التي يتعاملون معها، ويدركون منذ لحظة تأسيس هذه العصابة الاسدية 1970، أن العدو رقم واحد لها هو الشعب السوري، وأن القتل ديدنه الوحيد في التعامل مع حقوق الناس. نعم هي ترخيص للقتل لسبب بسيط أن إيران وروسيا وافقتا على هذه المبادرة، لكنها من جهة أخرى هي تكريس لوجود قوات دولية على الارض صغر أم كبر حجمها.إن المراقبين الدوليين هم قوات عسكرية، ويجب أن يتحركوا على هذا الاساس وينالوا الدعم المطلوب بناء عليه. سيكون الخلاف لاحقا بعد استمرار العصابة في القتل، هو على زيادة عدد هذه القوات..ربما تصل بعد حين إلى ألوف من الجنود..وهذه حكما ليست في مصلحة العصابة الأسدية، رغم أن هنالك من يحاول الالتفاف على المستحقات الفعلية لهذه المبادرة، حيث رفض وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله إجبار القيادة السورية على الامتثال بالقوة لخطة السلام التي طرحها المبعوث الأممي العربي كوفي أنان، وقال فيسترفيلله في مقابلة مع صحيفة هاندلسبلات quot;إن الحكومة الاتحادية لا تزال تسعى إلى إيجاد حل سياسي.... ولنقارن هذا التصريح للوزير الألماني بتصريح لاحق حيثquot; جدد وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي الاثنين دعم بلاده لمبادرة وجهود موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية، كوفي أنان كما دعا دول الجوار والمجتمع الدولي الى التعامل quot;بحكمةquot; مع القضية السورية وقال صالحي للصحفيين عقب لقائه نظيره التونسي رفيق عبد السلام في الاسبوع الماضيquot;مؤكدا ان طهران مع quot;إعطاء الفرصة للنظام السوري ومنح الرئيس السوري ونظامه quot;الفرصة الكافيةquot; لتلبية المتطلبات المشروعة للشعب و المتمثلة،حسب قوله في التعددية الحزبية و الانتخابات الحرة و الدستور الجديد. عدا عن التصريحات المتكررة للروس والصينيين.مبادرة كوفي عنان سلاح ذو حدين، وإن الترحيب ببنودها الايجابية، لايعني بأي حال من الاحوال أنها ليست ترخيص للقتل، لكنها بالمقابل فتحت الطريق لاستجرار قوات دولية تحت هذا المسمى أم غيره. ويبقى السؤال بعدهاquot; ما هو موقع العصابة الأسدية في الآتي من تطبيق هذه المبادرة؟ إن هذه العصابة عاجزة بالبنية والارادة على أن تتحول إلى طرف سياسي يطرح أفقا سياسيا، حيث لابديل تطرحه سوى عودة الامور إلى ماكانت عليه قبيل انطلاق الثورة من حوران. أعتقد هنا مربض الفرس في أن حلفاء العصابة لايستطيعون طرح حلول سياسية إلى المجتمع الدولي، فالجميع يعرف أن الحد الادنى المقبول دوليا هو إجراء انتخابات رئاسية خلال مدة أقصاها ستة أشهر بأشراف دولي حازم..وهذا ما لن تقبل به هذه العصابة، لهذا مبادرة كوفي عنان ذات أفق مغلق على الجريمة وسيبقى منها زيادة عدد شهداء شعبنا من أجل الحرية.
غسان المفلح
- آخر تحديث :
التعليقات