يعرف الجميع أن فترة سيطرة الإسلاميين علي الحكم هي فترة قصيرة، يعتقد بعض المفكرين الغربيين إنها من عشر الى خمس وعشرين سنة، بينما يري البعض الآخر أنها من خمس سنوات لخمسة عشر سنة، بينما يؤكد البعض من المفكرين المصريين إنها لن تتعدي فترة الخمس سنوات، وفي كل الأحوال فمن يحب وطنه ويحرص علي مستقبل أولاده لديه فرصة للعمل علي تقليل هذه المدة، فكلما طالت مدة حكمهم كلما صعب إصلاح ما دمروه في تلك الفترة المظلمة في تاريخ مصر، ولعل الحكم علي الفنان العظيم عادل إمام بالسجن لمدة ثلاثة أشهر يكون بمثابة ناقوس الخطر ليسارع الجميع في مد الأيدى لإزاحة هذا الكابوس المسمي بالتيار الإسلامي والذي يتخذ الدين كوسيلة لتحقيق أهدافه في الوصول للسلطة والدين منهم براء.
الطبقة الوحيدة القادرة علي تقصير هذه المدة هي طبقة الصفوة وأعني بهم المشاهير من أبناء مصر في مختلف المجالات سواء في الطب أو الرياضة أو الصحافة او الفن، وهي مسئوليتهم جميعا نحو الوطن ونحو أسرهم وأبنائهم ونحو أنفسهم، وليأخذوا من الحكم علي عادل إمام عبرة وعليهم البدء فورا في دخول اللعبة السياسية وتشجيع ودعم الأحزاب الليبرالية.
ولكن ربما يكون هؤلاء غير راغبين في العمل السياسي وقد يكون البعض منهم مشغول وليس لدية الوقت، ونحن نتفهم كل هذا ولكن عليهم أن ينتبهوا أن الإسلاميين بدأوا محاربتهم في أرزاقهم وربما سيجد كثير من الفنانين بالأخص انفسهم عاطلين عن العمل بعد عدة سنوات، فالموضوع بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت.
ولكن كيف لهؤلاء أن يساهموا في تقصير مدة سيطرة الإسلاميين علي الحكم؟ من خلال جماهيرتهم الطاغية كنجوم للمجتمع ارتبطت بهم الجماهير وأحبتهم وعشقتهم وتغنت بأسمائهم يستطيعون جذب الجماهير للأحزاب الليبرالية، كما يستطيعون مساعدة الأحزاب الليبرالية ماديا حتي يستطيع التيار الليبرالي الوقوف أمام البترودولار الخليجي الذي يمول التيار الإسلامي، ولعل في تجربة إيهاب رمزي في المنيا ونجاحه علي قائمة حزب الحرية المغمور نموذج ودليل علي ما أقول فقد ساهمت نجومية هاني رمزي في استمالة الكثيرين لحزب الحرية، ونحن نملك المئات من الفنانين مثل هاني رمزي ونملك عشرات المطربين وعشرات العلماء والأطباء النابغين وكذلك العشرات من نجوم الكرة والرياضة.
وإذا كان هؤلاء لا يريدون أن يكونوا سياسيين فكل ما نريده منهم مساعدة شباب الثورة في الوصول لسدة الحكم، عن طريق ترشيح أنفسهم علي قوائم الأحزاب الليبرالية ويأخذ النجم رقم أربعة في القائمة، ويختار الأول والثاني والثالث من الأدباء والصحفيين والنشطاء والثوريين، فتكون جماهيرية النجم قادرة علي إنجاح ثلاثة من القائمة أو في أسوأ الظروف اثنين منهم وبذلك يضمن التيار الليبرالي 50% من القوائم، فهل لو رشح محمد صلاح أبو جريشة علي قائمة الكتلة المصرية في الإسماعيلية مثلا هل كانت النتيجة ستكون صفر للكتلة هناك؟، كذلك إينو في بورسعيد وخالد بيبو في السويس، وماذا لو رشح هنيدي والسقا وأنغام ومحمد سعد أنفسهم علي قوائم الكتلة المصرية بالقاهرة،هل كانت ستأتي النتائج كتلك التي هي عليه الآن؟.
اننا نمر في نفق مظلم وتعيش مصر أسود الأيام في تاريخها الحديث، فكل يوم تخسر مصر من رصيدها في نظر العالم، بل وتشوه سمعة مصر بأيدي من يدعون أنهم متدينون، ناهيك عن المخاوف التي تسيطر علي الطبقة المثقفة وعلي أصحاب رؤوس الأموال وعلي المواهب العلمية والفنية والأدبية والرياضية، ومنهم من حمل حقائبه ورحل ليبحث عن وطن أخر ومنهم من يفكر في الرحيل ومنهم من لا يجد طريقاً للهروب من جحيم التيار الإسلامي، وهؤلاء ثورة مصر التي لا تعوض بثمن فهم أملها في مستقبل أفضل،ولا أمل لنا في التخلص من هذه الكبوة التي تعيشها غير نجوم المجتمع والمشاهير من أبناء مصر فنطالبهم بمد أياديهم لإنقاذ مصر من قبضة التيار الإسلامي، الذي بدأ يترنح ويفقد الكثير من شعبيته بعد ادائهم المهين والمضحك المبكي في مجلس الشعب، ونطالبكم بمد أياديكم ومساعدة شباب الثورة قبل أن تمتد أياديكم لتجهيز حقائبكم إما للهجرة خارج الوطن أو لسجن أبو زعبل علي يد الإخوان المتطرفين والسلفيين الأشد تطرفا.
- آخر تحديث :
التعليقات