يعيش عمال وشغيلة العراق منذ عقود مأساة فظيعة ومعاناة مستمرة تواصلت منذ أن قرر البائد صدام حسين تجييش المجتمع العراقي و تحويل الطبقة العاملة لموظفين بقرار جمهوري سخيف عام 1987 و تدمير الصناعة الوطنية العراقية بكافة أشكالها بعد حالة الفوضى في التخطيط الإقتصادي وفي التغييرات المستمرة بين نظام رأسمالية الدولة أو الإشتراكي إسما أو الفوضوي واقعا ، وعاش الشعب العراقي بعماله و موظفيه و شغيلته وفلاحيه وكافة فئاته معاناة فظيعة بعد الحصار الدولي القاسي الذي أتبع غزو وإحتلال دولة الكويت عام 1990 و ما أفرزه من معاناة مستمرة لم تزل متواصلة حتى اللحظة بعد الإحتلال العسكري الأمريكي و تدمير بنية الدولة العراقية التحتية وإنهيار القطاع الصناعي بالكامل ، ثم جاء الطائفيون الفاشلون من وراء الدبابة الأمريكية والحذاء الأمريكي الثقيل بأسلوبهم الناهب المدمر لثروات العراق بعد أن فتح الأمريكان مغارة علي بابا العراقية الأسطورية للسلب و النهب الذي بدأوه ثم أكملته عصابات السلطة الجديدة من أحزاب طائفية و ميليشيات عنصرية وعصابات عرقية لتحقق الهدف و تكسح العراق بالكامل ، واليوم و بعد تسعة أعوام من الإحتلال و تأسيس دولة عراقية هجينة وفاشلة يحكمها حزب فاشل و سقيم وطائفي وعميل هو حزب الدعوة الإسلامية بقيادة نوري المالكي الذي كان أحد رجال وقيادات المشروع الإرهابي في العراق والشرق الأوسط ، تبدو الطبقة العاملة العراقية كالهشيم بالكامل وهي تعيش تهميشا مستمرا وفي ظل بطالة متصاعدة و توجيه خاطيء للإقتصاد الوطني الذي تحول ليكون حقلا واسعا للنصب والإحتيال والنهب و السمسرة وإنهيار العملة الوطنية رغم فوائض النفط الخرافية والميزانية العراقية الإنفجارية التي فاقت المئة مليار دولار.. ومع ذلك فإن العراق يستدين من صندوق النقد الدولي 2 مليار دولار!! وهو مبلغ تافه يصرف على نثريات مكتب نوري المالكي. في إحتفالات عيد العمال العالمي هذا العام أصرت شوفينية حزب الدعوة بقيادة الشوفيني نوري المالكي على حرمان حزب الطبقة العاملة العراقية ( الحزب الشيوعي العراقي ) من النزول للشارع للتظاهر بهذه المناسبة الدولية وقد سبق ذلك حملة إعلامية وبوليسية ظالمة ضد الحزب الذي أوصلته قيادته العاجزة و المريضة والعجوز لحالة من الهوان غير مسبوقة في تاريخه حتى أصبح ذليلا و تابعا لأحزاب اللطم والتطبير الذي تريد له مصيرا مشابها لمافعله الخميني بحزب تودة الشيوعي الإيراني الذي إستأصله بالكامل بعد إهانة أمينه العام ( كيا نوري )! خصوصا وإن حزب الدعوة اليوم و بمشروعه الدكتاتوري في العراق قد أخذ يعد العدة لحياكة الإرتباط الجيني و الكامل بالقاعدة الثورية في طهران!! فهنالك مركز الثورة الإسلامية الشيعية العالمية ، وهناك الفارسي والولي الفقيه الجامع للشرائط من وجهة نظر مجلس الخبراء الإيراني فقط لاغير، وهنالك الحب و الهوى والولاء الأول، وفي النهاية ما الحب إلا للحبيب الأول!! وطبعا حزب بمستوى حزب الدعوة و الأحزاب والعصابات الطائفية المتحالفة معه لا يمكن أن يأتي من ورائه أي خير للطبقة العاملة العراقية التي تعيش الهوان والتراجع و الذلة و المسكنة والتي حرمت من أبسط حقوقها ومستحقاتها بعد أن تاهت في مسارات الفوضى العراقية التي هي بلاحدود. الشيوعيون العراقيون إن بقي فيهم رمق من حياة مطالبون بتصعيد النضال وتسريع وتيرة الصراع مع الفاشية الطائفية الشوفينية المسعورة الجديدة والتي تمنع العمال و الشغيلة من التعبير ديمقراطيا عن معاناتهم بينما تشجع مواكب اللطم والتطبير وضرب الزنجيل وبقية الممارسات الخرافية الأخرى المشوهة لكل حالة حضارية محترمة... هل يفعلها الشيوعيون العراقيون أم أنهم قد إستمرؤا حلاوة الضرب على القفا من الفاشيين والشوفينيين ، بعثيون كانوا أم دعويون؟... تلك هي المسألة.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات