كل ما في الأمر لقاءات تلفزيونية مقرّرة بشكل يومي على شاشة العرب mbc من خلال برنامج الثامنة الذي يقدّمه السعودي داود الشريان ويستضيف من خلاله أطراف الحوار لنقاشاتٍ ساخنةٍ كالعادة.

في احدى حلقات البرنامج كان المقدم يحاور ضيوفه تارة ويلتفت الى كرسي خالي يحمل شعار وزارة التجارة السعودية تارة أخرى. الكرسي لايرد! إذن الوزارة لم تستجيب لرغبة البرنامج في استضافة احد مسؤوليها لنقاش الموضوع المتعلق بها.


هل يعني ذلك قصوراً في اداء العلاقات العامة لدى وزارة التجارة السعودية؟! أم أن فريق اعداد البرنامج تجاوز طريقة الاتصال الأكثر مهنية من خلال إدارة العلاقات العامة والاعلام في الوزارة، إلى الاتصال مع الوزير بشكل مباشر؟!

نعلم بأن عدم الرغبة في الظهور على الهواء مباشرة في برامج تلفزيونية حيوية هو دليل شح المعلومات لدى بعض المسؤولين، ونعلم أيضاً أن هذا الدليل قد يكون خطأ في حال توفرت المعلومات، الخطوط العريضة وتقارير الأداء السنوية للمنظمات والمسؤولين، وهو ما تساهم فيه إدارات العلاقات العامة والاتصال حينما تتلقى طلباً لإستضافة مسؤول المنظمة أو من ينوب عنه.

جرأة ومهنيّة التخاطب مع المسؤولين وصنّاع القرار تعتبر quot;ملكهquot; وهبها الله للبعض من خلقه، وهي ما قد يساهم الى جانب الاعداد المتقن في نجاح مثل هذه البرامج وانتشارها، حتى وإن لم تسجّل نتائج ملموسة أو كان ضيوفها كراسي مصنوعة من عدم!


الكرسي لا ينطق عن الهوى وليس له وحيٍ يوحا، ولكنه في استخدامه هنا كان يوحي بالوجود والكينونة على وجه الأرض، دون أن يُنتظر حديثه وربما مداخلاته وبالتالي: quot;إن كنت موجوداً، عليك بالردquot;، وهو ما لا يزال ينتظره المتابعون من الوزارة ولن ينسوه أبداً.


قصّة الكرسي هذه، أعادتني إلى الأسابيع والأشهر الأولى التي عقبت استشهاد رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، عندما ظل الكرسي يحمل صورته وملازماً لورثته في لقاءات الشأن السياسي والحزبي مع زوارهم والوفود من أنحاء الدول، بينما يوحي لهم ذلك الكرسي بالطمأنينة والروحانية ويسبغ عليهم بالكثير من الخصال التي تحلا بها الفقيد... كل ذلك بعيداً عن quot;سعودي اوجيهquot; -شركة المقاولات العملاقة التي اسّسها الحريري في المملكة- وربما نجدها يوماً ضيف برنامج الثامنة بطريقة quot;كرسي داود الشريانquot;!


كاتب سعودي