المشهد يعيدنا بالذاكرة الى ذلك الخميس الأسود الذي أشعل البلد بفتيل مغمّس بوقود لا ينضب.. وها الجمر تحت الرماد يتحرّك من جديد ليولع البلد بلمحة بصر. لماذا قدر هذا البلد أن يُرهق كاهله بالغضب والنار وأن يوضع كل يوم وآخر تحت مقصلة فتنة جديدة. أين أنت يا محمود درويش لتصرخ بأعلى صوتك وتقول لهم: quot;أيَّها الساهرون! أَلم تتعبوا من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون؟ واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هناquot;.

يا أيها العابثون بأمن واستقرار هذا البلد نحن تعبنا ألم تتعبوا ألم تملّوا وتتركوا هذا البلد بسلام.. انه لأصغر من أن يغرق أبناؤه بدمائهم..

ويح لنا لا نتعّلم، وويل لبلد أصبح ككرة نار يتقاذفونها كما يشاؤون وتشعل النيران هنا وهناك.. ويل لنا من ساسة جل ما يفعلوه التغّني بالسيادة والحرية والاستقلال وهم في الواقع لا يفعلون سوى اعتلاء المنابر والخطب بالشعب وتحريضه طائفياً وحقنه بسمومهم. أما نحن، فالويل لنا من شعب لم يتعلّم، ألم نفهم اللعبة بعد؟ ألم نعي أننا أصبحنا كلعبة الدومينو يحركونا بما يتوافق مع مصالحهم وبدل أن ننتفض ونتمرد على مخططاتهم نساعدهم، يثيرون عواطفنا فنغضب على أنفسنا بدل أن نغضب عليهم..
متى يا بلد العيد ستثور وتنفض عنك النار التي زرعوها في قلبك والبواريد التي زنّروا شبابك فيها؟

يا بلد العيد متى!!!!