أثارت بعثة إيران لرجل الدين على الكورانى إلى مصر لفتح حسينيات وإقامة لطميات وثقافة صفوية، جدلا واسعا فى مصر. خصوصا أن رجل الدين على الكورانى هو (المعمّم المنحرف) كما سمّاه السيد محمد باقر الصدر لأن الكورانى معروف بتعصبه ومشهور بتشدده المفرط وتكفيره للخلفاء الراشدين الثلاث أبى بكر وعمر وعثمان واتهام أم المؤمنين عائشة زوج النبى بتهم كاذبة برّأها الله منها، ومن ثمّ لعنهم أمام الملأ فى حوارت الكورانى التلفزيونية والقنوات الفضائية الإيرانية والكتب التكفيرية مما يجعل تأسيسه حسينيات بالقاهرة تمارس لطميات وطقوسا صفوية معروفة للبغضاء والتكفير وشق عصا المسلمين وطرح مناقشات خلافية فى القضايا التاريخية بين الفرق بشكل صفوى تكفيرى يفرق بين المسلمين حاملا راية الثأر من أكثرية الأمة المسلمة (لَعَنَ اللهُ أمةً قتلتك) ثم لعن الخلفاء الراشدين الثلاث الأوائل (لَعَنَ اللهُ الأولَ والثانىَ والثالثَ) فى كل يوم وصلاة وزيارة وقنوت واعتقاد دور المهدى المنتظر فى حرق الخلفاء ومن يواليهم والتبرء منهم وغيرها كثير

إستنكرت ذلك الكثير من الجهات الدينية الرسمية وغير الرسمية فى القاهرة مثل الأزهر وعلماؤه ومجمع البحوث الإسلامية ووزارة الأوقاف ونقابة الأشراف فى بيانات رسمية واضحة

أكد الأزهر أن هذا التدخل والسلوك مرفوض، وقال الدكتور محمد جمعة أمين عام المكتب الفني لشيخ الأزهر ومدير الإعلام بالمشيخة، إنه سبق أن أصدر مجمع البحوث الإسلامية بيانا في هذا الصدد أكد أنه لا يجوز لأهل السنة أن ينشروا مذهبهم بين أهل الشيعة، ولا يجوز لأهل الشيعة أن ينشروا مذهبهم بين أهل السنة، تجنباً للفتنة والتناحر.

وقال بيان الأزهر إنه لا يليق بمصر الأزهر أن يحدث في رحابها مثل هذا السلوك، مناشدا أولي الأمر وكافة المؤسسات المعنية أن يأخذوا علي أيدي كل من تسول له نفسه العبث بالأمور الدينية، لأن المصريين متدينون بطبيعتهم، حتى قبل أن تصلهم الرسالات السماوية، فهذا خط أحمر لا نقبله. وأكدت وزارة وزارة الأوقاف المصرية عن خطر هذه الزيارات غير الرسمية وعقدها لقاءات كثيرة فى البيوت وبناء حسينيات لنشر ثقافات التفرقة التى تهدد أمن البلاد واستقراره، وجاء فيه (لها أهداف سيئة لا تخدم استقرار الوطن وأمنه وأمانه). بنص بيان الوقف المصرى

لاشك أن إيران تستغل الوضع غير المستقر في مصر لزرع بذور الفتنة وافتتاح 80 حسينية من مشروع ألف حسينية فى مختلف مدن مصرحيث تستخدم مصريين لاختراقهم ودعمهم. ومنها محاولات راسم النفيسى تأسيس أول حزب شيعى فى مصر، وتحركات علاء ماضى أبو العزم المدعوم إيرانيا والمتحالف مع الصوفية ضد السلفية ومحاولات إشعال فتنة طائفية بين الجانبين وتأسيس الدريني للمجلس الأعلى لرعاية أهل البيت فيكون رئيسًا له ويدير جريدته (صوت أهل البيت الأسبوعية) كذلك تأسست (قوى آل البيت)، و(جبهة الإصلاح الصوفي)، و(حركة أشراف بلا حدود)، و(مركز الإمام على) لحقوق الإنسان، و(منتدى محبي آل البيت) ونشاط موظفى قناة العالم الفضائية الإيرانية ودورهم فى المنشورات بساحة التحرير وتحركاتهم المشبوهة، وآلاف الوفود الإيرانية بعنوان زيارة العتبات والأضرحة ماعدا الخلايا السياسية النائمة الإيرانية والإطلاعات (المخابرات الإيرانية) وفيلق القدس وحزب الله اللبنانى الذى هرب بعض قياداته من السجن المصرى أخيرا فى آفاق متنوعة للتوغل الإيرانى الصفوى وامبراطوريته الفارسية فى قلب الكنانة وإحداث فتنة بين المسلمين للتكفير تستفيد منه إيران فى مشروعها التوسعى وخلق الفتن الطائفية فى التفريق بين المسلمين

كما أن إيران تدعم النظام السورى بكل الوسائل ومنها عن طريق قناة السويس حيث بعثت إيران فى فبراير الماضى سفينتين حربيتين إلى سوريا عبر قناة السويس دعما للنظام السورى فى قمعه لشعبه بأشد وحشية حتى تجاوز عدد الشهداء إثنى عشر ألف شهيد سورى لثورة مجيدة من شعب شريف يعانى من الظلم والقهر والإستبداد لأكثر من أربعين عاما تحت عنوان حزب البعث المجتث عراقيا والمدعوم سوريا لكشف المعايير المزدوجة الطائفية لإيران وحزب الله اللبنانى التابع لإيران والأحزاب الطائفية الحاكمة فى العراق الجريح

إيران لازالت تسعى لامبراطوريتها وسيطرتها على الخليج العربى ومضيق هرمز وممرات النفط وتهديداتها المتكررة ومناوراتها المتعددة وأسلحتها النووية واختراق جميع الدول العربية ومحاولتها قلب الأنظمة مثل البحرين واليمن واحتلالها للجزرالإماراتية الثلاث وللأحواز العربية ودعمها للنظامين الطائفيين العراقى والسورى وخلاياها فى مختلف الدول العربية دعما لامبراطوريتها ولازال بعض العرب بوقا لإيران وتصدير ثورتها، كالكوراني فهو من دعاة تصدير الثورة الايرانية والتشيع الصفوى التكفيرى، ويدعو لغزو ثقافتها في المنطقة العربية، وهو القائل:(إنّنا قادمون نحو الخليج واليمن والمنطقة العربية كلها، وان رأس مشروعنا في الشام والعراق، ومن يعجبه فليعجبه ومن لا يعجبه فليشرب من البحر)!، إنّه الكورانى صاحب كتاب (الحق المبين)، والكتب التكفيرية لمؤسسة المصطفى الصفوية بقم، وكتاب (نظرية حزب الله) مع أخيه حسين الكورانى قيادى حزب الله اللبنانى الموالى لإيران ودعم نظام الأسد الدموى وكتاب (قدوة الفقهاء) فى تبجيل وتعظيم الشيخ حسين على المنتظرى كأعظم فقيه ومرجع يمهّد للمهدى المنتظر ويسلّم الراية له كآخر فقيه شيعى وحربه للمراجع العرب كمحمد باقر الصدر ومحمد حسين فضل الله ودعم المراجع الصفويين لذلك أطلق السيد محمد باقر الصدر عليه لقبا خاصا متميزا (المعمم المنحرف) كتلخيص لشخصيته وفكره وسلوكه، حقا إنه المعمّم المنحرف والمدعوم من المرجعيات الإيرانية الصفوية المعاصرة بشكل كبير لنشر ثقافة التكفير والبغضاء والأحقاد واللعن والتفرقة

من هنا ربما كانت البيانات الرسمية الرافضة والمستنكرة من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ومجمع البحوث الإسلامية ونقابة الأشراف وغيرها لهذه الظاهرة الغريبة

لاشك فى خطر التوغل الصفوى والتدخل الإيرانى والفتنة الطائفية فى المنطقة من خلال الدعوة إلى تغيير المذهب ونشر ثقافة التكفير الصفوية وزعمائها التكفيريين وسياسة التفرقة الإيرانية المعهودة حتى على شعوبها الأحوازيين العرب وغيرهم من القوميات الأخرى المضطهدة فى إيران وهى قنابل موقوتة قابلة للتفجر بشكل ضخم فى أى وقت تخشاه العنصرية الحاكمة

لاحاجة للشعب المصرى من إيران أن يعلّمه حب أهل البيت فهاهى المراقد الكثيرة لأهل بيت النبى وعاطفة الشعب مع حب آل البيت المعروفة تاريخيا ولازالت واضحة المعالم وذلك لايمنع من حب صحابة الرسول وزوجاته فى آن واحد متوازى بلا تعارض ولاتناقض، وهنا تسقط الثقافة الصفوية وتتعرى لأن الصفويين يكفرونهم خصوصا الخلفاء الراشدون الثلاث الأوائل وبعض زوجات النبى ثم لعنهم وسبّهم رغم استعمال التقية فى المراوغة والكذب والدجل لخلط الأوراق والتمويه فى التعابير المختلفة

حان الأوان لشعب مصر أن يدرك الخطر الصفوى الإيرانى ولينظر إلى عراق اليوم المنكوب كليا والمستباح لإيران والشعب اللبنانى وما جناه من أتباع ولاية الفقيه والشعب السورى وقتله اليومى من النظام الحليف لإيران، فيكون عبرة لمن اعتبر