فور إعلان الحكم ضد حسني مبارك والعادلي بالمؤبد وبراءة باقي المتهمين، إعتقدت أن حكم المؤبد وبالذات ضد مبارك هو حكم سياسي بالمقام الأول، ولكن أيا كانت أسباب الحكم فقد إتفق غالبية المصريين على إحترام أحكام القضاء، ولم أفاجأ بأن مجموعات quot;ثوريةquot; مثل 6 أبريل وخالد سعيد لن تكتفي بالمؤبد لأنهم لن يشفي غليلهم الإنتقامي سوى الإعدام شنقا في ميدان التحرير! لذلك فور صدور الحكم بدأت القوى الثورية فورا في الشحن الجماهيري للتوجه إلي ميدان الحرير وغيره من الميادين في المدن المصرية، وشمرت قناة الجزيرة عن سواعدها وبدأت إرسالها المباشر التحريضي على مر الساعة علي قناة quot;الجزيرة مباشر مصرquot;، أليس غريبا أن تخصص قناة تابعة لدولة أجنبية قناة تحريضية تنشر الأكاذيب مغلفة ببعض الحقائق أو تنشر تضع السم في العسل لدولة أخرى، ولماذا مصر بالذات، ولماذا لا نري quot;الجزيرة مباشر سورياquot; مثلا والضحايا في سوريا يتساقطون يوميا بالعشرات؟؟ ولكن مصر هي التفاحة الكبرى وإذا سقطت الدولة المصرية سهل سقوط الشرق الأوسط جميعه. وسوف يأتي اليوم الذي تتضح فيه حقيقة قناة الجزيرة ودورها التحريضي والمشبوه في العالم العربي.
ولم ينتظر الأخوان هذه المرة كثيرا قبل النزول إلي الميدان كما فعلوا في أوائل الثورة، إنتظروا فقط بضعة ساعات، ولكن الإنتهازية الحقيقية كانت في المؤتمر الصحفي للدكتور محمد مرسي والذي أذاعته قناة الجزيرة على الهواء مباشرة، وفيه حرض الناس على النزول في كل ميادين مصر والإستمرار في الميادين حتى موعد الإنتخابات! ثم بدأ الكلام عما سيفعله بالقضاء وألمح بأنه سوف يعيد محاكمة مبارك، رغم أنه يعرف جيدا أن الجهة الوحيدة المخول لها إعادة المحاكمة هي محكمة النقض، ولم يذكر أي شئ عن إحترام أحكام القضاء، بل على العكس لم يشكك في القضاء فحسب بل وشكك أيضا في النيابة!! وكان كل همه في المؤتمر الصحفي هو إستغلال غضب بعض الناس لصالح الأخوان، وهؤلاء الأخوان هم أنفسهم الذين كانوا دائما يطالبون الناس بالهدوء والعودة إلي الإنتاج والعمل، فها هو quot;صبيquot; كبيرهم الذي علمهم السحر يطالبهم بالبقاء في الميادين و الإستمرار في الثورة حتى موعد الإنتخابات بعد أسبوعين بدعوى حماية انتخابات الرئاسة، وكأن حماية 150 ألف جندي مصري لم تكن كافية في الإنتخابات الماضية وقبل الماضية والتى شهد الجميع بنزاهتها وسلميتها، وهل حماية الإنتخابات هي وظيفة الثوار؟؟؟ أم وظيفة الدولة، أم أنها البداية لتشكيل ميليشيات مسلحة؟؟
وعندما سأله أحد الصحفيين عما سيحدث إذا قام الثوار بحماية الإنتخابات ثم فاز أحمد شفيق؟؟ ورفض الإجابة تماما بل وزوغ من السؤال وقال أن أهم شئ هو إستمرار الثورة؟؟ وبدأ يتكلم ليس فقط كرئيس مصر القادم بل وقائد الثوار الأوحد أيض بل وقال بالحرف الواحد quot;ستظل الثورة تجري في عروقي حتى بعد أن أصبح رئيسا لمصر وحتى أحقق القصاص للشهداءquot;!! ...
والحقيقة أن الأخوان يلعبون بالنار عندما يحرضون الشعب علي القيام بالبقاء في الشوارع لحماية الإنتخابات، وكأنهم يريدون خلق دولة أخرى داخل الدولة، أو عندما يهاجمون القضاء والجيش بهذا الشكل الفج، فمصر لم يبق لها من مؤسساتها سوى القضاء والجيش، ولأول مرة اليوم أسمع شعار :quot;الشعب يريد تطهير القضاءquot; وطبعا شعار :quot;يسقط يسقط حكم العسكرquot; واليوم سمعت هتاف :quot; الشعب يريد إعدام المشيرquot;، quot;مجلس عار .. ورئيسه حمارquot;!! فمن الواضح أن الأخوان يريدون إسقاط الدولة المصرية المدنية كما عرفناها منذ آلاف السنين لإقامة دولتهم الدينية، ولم يخلص أو يسعد الأخوان أن الشرطة المصرية بدأت في التعافي بل يريدون هدم القضاء والجيش أيضا.
ولقد أسقط في يد الأخوان لهبوط شعبيتهم إلي النصف في خلال أقل من ستة أشهر وأيضا للشعبية التي حققها أحمد شفيق (ممثلنا نحن الفلول) في أقل من شهر وتمت ترجمة هذه الشعبية في صناديق الإنتخابات، لذلك جاءت لهم ثورة بعض الناس على المحاكمة فرصة ذهبية لكي يركبوا الموجة مرة خرى لكي توصلهم تلك الموجة الكبرى هذه المرة لكي يفوزوا بالجائزة الكبرى quot;مصرquot; ولكن الشعب قد فقسهم جيدا وعرف مناواراتهم ومرواغاتهم.
وكنت أنتظر من شخص يطمع أن يكون رئيسا لمصر مثل محمد مرسي أن يكون تعليقه:quot;نحن نحترم أحكام القضاء وإن كنا نتمنى أن تكون الأحكام غير ذلك، وسوف ننتظر حكم محكمة النقضquot;!! ولكنه بدلا من ذلك قام بتحريض الناس على النزول إلي الشوارع والميادين ليس ليوم أو ليومين ولكن لمدة أسبوعين حتى موعد الإنتخابات!!
قارن بين هذا وبين ما قاله احمد شفيق :quot; انه يحترم احكام القضاء، مؤكدا على ان منهجه اذا ما حصل على ثقة الشعب سيكون هو احترام القانون وتعزيز استقلال القضاء وانه كمرشح لرئاسة الجمهورية يؤكد اصراره على قبول كل حكم قضائي.
وأضاف في بيان عن حملته الانتخابية quot;ان اى رئيس قادم للدوله لابد ان يمعن النظر ويعي الدرس التاريخى وقد رأى ان رئيس الجمهورية السابق قد مثل امام محكمة مصرية ينتظر حكم القانون عليه وان هذا يعني انه لم يعد اي شخص فى مصر فوق الحساب والمساءلة.
وقال: quot;ليس من حقنا ان نعلق على احكام القضاء، لكن الحكم الصادر يعني انه لا احد فوق المساءلة اذا رأى القانون ذلك، وان جهات تطبيق القانون تحتاج الى مزيد من الدعم لكي تتمكن من تطبيق العدالة على خير وجه.
وحيا احمد شفيق ذكرى شهداء 25 يناير مؤكداً على انه سوف يوفر كل ما ينبغى من تكريم لذكراهم ولشد عضد اسرهم.
وأضاف: quot;ان تلك الاحكام تنفي بالتاكيد اي ادعاء بانه يمكن لاي مرشح لرئاسة الجمهورية ان يعيد انتاج نظام حكم انتهى
وقال: ان تبرئة مساعدي وزير الداخلية السابق لا تعنى القبول من جانبي باساليبهم ولا طريقتهم فى العمل، ولم يكن احد يتفق مع تصرفاتهم ومنهجهم المرفوض.
وأدرف قائلا إن quot;درس 25 يناير هو القبول الكامل بإحترام الدولة عموماً والشرطة خصوصا لمبادىء حقوق الانسان وحق المواطن فى حريه التعبير والاعتراض فى ضوء احكام القانون.quot;
واختتم قائلا quot;نثق في ان الشرطة في شكلها الجديد ستكون خير عون للمجتمع في حفظ امنه..quot;
كلام رئيس مسئول فعلا وليس كلام تحريض حواري!!
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات