من الواضح إن الفشل الذريع للمشروع الإنقلابي الطائفي في البحرين والذي تقوم بتنفيذ صفحاته مجموعة من العملاء المرتبطين بنظام الولي الفارسي الفقيه قد أفرز بدائلا عملية بتصور دهاقنة الفتنة في طهران بأنه سيكون المخطط الناجح لتنفيذ صفحات غدر أخرى وتشويه مسيرة الحياة السياسية في مملكة البحرين ومحاولة تأليب الرأي العام الداخلي ضد نظامه الوطني وشرعيته الدستورية والتاريخية التي قادت معركة الإستقلال الوطني وأسست للبحرين الحرة الحديثة.

المعركة بإختصار ووفقا للرؤية الإيرانية المتجددة هي تفجير حرب إستنزاف داخلي بحرينية يتم خلالها إستهداف عناصر الأمن الوطني و إستهداف مؤسسات الدولة البحرينية عبر تفعيل آليات العمل الخلايا الساكنة والمدعومة إيرانيا والتي تتحرك وفقا لمخطط إيراني إستخباري وعملياتي واسع المدى ويرتبط بمخططات إعلامية وأمنية وإعلامية منسقة و متعوب عليها و معدة جيدا في دوائر طبخ القرارات الستراتيجية الإيرانية ، ولعل في الإنحسار القريب والقادم للنفوذ السياسي الإيراني من سوريا ولبنان بعد السقوط الوشيك للنظام السوري مايشجع النظام الإيراني على توسيع نطاق نفوذه في دول الجوار القريبة كالخليج العربي والعراق والتركيز على البحرين كهدف ستراتيجي و كمعبر مهم لتسلل النفوذ الإيراني في جزيرة العرب وهو الهدف الستراتيجي الثابت لملالي إيران.

وأعتقد أنه من المهم متابعة التركيز على التوصية التي أوصى بها آية الله محمود شاهرودي ( الهاشمي ) سابقا وهو مسؤول الجهاز القضائي الإيراني وأحد رموز الدولة الإيرانية وبنفس الوقت المرجع الفقيه المعتمد والحصري لحزب الدعوة وهو أيضا الرئيس الأول للمجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق عام 1981 قبل أن تؤول الأمور لقيادة الراحل محمد باقر الحكيم ، فقد أوصى الشاهرودي شخصيا نوري المالكي خلال زيارته الطهرانية الأخيرة بضرورة إهتمام الحكومة العراقية بدعم الحركات الشعبية في المنطقة و تشجيعها.

وطبعا ليس من ضمن الحركات الشعبية جماعات الثورة السورية المتصاعدة و التي يرتعب نظام الملالي من نتائجها التي ستصيبه في مقتل و بما سيشوش عل كل خططه المعدة منذ عقود و التي أيضا يحاربها نوري المالكي وحزبه الإيراني الهوى و الولاء و يعتبرها رجس من عمل الشيطان و يجتهد في إستباط الطرق و الوسائل التي تعين بشار أسد على إجهاضها!! طبعا المقصود في فكر وتوجه الرفيق آية الله شاهرودي هو دعم المخربين والعملاء الإيرانيين في البحرين الذين يتسللون ويمارسون التخريب الممنهج و المنظم في المملكة تحت شعارات المظلومية الكاذبة و الرغبة في الإصلاح والذي هو مطلب وطني شامل يتجاوز الطائفية و المناطقية و الفئوية بكثير ، فالإصلاح الشامل للدولة و لمؤسساتها الدستورية و الخدمية هو رائد الملك البحريني شخصيا كما أنه الملف الذي عمل عليه ولي العهد الشاب الأمير سلمان بن حمد فعليا وقطع فيه شوطا كبيرا و تم التشويش على مراحله ومع ذلك فقد رفضت الجماعات الإيرانية كل الحلول و المقترحات التي أثبت الملك حمد شخصيا مصداقيتها منذ عام 2002 بعد طرح النهج الإنفتاحي الذي يقابل على الدوام بتصعيد عدواني لا مبرر له سوى تأكيد حقيقة إرتباط تلكم الجماعات بالمخططات الإيرانية الإرهابية التي إتخذت منهجا تصعيديا من خلال تبني أدوات عربية لتوسيع ثقوب الفتنة في البحرين ، بكل تأكيد الأسابيع القادمة ستحفل بمفاجأت ترويعية كما عودنا النظام الإيراني خصوصا وإن العراق العربي تحت ظل حكومته الطائفية بمنهجها المعادي لعرب المنطقة و بدفاعها المعيب عن النظام الإستبدادي في الشام قد تحولت لمخلب قط واضح المباني و المعاني للنظام الإيراني ، مصائب كثيرة قادمة في الطريق ، فالطائفيون ليسوا سوى فايروسات تخريب دائم و ممنهج و معطل لحركة البناء و التطور الإجتماعي و الحداثي ، و البحرين ستظل هدفا ثابتا لجماعات الفتنة الإيرانية و أدواتها في المنطقة و التي لن تألوا جهدا في توفير الأسس و العناصر اللوجستية لقيادة حرب إستنزاف شنيعة ضد المملكة مع ما يشكله ذلك التصرف من أخطار آنية و آجلة ، الستراتيجية الأمنية لدول الخليج العربي بحاجة لوقفة تعبوية و أسلوب جديد و معالجات جذرية قد يكون بعضها مؤلم لحفظ وصيانة الجبهة الداخلية وسحب البساط من تحت أقدام المخربين و العملاء ووكلاء الإرهاب الأسود القادم من الشرق برؤيته السوداء و منهجه العنصري الكريه والمقزز.

[email protected]