رغم الدور التاريخي البريطاني الخبيث والمؤسف في ضياع إمارة عربستان العربية وخيانة وغدر أميرها وأحد أبرز الوجوه والشخصيات القيادية العربية في الخليج العربي الشيخ خزعل بن جابر الكعبي وتسليمه وإمارته العربية لقمة سائغة لنظام المقبور رضا بهلوي العنصري الحقود في ربيع نيسان عام 1925. إلا أننا لايسعنا إلا أن نحيي التصريحات الإيجابية الأخيرة لوزير الخارجية البريطاني السيد وليم هيغ المناصرة لربيع الأحواز الحرة والمستنكرة لحملات الإعتقال والإبادة السلطوية الإيرانية للمناضلين الأحوازيين الذين باتوا هدفا دائما للآلة العنصرية الأمنية الإرهابية الإيرانية. إضافة لسياسة توسيع المشانق وفرض حرب إبادة على النشاط الوطني والقومي التحرري الأحوازي والذي لن ينكص أو يتراجع أبدا بل سيستمر ويتصاعد مع الأيام بعد أن عادت للقضية الأحوازية التحررية كل أسباب النهوض والثورة لتغيير الواقع المأساوي ونفض غبار الذب والمهانة والإستعمار والنهب عن كاهل الأحوازيين الذين أبدوا مقاومة بطولية تستحق التقدير في الحفاظ على هويتهم العربية وروحهم الحرة الأصيلة رغم قسوة وخبث وسطوة آلة القهر والإستيطان العنصري الإيرانية التي لم تستطع أبدا رغم كل وسائل القهر والدجل من كسر وتطويع الإرادة الحرة لشعب عربي أحوازي أصيل وراسخ وممتد عبر التاريخ لايريد سوى إستعادة حقه في تقرير مصيره وإستعادة سيادته والإنضمام لأشقائه العرب في الشرق القديم كسد فاصل وستراتيجي ضد رياح التقسيم والطائفية والعنصرية المريضة التي هي كل بضاعة النظام الإيراني المفلس والحقود والمتآمر على أمن وسيادة الخليج العربي والشرق بأسره. الموقف الدبلوماسي البريطاني الجديد لربما يكون نقطة تحول إيجابية مهمة في تعاطي العالم بجدية مع ملف الحركة التحررية الأحوازية التي مرت بأطوار ومراحل مختلفة ولكنها اليوم تقف على أعتاب منعطف تاريخي محوري سيحدد شكل وطبيعة الكفاح المستقبلي وآلية وطريقة إدارة ملف الصراع بما سيؤدي في النهاية لتحقيق الهدف الوطني المقدس وهو التحرير الكامل وعودة دولة الأحواز العربية الحرة كحقيقة ستراتيجية وتاريخية لابد من الوصول لأعتابها وتحقيق أهدافها مهما غلا الثمن، فلاشيء أغلى من الحرية. وقد أثبت الأحوازيون رغم تخلي أشقائهم العرب والعالم عنهم عزيمة قوية وقدرة كفاحية نادرة وقدرة ميدانية هائلة لايشق لها غبار عن إمكانيات نضالية وإدارة معركة صعبة للغاية في ظروف غير مؤاتية ومع ذلك تحقق نجاح ميداني كبير أجبر العالم على الإعتراف بقوة النضال الأحوازي وعلى إحترام سواعد المجاهدين الأحوازيين وبما سيؤدي لتصحيح الخطأ التاريخي والجناية العظمى التي لحقت بالشعب العربي الأحوازي وهو يقتلع من جذوره ويضم قسرا لإمبراطورية عنصرية متطرفة والتي خلفتها إمبراطورية لاتقل عنصرية ولا إرهابا رغم الدعايات والشعارات الدينية المزيفة والمغلفة بسم عنصري زعاف ورهيب يعرف الأحوازيين وطأته وطبيعته وحقيقته، بكل تأكيد لاعودة لماضي القمع والذل والإحتلال مهما كانت النتائج والمواقف الدولية، وأهل مكة أدرى بشعابها. والشعب الذي قاوم العنصرية والمسح القومي وحافظ على عروبته وأصالته التي يحمل اليوم رايتها اليوم شباب أشداء لم تستطع ماكنة الدجل الصفوية خداعهم وطيلة أكثر من ثمانين عاما، لقادر كل القدرة على إدامة زخم النضال وإستعادة الحق المغتصب من حدقات عيون المحتلين، فالمشانق الصفوية لم تعد ترعب أحدا، وعواصف الربيع الأحوازية كفيلة بإقتلاع كل الأشواك وبقطع رؤوس كل ثعابين الطائفية والعنصرية والدس والتشويه الرخيص، والشعب العربي الأحوازي قد شب عن الطوق وبات يعرف مصيره جيدا وينير بحركته الوطنية التحررية طريق المستقبل الحر المتجدد ويستعد لمعانقة فجر التحرير القادم لامحالة، بحرية الأحواز يختتم الربيع العربي أبرز فصول تحولاته التاريخية المستمرة التي ستنظف المنطقة من أدران ومخلفات الطغاة والمتخلفين وتعيد البسمة والأمل لملايين المستعبدين بعد إزاحة عار ذل الإحتلال الصفوي القميء وتشييد الكيان الوطني الأحوازي الحر وهي مهمة أصعب كثيرا من ملف التحرير الوطني وهي المسألة التي ينبغي على المناضلين الأحوازيين التنادي لتحقيقهاوإنجاز خطوطها الرئيسية. كل الظواهر والأدلة والقناعات باتت اليوم متاحة لتحقيق قفزة نوعية في النضال الوطني الأحوازي، وكل شروط الإنتصار باتت متوفرة رغم صعوبة ووعورة الطريق، إلا أن للمهام الصعبة رجالها الأشداء والأحواز تزخر بالرجال الذين هم في طريقهم لتصحيح الجغرافيا والتاريخ والستراتيجية أيضا، المشروع الصفوي إلى جحيم مؤكد، والمشروع التحرري الأحوازي بات اليوم الحقيقة الساطعة التي ستبدد ظلام المحتلين العنصريين الذين سيهزمون شر هزيمة وتلاحقهم لعنات الشعوب المبتلية بإحتلالهم العنصري الإستيطاني البغيض، ليس ثمة بديل للعالم الحر اليوم من التعاطي مع الحركة الوطنية والقومية التحررية الأحوازية بإعتبارها من أبرز حقائق وتجليات الربيع العربي.. الأحواز على موعد مع الحرية الحمراء المقدسة.
- آخر تحديث :
التعليقات